ما السر وراء أزمات فيلم {الديلر} المتكرّرة، الذي يتقاسم بطولته أحمد السقا وخالد النبوي؟ هل انسحب مخرجه أحمد صالح أم استبعده منتج الفيلم وموزِّعه؟ وهل يتعلّق الأمر بأصول صالح الجزائرية؟

ما السبب الحقيقي وراء استبعادك من {الديلر}؟

Ad

بدأت الخلافات بيني وبين المنتج محمد حسن رمزي عندما صمّمت على استكمال التصوير في أوكرانيا، حرصاً على المصداقية، لأنه المكان الذي تدور فيه الأحداث، وبالفعل بدأنا التصوير هناك، ولكن بمجرد حدوث خلافات مادية بين المنتج والشركة المنفّذة طلب مني التصوير في شرم الشيخ على أساس أنها أوكرانيا فرفضت.

هل ما تردّد حول استبعادك بسبب أصلك الجزائري مجرد حجة؟

استُخدم أصلي الجزائري حجة كاذبة لاستبعادي، لأن تلك المشكلة بيننا بدأت قبل مباراة مصر والجزائر، ما يعني أنه كانت ثمة نية مبيّتة للإطاحة بي، واتُّخذت من المباراة حجة. فنصفي مصري، إذ ولدت وعشت وتزوّجت وأنجبت في مصر ولديّ جنسية مصرية، وعلى رغم أنني مصري النشأة والميلاد إلا أنني أعتزّ بجذوري الجزائرية في الوقت نفسه.

ألم يكن ممكناً حلّ المشكلة بالتصوير في مكان شبيه بأوكرانيا مثلما فعل صنّاع {ولاد العم} عندما صوّروا في جنوب أفريقيا باعتبارها شبيهة بإسرائيل؟

لم أمانع في التصوير بأي بلد آخر كلبنان أو باكستان مثلاً، المهم أن يتشابه في طبيعته مع أوكرانيا، وهذا ما لم يتوافر في شرم الشيخ، إلا أن رغبة المنتج في التوفير حالت دون ذلك، خصوصاً عندما زادت الميزانية بسبب الشركة المنفّذة التي اعترضتُ عليها من البداية، لأنها غير محترفة ولكن لم يؤخد بكلامي، وكانت النتيجة أنها تحفّظت على 38 علبة نيغاتيف و15 حقيبة خام.

هدّدت بأنك ستلجأ الى القضاء، فهل ترى أنه الحل الأمثل؟

أكيد، فلا يصحّ أن أصوّر 95% من مشاهد الفيلم ثم يُستكمل من دوني، ولو أعيد تصوير المشاهد التي صوّرتُها لم أكن لأعترض، ولكن أن يكمل أحد عملي فهذا ما لن أسمح به.

ألم تكن ثمة وساطات لحلّ المشكلة ودّياً؟

بالتأكيد، لكن باءت كل المساعي الودّية بالفشل سواء التي قام بها أحمد السقا أو خالد النبوي أو حتى سامي العدل، وتمسّك المنتج باستبعادي، حتى فوجئت باستكمال التصوير من دوني، ما دفعني الى إرسال إنذار بوقف التصوير، من ثم اتخذتُ الإجراءات القانونية كافة.

من استكمل الفيلم؟

المخرج المنفّذ الذي كان يعمل معي وأنا أشفق عليه، لأن موقفه هذا سيقلل من فرص عمله في ما بعد، فمن سيرضى العمل مع مساعد قد يخطف الفيلم منه؟ وعلى النقيض من ذلك رفض مدير التصوير أحمد يوسف أن يكمل من دوني، كذلك تامر إسماعيل مهندس الديكور.

ما تعليقك على تصريح سامي العدل، المنتج المشارك، بأن لديه مستندات تثبت أنك مخرج مثير للمشاكل وتتعامل بعصبية جعلت الفنيين ينسحبون من الفيلم؟

ادعاؤه غير صحيح ولم ينسحب أحد من الفنيين فهم الفريق نفسه الذي عمل معي في مسلسل {لحظات حرجة} ولا خلافات بيننا.

أما بالنسبة الى العصبية فكل المخرجين {عصبيون}، وتمسُّك السقا بي خير دليل على أنني مخرج محترم وإلا لماذا قبل العمل معي في {حرب إيطاليا} و{لحظات حرجة}، فأنا لا أسبّب مشاكل في التصوير كما يدّعون وسمعتي في السوق جيدة وشاركت في أعمال كبيرة، لكن يبدو أن مشاكلي مع العاملين في {الديلر} ترجع الى تمسّكي بإخراج صورة جيدة، ويكفيني تقديم عمل واحد جيد بدل أعمال عدة أتنازل فيها عن مبادئي.

هل ستوافق على الحلّ الذي طرحه المنتج وهو وضع اسمك على الملصق قبل اسم المخرج الثاني مع حصولك على مستحقاتك المادية كافة؟

هذا الحل غير مرضٍ ولا تعنيني الماديات، لأن المهم لدي قيمة الفيلم الأدبية التي لا تعوّضها الملايين، فالسينما بالنسبة إلي تاريخ لا يباع بثمن.

صرّح المنتج بأنك حصلت على مستحقاتك المادية الخاصة بمونتاج الفيلم وأنك مدين له بها؟

عملت مونتاج الجزء الأول من الفيلم والخاص بما صوِّر في مصر وتركيا ومُنعت من استكمال مونتاج بقية الفيلم، وأنا لا أمانع في إعادة المال بشرط أن أحصل على فيلمي الذي يعني بالنسبة إلي مجهودي وإبداعي.

ما رأيك في ما أعلنته المنتجة إسعاد يونس من أنها على استعداد لإنتاج فيلمين من إخراجك؟

عندمأ قرأت هذا التصريح اتصلتُ بها لأشكرها على تضامنها معي وقد أكدت لي أنه ليس كلام جرائد وأنها على أتم استعداد للتعاون معي، وأنا أقدّر هذا الموقف من فنانة مثقّفة وواعية مثلها.

هل صحيح أن الفيلم لن يُعرض بسبب ورقة التنازل التي ترفض أن توقّعها؟

فعلاً، إذا لم أوقّع ورقة التنازل من الممكن تأجيل الفيلم أو عدم عرضه نهائياً، لأنه حقي الأدبي الذي أحافظ عليه ولأن الرقابة سترفض عرضه من دون هذه الورقة وهي ضمان كافٍ لحقي إلى جانب العقد مع دور نقابة السينمائيين التي تحاول حلّ المشكلة ودياً وعبر تطبيق اللوائح وأعتقد أنها ستساندني. في النهاية لا أتمنى تصعيد الموقف ولا أمانع من حدوث صلح بشرط عدم الإضرار بالفيلم.

ما رأيك في المقاطعة الفنية بين مصر والجزائر؟

زوبعة وستمرّ، فتاريخ مصر والجزائر أكبر من ذلك، كذلك التعاون بينهما كان وسيستمر، وإذا كانت ماجدة قدّمت فيلم {جميلة بوحريد} فوردة الجزائرية غنّت {ع الربابة بغني}.

هل ستؤثّر هذه الأزمة على فرص عملك في مصر مستقبلاً؟

بالعكس، أنا مؤمن بأن الأرزاق من عند الله، وثمة بالفعل عروض كثيرة أمامي، ولكني أنتظر الانتهاء من مشكلة {الديلر} لأكون متفرّغاً للعمل الذي أقدّمه.