على رغم أن جميع النقاد يصنفون أفلامه كـ {أفلام مقاولات} وآخرها {فخفخينو}، يؤكد المخرج إبراهيم عفيفي أنه يقدم أعمالاً متميزة بعيدة عن أي ادعاء.عن تجربته الأخيرة التي لم تحقق إيرادات، ورأيه في أحوال السينما كان اللقاء التالي. لماذا رُفع فيلمك الأخير {فخفخينو} من دور العرض سريعاً ولم يحقق إيرادات؟حقق {فخفخينو} إيرادات عالية مقارنة بأفلام أخرى عرضت في التوقيت نفسه، وأعمال 2009 كافة سقطت في بحر {الذباب} وعلى رأسها {بوبوس} لعادل إمام و{إبراهيم الأبيض} و{دكان شحاتة} و{احكي يا شهرزاد}، فعلى رغم أنها تكلفت عشرات الملايين من الجنيهات لم تحقق إيرادات.لماذا اخترت أبطال فيلمك من نجوم الصف الثاني والثالث؟لأن ميزانية الفيلم كانت ضعيفة للغاية.كم بلغت؟مليون ومائتي ألف جنيه منها 400 ألف جنيه أجور النجوم.لماذا وافقت على إخراج الفيلم على رغم ميزانيته الضعيفة؟لأن الفكرة أعجبتني، والمنتج صديقي وأمنيته تحقيق هذا الفيلم.قال البعض إنه لا يحمل أية فكرة؟تتمثل الفكرة في معاناة الشعب المصري والشباب الذي يبحث عن عمل، ولخصتها على لسان أحد الأبطال عندما قال: {لم أجد سوى الظروف الصعبة فتعلقت بها}.لكنك قدمتها بطريقة سطحية؟ليست سطحية ومن يقول ذلك لم يفهم الفيلم. يتهمك النقاد بأنك أحد أسباب عودة أفلام المقاولات، ما رأيك؟تتهمني بذلك مجموعة {رضعت الجهل وفطمت عليه}، ولا تعلم شيئاً عن السينما. لا أعترف بوجود نقاد سينمائيين حقيقيين في هذه المرحلة فلو كانوا جديرين بالنقد لأنصفوا أعمالي البعيدة عن المقاولات والمصنوعة سينمائياً بشكل جيد، لأنني محترف وخبير في المجالات الفنية السينمائية كافة.لكنك اعترفت أن فيلمك ميزانيته ضعيفة، وصوَّر في فترة وجيزة وأبطاله جميعهم من نجوم الصف الثاني، وهذه مواصفات أفلام المقاولات؟ لا ينطبق هذا التوصيف على أعمالي، لأن أفلام المقاولات يصنعها من ليس لهم أدنى علاقة بالسينما، أما ما أقدمه فسينما حقيقية ولا تعيب الفيلم ميزانيته الضعيفة.لماذا تتعامل دائماً مع منتجين من أصحاب الميزانيات المحدودة وليس مع الشركات الكبرى؟لأنني أحب العمل وفقاً لشروطي وليس شروط شركات الإنتاج، فلا أقبل مثلاً أن يفرض عليَّ نجم بعينه.هل أنت راض عن فريق العمل الذي اضطررت لاختياره نتيجة ضعف الميزانية؟أليس يوسف شعبان نجماً على رغم أنه لم يحصل على حقه السينمائي؟ أما رانيا يوسف فإحدى النجمات اللائي سيكون لهن شأن كبير في السينما المصرية. عموماً، أعضاء الفريق كلهم قدموا أدوارهم بشكل جيد.هل واجه فيلمك أي مشاكل مع الرقابة بسبب مشاهد الإغراء التي قدمتها رانيا يوسف؟كلا لأنه لم يقدم الإغراء بابتذال، بل بشكل راق وموظف درامياً.لماذا غبت فترات طويلة خلال مشوارك مع السينما؟لأنني لا أخرج أي فيلم إلا إذا كنت مقتنعاً بالسيناريو، وعرض عليَّ خلال هذه الفترات عدد كبير من السيناريوهات، إلا أنني رفضتها كلها.لماذا؟لأنني كنت أرى فيها ادعاء كبيراً، فبعض كتاب السيناريو يعتقد أن باستطاعته تغيير الواقع وتشكيل وجدان الناس وما إلى ذلك من {كلام كبير} لا يمت إلى الواقع بصلة.ما هي وظيفة الفن برأيك؟رصد الواقع فنياً وربما التأثير فيه، أما تغييره فهذه مهمة المفكرين وليس الفنانين.لماذا تصر على تقديم أفلام العنف؟أحب هذا النوع من الأفلام، وتأثرت بعدد كبير من الأساتذة الكبار الذين قدموه مثل نيازي مصطفى، لذا أبدعت في هذا المجال بل قدّمت سينما مختلفة بأدوات غير تقليدية. عموماً، الواقع يفرز العنف سواء في مصر أو في العالم ولا بد من أن يعكسه الفن، إضافة إلى أن هذه النوعية من الأفلام تجذب المشاهد، فمن منا قد ينسى أفلام فريد شوقي مثلاً؟لكن الأفلام التي قدمتها لم تصل إلى نجاح أفلام فريد شوقي؟جميع أفلامي حققت نجاحاً ساحقاً، وأنا المخرج الوحيد بشهادة الجميع الذي لم يفشل أي من أفلامه.ما رأيك في حال السينما؟للأسف، السينما المصرية تتحول من سيئ إلى أسوأ، ولا مجال للعناصر الجيدة، والصناع يسعون إلى التقليد وليس الإبداع.من يعجبك من مخرجي الأجيال الجديدة؟وائل إحسان وأحمد جلال وأرى أنهما قد يقدما أفلاماً رائعة بشرط البعد عن التقليد.
توابل
إبراهيم عفيفي: سينما 2009 سقطت خصوصاً فيلم عادل إمام
19-10-2009