للألوان لغة رائعة لا يعرفها إلا من يملك إحساساً مرهفاً وقلباً يتوق الى الحب بكل أنواعه، وهناك 3 ألوان هي الرئيسية من بينها، وتدور حولها حياتنا، الأبيض يدل على الإحساس المرهف والنقاء والطهارة، والأسود يحمل الكثير من المعاني الجمالية وأيضا الكئيبة، أما الأحمر فيربطه الكثيرون بالعشق... والعنف!

Ad

والأطباء في الكويت أصبح لهم باع طويل في اللون الأحمر، ليس من جراء العمليات الجراحية التي يقومون بها، بل من دمائهم التي أصبحت تسيل وبشكل شبه يومي بسبب الضرب الذي يتعرضون له، وأصبح مرادفا لهذه المهنة الإنسانية، مثل الرداء الأبيض الذي يلبسونه.

وبعد أن كانت إهانة 'الدكاترة' خبرا استثنائيا، أصبح يتنافس مع أخبار حوادث السير، ولا يمر يوم إلا وهناك طبيب يهان سواء لفظيا أو حسيا، وطبعا هذا أمر مرفوض ويتنافى مع قوانين الدولة وسلطتها، كما يرفضه العرف السائد... سابقا!

ولكن ما الذي حدث؟ وجعل القتال مع أصحاب الرداء الأبيض ظاهرة توجع الفؤاد وتدمي القلب؟ هل الخلل في المواطنين الذين بلجوئهم الى هذه الطريقة كأنهم يبعثون برسالة تعبر عن استيائهم من الوضع الصحي في البلاد؟ أم أن أسلوب الأطباء في التعامل مع المرضى سواء كانوا مواطنين أو مقيمين تغير للأسوأ؟ وأصبح بعضهم يتعمد استفزاز المراجعين لتحقيق مكاسب معنوية ومادية! أم اللوم يقع على وزارة الصحة التي تتعاقد في أحيان كثيرة مع أناس غير مؤهلين للتعامل مع البشر، فضلا عن أن معدل شهاداتهم دون المستوى... مثلاً جيد أو حتى مقبول!

أم ربما تكمن المشكلة في نفسيات بعض المنتمين إلى الكادر الطبي الذين يعتقدون أنهم بحصولهم على شهادة البكالوريوس اعلى درجة من المرضى 'العاديين'!

ما المطلوب من الجمعية الطبية الكويتية التي غالبا ما تكون اهتماماتها لمنتسبيها ردود أفعال عما يتعرضون له!

نعتقد أن هذه الجمعية، التي تفننت في إصدار التصريحات المؤيدة في كل مشكلة تقع، حتى اعتقد أعضاؤها أن هذه هي مهمتهم الرئيسية، يجب عليها أن تبادر الى عمل دورات لأعضائها عن فن التعامل مع المراجعين، وكيفية كسب المرضى والتودد إليهم، بحيث يعيدون اليهم ثقة مفقودة كانت موجودة أيام الزمن الجميل، وأن يبتعدوا عن الجعجعة ويتمسكوا بالطحين!