عاد الحداقة السبعة الذين كانوا محتجزين لدى السلطات الإيرانية إلى ذويهم وسط مشاعر الفرح التي غمرت العديد من المواطنين الذين تجمعوا أمام قاعدة صباح الأحمد مساء أمس. في ما يعد بشارة لقرب عودة الحداق حسين الفضالة الذي اختفى منذ ما يزيد على السنة، أفرجت السلطات الإيرانية أمس عن الصيادين السبعة (خمسة مواطنين وقطري ومصري) بعد أن كانت تحتجزهم لدخولهم مياهها الإقليمية يوم السبت الماضي، وكان في استقبالهم بقاعدة صباح الاحمد التابعة لخفر السواحل أهاليهم وعدد من المواطنين المتضامنين معهم. وكشف الحداقة السبعة لـ«الجريدة» أنهم كانوا على متن ثلاثة قوارب منفصلة، على أولها المواطنون الثلاثة، وعلى الثاني مواطنان بينما كان قطري ومصري على متن القارب الاخير، إذ بين داوود مبارك وهو احد المواطنين الثلاثة أن قاربهم تعطل بهم في المياه الإقليمية الكويتية ولم يتمكنوا من توجيهه فجرفتهم المياه إلى الحدود الإيرانية حيث ألقي القبض عليهم ومن ثم تم نقلهم إلى إحدى النقاط الامنية الإيرانية حيث خضعوا لتحقيقات مكثفة أحيلوا بعدها إلى عبادان، لافتا إلى أنه تمكن من الاتصال بوالدته وإخبارها بما حدث.تعطل الـ«جي بي إس» وفي ذات الإطار، أشار نواف الشمري الذي كان يستقل القارب الثاني برفقة أخيه إلى أنه ألقي القبض عليه مع أخيه في المياه الإيرانية بعد تعطل جهاز الاتصال بالأقمار الصناعية (الـ«جي بي إس») فلم يستطيعا تحديد جهتهما ولم يعلما أنهما في المياه الإيرانية إلا عند وصول زوارق الجيش الإيراني، في حين لفت القطري عيسى التركماني الذي كان بصحبة المصري على متن القارب الاخير إلى أن الأمواج العالية منعتهما من السيطرة عليه فدخل بهما المياه الإيرانية.وعن تسلمهم من الجانب الإيراني، أوضح مصدر أمني لـ«الجريدة» أن 12 عسكريا من وزارة الداخلية توجهوا الساعة الرابعة والنصف عصرا الى المياه الدولية لتسلم الصيادين المفرج عنهم ومن ثم إعادتهم الى البلاد الساعة السادسة والنصف بعد اتفاق تم بين الكويت وإيران، مضيفا أن «الجانب الإيراني انتهى من التحقيق مع الحداقة السبعة وتبين له أنهم دخلوا المياه الإقليمية الإيرانية بطريق الخطأ».وأشار المصدر إلى أن العسكريين اصطحبوا الحداقة وقواربهم الثلاثة الى قاعدة صباح الاحمد، مبينا أنهم أكدوا حسن تعامل الايرانيين معهم وخصوصاً بعد أن تأكدوا عبر التحقيق أن لا أهداف سياسية تكمن وراء دخولهم المياه الإقليمية الإيرانية.تعاون إيراني وبينما هنأ وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد ذوي الصيادين، مؤكدا الاهتمام والحرص على حياة كل مواطن ومقيم في البلاد، قال سفير الكويت لدى ايران مجدي الظفيري «إن السلطات الايرانية ابدت تعاونا ايجابيا رفيعا، اثمر اطلاق سراح المواطنين الكويتيين بالإضافة إلى القطري والمصري»، مشيرا الى مغادرتهم مدينة عبادان عند الساعة 12.30 ظهرا، بتوقيت ايران.وثمن الظفيري «الدور الكبير والحيوي والرائع» لمحافظ عبادان خلف الموسوي في عملية الافراج عن الحداقة قائلا انه «بذل جهدا غير عادي في تذليل كافة العقبات وتقديم كافة التسهيلات وتوفير كل المتطلبات انطلاقا من ايمانه بالعلاقات الخاصة التي تربط بين البلدين والشعبين الصديقين».تنسيق الجهود من جهته، قال مدير ادارة الاعلام الامني بوزارة الداخلية العقيد محمد الصبر أن وزارة الداخلية اعربت عن شكرها وتقديرها للجهود المكثفة التي بذلتها وزارة الخارجية والسفير الكويتي في سبيل الافراج عن الصيادين السبعة.75 دقيقة في «القاعدة»استغرقت إجراءات تسليم الحداقة إلى ذويهم 75 دقيقة، إذ ظلوا في قاعدة صباح الاحمد رهن الاستجواب من قبل رجال مباحث خفر السواحل وأمن الدولة وبعدها توجهوا جميعا إلى أهاليهم الذين كانوا في انتظارهم أمام بوابة القاعدة الساعة الثامنة مساء.حسن التعامل سيد الموقفلاقى تضامن أهل الكويت وحكومتها مع الحداقة بالإضافة إلى حسن تعامل السلطات الإيرانية معهم استحسان الجميع، إذ ثمن والد الحداق داوود مبارك جهود الحكومة الكويتية التي أثمرت عودة ابنه مع رفاقه إليه، مبينا ان تضامن أهل الكويت يعكس ما يربط كل أطياف الشعب الكويتي.وفي الشأن ذاته، أعربت والدة حسن ونواف الشمري عن خوفها مع بداية الأزمة من تكرار ما حدث مع المواطن حسين الفضالة الذي اختفى في ظروف مماثلة، ولكنها أكدت اطمئنانها إلى حسن التنسيق بين كل المعنيين بتلك القضية مما أعاد إليها ابنيها.إلى ذلك، جسدت المواطنة أم عبدالله الروح التي تسود أفراد المجتمع الكويتي، حيث عبرت عن سعادتها الغامرة بعودة الحداقة إلى ذويهم رغم أنهم لا يمتون إليها بصلة حيت كانت إلى جوار ذويهم في انتظار خروجهم من قاعدة صباح الأحمد.
محليات
الحداقة عادوا من إيران سالمين... والفال للفضالة تسلمهم ذووهم من قاعدة صباح الأحمد بعد احتجازهم ما يزيد على 3 أيام
15-10-2009