لاتزال قوات الأمن الإيرانية تطارد المحتجين الإصلاحيين الذين شاركوا في التظاهرات المعارضة لإعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد، إذ أعلن وزير الأمن محسن اجئي أمس، أن وزارته تتابع عن كثب ملف النشطاء السياسيين الذين ثبت تورطهم في الاضطرابات الاخيرة، مؤكداً أن هذه الملفات تمر في مراحلها الأخيرة.وقال اجئي في تصريح صحافي عقب اجتماع مجلس الوزراء، إن "التحقيق مع هؤلاء مازال مستمراً وإن وزارة الأمن وجهاز القضاء يواصلان حاليا دراسة ملفاتهم". وأوضح أن الشرطة الإيرانية اعتقلت خلال الاضطرابات الأخيرة، "عددا من أعضاء التيارات المعادية للثورة الإسلامية ومنها عناصر تابعة للجماعات الإرهابية". وعن سبب إرجاء تنفيذ حكم الإعدام بحق شقيق زعيم جماعة "جند الله" عبدالمالك ريغي، قال اجئي إن وزارته "لم تتقدم بأي طلب بشأن إرجاء تنفيذ حكم الإعدام، وإن تنفيذ الحكم يتوقف على قرار القاضي، ولكن من المرجح أن يكون محامي المدان قد طالب المحكمة بتأجيل تنفيذ الحكم حتى إشعار آخر".من ناحية أخرى، أعلنت جماعة الحملة الدولية من أجل حقوق الإنسان في إيران أن 34 شخصاً على الاقل، قُتلوا خلال الاحتجاجات التي جرت في طهران في 20 يونيو الماضي، بسبب الانتخابات الرئاسية أي ثلاثة أضعاف العدد الذي أعلنته السلطات. وذكرت الجماعة الدولية في بيان، أن "جثث 34 متظاهراً وضعت في مشارح ثلاثة مستشفيات في طهران في 20 يونيو". وأوضحت: "مستشفى الإمام الخميني وصل إليه 19 جثة ومستشفى رسول أكرم ضمّ ثماني جثث ومستشفى لقمان سبع جثث. جمع المعلومات عاملون طبيون يتسنى لهم الاطلاع على سجلات المشرحة لهذه المستشفيات".وأشار بيان الجماعة إلى احتمال أن تكون مستشفيات أخرى تقع قرب مكان التظاهرات، قد استقبلت محتجين قتلى أو مصابين. وأضافت أنه "من المعتقد أن أعداداً كبيرة من الناس الذين احتُجزوا ربما قُتلوا أيضاً". ويتجمّع أمام سجن "ايفين" في طهران أقارب المعتقلين كل يوم، ليعرفوا ما إذا كان أقاربهم الذين اختفوا منذ الانتخابات، موجودين بالسجن أم لاقوا حتفهم. وقال شاهد يعيش قرب السجن الذي يُحتجز فيه المعتقلون السياسيون: "إنهم ينتظرون وينتظرون ساعات. الأمهات تبكي وأحيانا يكبّرن".في غضون ذلك، عبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس، في خطاب ألقته أمام مجلس العلاقات الخارجية في الكونغرس، عن أسفها لسحق المعارضة في إيران بعد انتخابات يونيو الماضي، إلا أنها قالت إن ادارة الرئيس باراك أوباما مازالت تريد إجراء محادثات مع طهران بشأن برنامجها النووي "ولكن الفرصة لن تظل سانحة الى الأبد".وأكدت كلينتون أنها وأوباما ليس لديهما أوهام أن مثل هذا الحوار مضمون النجاح. وأضافت: "لكننا نفهم أيضا أهمية محاولة الحوار مع إيران ونعرض على زعمائها خياراً واضحاً: إما الانضمام إلى المجتمع الدولي كعضو يقدّر المسؤولية، وإما الاستمرار على طريق مزيد من العزلة".وذكرت الوزيرة الأميركية أن "المحادثات المباشرة تتيح أفضل وسيلة لتقديم هذا الخيار وشرحه"، مشيرةً إلى أن "الولايات المتحدة راقبت انتخابات الرئاسة في إيران الشهر الماضي بإعجاب كبير" لكن "روّعها" العنف الذي استخدمته الحكومة الإيرانية في قمع المتظاهرين الذين كانوا يحتجون على النتيجة. وأضافت: "كما أوضحنا هذه الأعمال تبعث على الأسف وغير مقبولة". ودعت كلينتون من جهة أخرى، العرب إلى القيام بمبادرة للتطبيع مع إسرائيل.إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني أمس، أن وزراء خارجية دول "مجموعة الثماني" سيجتمعون في نيويورك في 24 سبتمبر المقبل، للبحث في الملف النووي الإيراني.(طهران - أ ف ب، أ ب، رويترز)
آخر الأخبار
إيران تلاحق «نشطاء» الاضطرابات الأخيرة
16-07-2009