مع اقتراب موعد توجّه الناخبين الإيرانيين إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم الجديد، يعمد المرشحون الأربعة، الإصلاحيان مير حسين موسوي ومهدي كرّوبي والمحافظان الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد ومحسن رضائي، إلى استغلال كل الفرص المتاحة أمامهم للظهور امام الشعب الإيراني، لمحاولة اقناع اكبر شريحة ممكنة منه، بالتصويت لمصلحة أيٍّ منهم في 12 يونيو الجاري.ويعمد نجاد الى شنّ هجمات لاذعة على خصومه متهماً إيّاهم وزوجاتهم وعائلاتهم بالفساد والغموض بشأن تمويل حملاتهم، معتمداً بذلك طريقة الهجوم كأفضل وسيلة للدفاع، لأن سجل حكمه خلال أربع سنوات، حافل بالجدلية والهفوات، خصوصاً في الملف الاقتصادي وملف العلاقات الخارجية، الأمر الذي أدّى إلى عزل ايران دولياً. وفي وقت تراجع قليلاً ظل المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي عن المشهد السياسي العام، تاركاً الساحة للمرشحين الأربعة، بقيت توجيهاته ماثلة في الأذهان، وتوصياته عالقة في عقول الكثير من الإيرانيين الذين أوصاهم بضرورة اختيار المرشح القادم من الشعب لا المرشح البرجوازي، واختيار المرشح الذي لن يذلّ البلاد أمام الغرب.من جهة أخرى، صرّح المرشح الإصلاحي كرّوبي بأنه سيقاوم النداءات المتزايدة له بالانسحاب وبتوحيد الناخبين المعتدلين ضد نجاد. وقال في مؤتمر صحافي: «لن أنسحب أبداً... أعتقد انه كلما زاد عدد المرشحين كان ذلك أفضل».ويُنظَر الى كروبي، أكثر منافسي نجاد ليبرالية في الانتخابات، على أنه ذو حظ ضئيل في الفوز بالسباق وتعرض لضغط من الاصلاحيين للانسحاب وتعزيز فرص رئيس الوزراء السابق مير حسين موسوي.إلى ذلك، اتهم الرئيس الايراني الأسبق هاشمي رفسنجاني، الرئيس الحالي بالكذب في مناظرة خلال حملة انتخابات الرئاسة أذاعها التلفزيون، وطالب المرشد الأعلى للبلاد بالتدخل.وفي هجوم علني لم يسبق له مثيل، قال رفسنجاني: "عشرات ملايين الإيرانيين شاهدوا التصريحات الخاطئة والتلفيقات في مناظرة الأسبوع الماضي عندما وجّه أحمدي نجاد الاتهام إليّ بالفساد».وقال رفسنجاني، في رسالة بعث بها الى خامنئي: «إنني اتوقع منكم حل هذا الموقف من أجل اطفاء الحريق الذي يمكن ان يشاهد دخانه في الجو واتخاذ إجراء من اجل احباط مؤامرات خطيرة»، وأضاف: «حتى إذا واصلت التسامح في هذا الموقف، فإنه ليس هناك شك في أن بعض الناس والاطراف والفصائل لن تتسامح في هذا الموقف».(طهران - أ ف ب، رويترز)
آخر الأخبار
حمّى انتخابية غير مسبوقة تجتاح إيران
10-06-2009