كرّم الفائزين بجوائزه مهرجان الكويت للإبداع التشكيليّ... تنوّعات أسلوبيّة ومعالجات متباينة

باختلاف مناهجهم، قدم المشاركون في «مهرجان الكويت للإبداع التشكيلي» منجزات فنية زاخرة بتنوعات أسلوبية شكلية ومعالجات تقنية متباينة، مستفيدين من تأثيرات بصرية لافتة ساهمت في ثراء تشكيلات العمل.

برعاية وزير شؤون الديوان الأميري الرئيس الفخري لـ{الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية» الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح، الذي أناب عنه الشيخ صباح ناصر صباح الأحمد الصباح، أقيمت حفلة افتتاح «مهرجان الكويت للإبداع التشكيلي الرابع» في «الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية».

حضر الاحتفالية عدد كبير من كبار الشخصيات من بينهم الشيخ دعيج فهد دعيج السلمان الصباح والشيخة لولوة خليفة آل خليفة ومجموعة كبيرة من المهتمين بالفن التشكيلي. وتضمنت الحفلة تكريم الفائزين بجوائز المهرجان.

وظيفة سامية

قال الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح في بيان له وزعته الجمعية: «للفن وظيفة سامية في حياتنا، نابعة من الدور الذي يلعبه ويعبر عنه، ويهدف إليه لكونه ذا مغزى كبير في حياة الدول والشعوب فهو المحرك لمشاعر الإنسانية الجميلة كالمحبة والسلام والإيمان والعدل، ففي حياة الشعوب هناك أحداث تاريخية لطالما سجل لحظاتها الفنانون التشكيليون ولا تزال ملء السمع والبصر، فالفنان التشكيلي المبدع يحمل هموم وطنه وقضاياه في روحه ووجدانه ليعبر عنها عبر ريشته، ويسجلها على لوحته مدوناً بذلك حدث وطني ما، وكم أبدع الفنان التشكيلي الكويتي في تدوين أحداث وطنية واجتماعية كثيرة نالت الإعجاب والتقدير وظلت شاهد على مرحلة من مراحل مسيرة نهضة الوطن وتقدمه».

نهضة بصرية

أعرب رئيس الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية عبد الرسول سلمان خلال كلمته، عن سعادته بإقامة هذا المهرجان، مشيراً إلى أنه ساهم في إثراء فضاء التشكيل الكويتي لا سيما في ظل التطور الملحوظ الذي تحظى به حركة التشكيل في الكويت في السنوات الأخيرة بفضل التجديدات التي أدخلها الرواد مع الجيل الجديد في الأساليب المعاصرة.

تابع: «أضافت التجديدات أبعاداً كان لها أكبر الأثر في قيام نهضة بصرية تطمح باستمرار ليكون المشهد التشكيلي النابض فيها لوناً يستمد مكوناته من مفهوم المعاصرة والمحلية في آن».

كذلك أشار سلمان إلى التنوع الكبير في محتوى المعرض، مؤكداً أن الفنانين المشاركين في أكثر من 160 عملاً في المهرجان قدموا مزيجاً من التنوع في إبداعاتهم وتصوراتهم ولغاتهم بمختلف مجالات الفن التشكيلي، مبيناً أن هذا المهرجان يوضح جوانب القوة الإبداعية في التشكيل الكويتي المعاصر.

وتأكيداً على حيادية لجنة التحكيم، قال سلمان إن «الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية» استعانت بفنانين من خارج البلاد لاختيار الفائزين بجائزة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح والشيخة سلوى صباح الأحمد الصباح وجائزة الشيخة فتوح سلمان الصباح، موضحاً أن طاقم التحكيم هم الفنان القطري يوسف أحمد والفنان المصري محمد طلعت والفنان البحريني خليل الهاشمي.

تلت الجولة حفلة توزيع الجوائز على الفائزين، وهم الفنان الخزّاف فايز الدويش حاز جائزة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وفهد عبد الرحمن المسباح وعبد الله بريكان العتيبي فازا مناصفة بجائزة سلوى صباح الأحمد الصباح، أما هاشم الشماع وخالد الشطي فحصلا مناصفة أيضاُ على جائزة فتوح سلمان الصباح.

يُذكر أن 90 فناناً وفنانة يعرضون لوحاتهم التشكيلية ومنحوتاتهم اليدوية في «الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية»، معبرين عن رؤاهم الخاصة الممزوجة بهموم الواقع عبر أساليب متنوعة من التشكيل تمثل بانوراما متنوعة شكلاً ومضموناً.

ونظراً إلى التنوع في الموضوع والأسلوب وعدد المشاركين في المعرض الكبير، جاء مستوى الأعمال متبايناً، إذ ظهرت القوة الإبداعية في مجموعة أعمال مثل عمل فواز الدويش الذي عبّر عن أحلام يصعب تحقيقها، لذلك قدم قطعاً من الخزف مكتملة الملامح تارة وغير ناضجة طوراً بسبب العطب الذي أصابها لأنها أحلام لم تتحقق. كذلك قدم خالد الشطي ثلاثة أعمال تميزت بلغة فنية استطاع من خلالها ترويض المواد بشكل متقن للتعبير عن مشاعره، بينما قدم إبراهيم إسماعيل لوناً جديداً بعيداً عن لوحاته التراثية معتمداً على تقسيم اللوحة إلى أقسام عدة تتقاطع وتتشابك من حيث الفكرة الأساسية.

بمادة الزيت شارك أحمد جوهر بثلاثة أعمال بأحجام كبيرة، مقدماً رؤيته الفنية بهدوء وجاذبية. كذلك عرضت شروق أمين مزيجاً من المواد الخام ضمن لوحتين يمثلان اتجاهها الجديد للفنانة. بدوره، صوّر فهد المسباح حالات المرأة عبر منحوتات رشيقه، ومن خلال لغة تشكيلية تدعو إلى التأمل قدم ناجي الحاي لوحتين بعنوان صدأ وأنغام مستخدماً مادتي الإكرليك والزيت. وبعيداً عن صخب الألوان استخدم نواف المعتوق مادة الرصاص معبراً عن رؤاه باللونين الأبيض والأسود، واستطاع هشام الشماع تقديم لوحتين تميزتا بالحس الفني المرهف وعمق المعنى، فاز عبد الله بريكان العتيبي بإحدى جوائز المهرجان عبر لوحتيه المميزتين، وخلافا لذلك، قدم بعض الفنانين تجارب مكررة ابتعدت عن المستوى المطلوب.