Ad

توفي صباح اليوم المفكر المصري د. نصر حامد أبو زيد بمستشفى زايد التخصصي، وسوف يتم دفنه اليوم بمقابر الاسرة بمنطقة قحافة مدينة طنطا وذلك بعد صلاة العصر وسوف يقام عزاء اليوم في مقر اقامة اسرته بقحافة

واتهم د. نصر حامد أبوزيد «بالكفر»، وحكم القضاء المصري بالتفريق بينه وبين زوجته ابتهال يونس، وقرر بعدها أبوزيد الذهاب إلى هولندا، واختار المنفى بديلاً عن الوطن مكرهاً بذلك منذ عام 1995 وبعد ان حصل على درجة الأستاذية بأسابيع.

وبدأت قضية أبوزيد منذ عام 1992 عندما تقدم إلى اللجنة العلمية الدائمة بجامعة القاهرة للترقي إلى درجة أستاذ، وانفرد عبدالصبور شاهين - أحد أعضاء لجنة تقييم أبحاثه - برفضه لإعطائه الدرجة العلمية معتبراً عمله «خللاً في الاعتقاد»، وشن عليه حملة متهماً إياه بالالحاد.

وفي عام 1995 أصدرت محكمة استئناف القاهرة حكماً بالتفريق بين أبوزيد وزجته ابتهال يونس المدرسة في قسم اللغة الفرنسية بكلية الآداب بعد ان رفع المدعو محمد عبدالصمد الدعوى ضده، وعلى اثرها سافر مع زوجته إلى اسبانيا ثم إلى هولندا ليستقر هناك، قام بعدها مجلس الشعب بتنظيم إجراءات دعاوى الحسبة جاعلاً إياها بيد النيابة مشترطاً على قبولها أن يكون لرافعها مصلحة شخصية ومباشرة.

14 سنة وهو في منفاه الهولندي، يتنقل بين العواصم الغربية والعربية محاضراً ومدعواً وأستاذاً زائرا بالرغم من تقديمه اعترافا للمحكمة ينص على اعتزازه بإيمانه بالله وبأن محمداً رسول الله ونبي الإسلام وإنسانية مقاصده، لكن الملف أغلق في المحكمة بعد صدور حكم محكمة النقض بتأييد التفريق ولا مجال للعودة بالطعن على هذا الحكم.

ما تعرض له د. نصر حامد أبوزيد طال العديد من عقول ومفكري مصر والعالم العربي، وتعرضوا إلى الإرهاب الفكري من قبل أشخاص وجماعات لا تعرف ولا تؤمن بالحوار وبالعقل، ووصل بعضهم إلى حد التهديد بالقتل، كما حصل مع د. فرج فودة الذي اغتيل بالرصاص عام 1992 ومحاولة «ذبح» نجيب محفوظ عام 1994 بسبب «أولاد حارتنا»، وسجن علاء حامد وتهديد سيد القمني وأسامة أنور عكاشة وسعيد العشماوي وإهدار دم د. سعاد صالح، واتهام د. عاطف العراقي أستاذ الفلسفة بالكفر والزندقة، ود. لويس عوض صاحب كتاب «فقه اللغة العربية». فهذا هو حال العالم العربي الذي تسيطر عليه جماعات ظلامية تدب الذعر والخوف في عقول هؤلاء.

ويعتبر أو زيد نفسه امتدادا لخط التجديد في الدراسات القرآنية، والذي يأتي في سياق تطور النظرية الأدبية وعلم النصوص، وعندما كتب «مفهوم النص» كان الشيخ امين الخولي مرجعية بالنسبة إلى ما يسمى بأدبية القرآن، وهو خط يبدأ مع الشيخ محمد عبده الذي تكلم عن التمثيل في القرآن (والتمثيل هنا له مفهوم بلاغي) جاء بعده طه حسين وبالأخص كتابه «في الشعر الجاهلي» وتبعه أمين الخولي الذي اعتبر أدبية القرآن السمة الأساسية، ثم عائشة عبدالرحمن في «التفسير البياني» ومحمد أحمد خلف الله في رسالته «الفن القصصي في القرآن» وشكري عياد في رسالة الماجستير «يوم الحساب في القرآن»،

اثناء الحملة الشرسة التي تعرض لها في منتصف التسعينات، واهدار دمه وتهديده وارهابه، كتب مقالة في مجلة «روز اليوسف» تحت عنوان «هل انا كافر»؟! قال فيها، «من يملك ان يقول انني ارتددت عن الاسلام، لم يدر بخلدي قط في يوم من الايام ان على الانسان، ان يكشف عن مكنون قلبه في شأن علاقته بربه سبحانه وتعالى وخالقه، لم يدر بخلدي ذلك لان الاسلام هو الاصل في الطبيعة البشرية، ما لم يعلن الانسان باللسان او السلوك انه على دين آخر غير دين الاسلام».

واكثر من مرة كان يردد في احاديثه «انا رجل مؤمن وسأظل كذلك واتمسك بايماني» نافيا عن نفسه دور الداعية، بل الباحث في تاريخ الفكر الاسلامي والنصوص الدينية ودلالاتها.

==========

السيرة الذاتية لأبوزيد

• نصر حامد ابو زيد

• مواليد 1943 في احدى قرى طنطا - مصر

• حاصل على دبلوم صناعي، قسم اللاسلكي عام 1960 وعمل حينها فنيا في هيئة المواصلات السلكية واللاسلكية (1961 - 1972).

• حاصل على الليسانس من قسم اللغة العربية في جامعة القاهرة 1972 وماجستير في الدراسات الاسلامية (1976) ودكتوراه من جامعة القاهرة بعنوان «تأويل القرآن عند محيي الدين بن عربي».

• عمل معيدا في جامعة القاهرة 1972 ومدرسا مساعدا في كلية الآداب (1976).

• تلقى منحة من مؤسسة فورد للدراسة في الجامعة الاميركية بالقاهرة (1976 - 1977) ومنحة من جامعة بنسلفانيا (1978 - 1980).

• استبعد من العمل في الجامعة عام 1981 ضمن قرارات السادات التي شملت 65 استاذا، ونقل الى وزارة الشؤون، لكنه عاد بحكم قضائي بعد مقتل السادات.

• عمل استاذا في جامعات القاهرة وبني سويف والخرطوم، وسافر الى اليابان عام 1985 وهناك ألف كتابين {مفهوم النص - دراسة في علوم القرآن} و{نقد الخطاب الديني}

• أستاذ البلاغة في كلية الآداب بجامعة القاهرة الى حين خروجه من مصر، وسفره الى جامعة ليدن في هولندا عام 1995.

• منح العديد من الجوائز والأوسمة.

=========

مؤلفات أبو زيد

1 ــ الاتجاه العقلي في التفسير (دراسة في قضية المجاز في القرآن عند المعتزلة) وكانت رسالته للماجستير.

2 ــ فلسفة التأويل (دراسة في تأويل القرآن عند محيي الدين بن عربي)، وكانت رسالته للدكتوراه في كلية الآداب جامعة القاهرة قسم اللغة العربية.

3 ــ مفهوم النص دراسة في علوم القرآن.

4 ــ إشكاليات القراءة وآليات التأويل (مجموعة دراساته المنشورة في مطبوعات متفرقة).

5 ــ نقد الخطاب الديني.

6 ــ البوشيد (ترجمة وتقديم نصر أبو زيد).

7 ــ الخلافة وسلطة الامة.. نقله عن التركية عزيز سني بك (تقديم ودراسة نصر أبو زيد).

8 ــ دوائر الخوف قراءة في خطاب المرأة (يتضمن «المرأة في خطاب الازمة»).

9 ــ الخطاب والتأويل (مجموعة دراسات، تتضمن تقدمة كتاب الخلافة وسلطة الامة).

10 التفكير في زمن التكفير (جمع وتحرير وتقديم نصر أبو زيد عن قضية التفريق بينه وبين زوجته وردود الفعل عليها).

11 ــ القول المفيد في قضية أبو زيد (تنسيق وتحرير نصر أبو زيد عن قضية التفريق بينه وبين زوجته).

12 ــ هكذا تكلم ابن عربي (يعيد فيها الباحث مراجعة دراسته عن ابن عربي).

13 ــ الإمام الشافعي وتأسيس الأيديولوجية الوسطية.

14 ــ أنظمة العلامات في اللغة والأدب والثقافة.

15 ــ اليسار الإسلامي.. إطلالة عامة.

16 ــ القرآن ومستقبل الإسلام (صدر بالألمانية).