واصلت فِرق الإنقاذ الدولية أمس، جهودها المُضنية بحثاً عن الأشخاص المدفونين تحت أنقاض المباني في عاصمة هايتي بورت أو برنس، بعد قرابة أسبوع من الزلزال المدمر الذي ضرب الجزيرة.  وأفادت المفوضية الأوروبية بأن حصيلة ضحايا الزلزال بلغت نحو 200 ألف قتيل، تم انتشال نحو سبعين ألفاً منهم، ونقلوا إلى قبور جماعية.

Ad

في وقت ترزح هايتي المنكوبة تحت ثقل الجوع والتشرّد من جراء الزلزال، يدور سجال دولي حول إدارة الولايات المتحدة جهود الإغاثة على الأرض، وصل عند البعض إلى حدّ اتهام واشنطن باحتلال الجزيرة بدلاً من مساعدتها.

وسارع وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس إلى الإعلان أن القوات الأميركية ستساند قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في هايتي، ولن تتولى شؤون الأمن وفرض النظام فيها، مضيفا "أعتقد أننا لانزال نعتبر أن الأمم المتحدة وبعثتها في هايتي تتوليان زمام الأمور فيها، نحن هناك لمؤازرتهما ومساندة حكومة هايتي".

في هذه الأثناء، أفاد مراسلون صحافيون بأن 12 طائرة هليكوبتر أميركية عسكرية بمعدات قتالية كاملة هبطت في مكان قصر الرئاسة الذي دمره الزلزال في العاصمة الهايتية بورت أو برنس.

من ناحية أخرى، هونت فرنسا أمس، من تقارير عن حدوث خلاف بينها وبين الولايات المتحدة بشأن أسلوب إدارة واشنطن لمطار هايتي، مؤكدةً أن التعاون بين البلدين يجري بشكل جيد. وأفاد مكتب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في بيان بأن "السلطات الفرنسية، راضية تماماً عن التعاون بين بلدينا وعن التنسيق الدائم بين مراكز الطوارئ التابعة لوزارة الخارجية الفرنسية ووزارة الخارجية في الولايات المتحدة، وترحب بالتعبئة غير المعتادة من جانب الولايات المتحدة إزاء هايتي وبالدور الذي تلعبه على الأرض".

90 ناجياً

صرّحت متحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، أن "أكثر من 90 ناجياً" تم انتشالهم من تحت الأنقاض، مضيفة أن "عمليات الإنقاذ تتركز في مناطق خارج بورت أو برنس التي لايزال وصول فرق الإنقاذ إليها صعباً".

كذلك، أعلنت الأمم المتحدة أنها جمعت 19 في المئة من أصل 575 مليون دولار كانت وجهت نداءً لجمعها بصورة عاجلة بعد الزلزال الذي ضرب هايتي في 12 يناير، وأشادت بالسخاء الدولي.

تبنّي اليتامى

أعلنت الولايات المتحدة أنها ستسهل إجراءات تبني أطفال يتامى من هايتي، عبر السماح بنقلهم إلى الولايات المتحدة حتى إن لم تكن في حوزتهم جوازات سفر أو باقي الوثائق والتراخيص التي تصدرها عادة السلطات الهايتية. وبموجب هذه التسهيلات، لن تعود الأسر الأميركية الراغبة في تبنّي أطفال هايتيين مضطرة إلى أن تنتظر للحصول من الحكومة الهايتية، التي تضررت بشدة من جراء الزلزال، على كل الوثائق والتراخيص المطلوبة عادةً لنقل طفل هايتي إلى الولايات المتحدة.

إلى ذلك، دعا نادي باريس للدول المانحة جميع الدائنين لهايتي إلى إعفاء البلد المُدمَّر من الديون المُستحَقة عليه.

العودة إلى عمّان

وصلت الى عمّان أمس، طائرة عسكرية أردنية تحمل جثامين ثلاثة من أفراد قوات حفظ السلام الاردنية قضوا في الزلزال. وحطت الطائرة في مطار الملكة علياء الدولي (30 كلم جنوب عمّان)، وكان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وعقيلته الملكة رانيا على رأس مستقبليهم، إذ جرت لهم مراسم استقبال عسكرية.

في المقابل، غادرت بيروت طائرة متوجهة الى هايتي وعلى متنها مساعدات مقدمة من الحكومة اللبنانية الى منكوبي الزلزال الذي ضرب الجزيرة، وتحمل 39 طناً من الأدوية والأمصال والثياب والحليب والخيم والبطانيات.

(بورت أو برنس - أ ف ب، رويترز، يو بي آي، أ ب)