ملأ أبناء الجالية الهندية الساحات المحيطة بسفارة بلادهم أمس، إحياءً للذكرى الـ 62 لاستقلال الهند، بينما ألقى السفير أجاي ملهوترا مقتطفات من كلمة الرئيسة الهندية التي وجهتها إلى الشعب الهندي في مختلف بقاع العالم عشية الاحتفال.

وسط حضور كثيف من أبناء جاليتها، أحيت السفارة الهندية بالكويت صباح أمس الذكرى الـ 62 ليوم استقلال بلادها، ونقل السفير الهندي أجاي ملهوترا مقتطفات من خطاب الرئيسة الهندية براتيبها ديفسنج باتيل الذي ألقته عشية عيد الاستقلال إلى جميع الهنود في مختلف بقاع العالم، اذ توجَّهت بالعرفان إلى رجال القوات المسلحة والقوات شبه العسكرية التي تقوم على حراسة الحدود، ووجهت التحية إلى جميع القوات الأمنية، لافتة إلى أن شعبها حصل على الاستقلال بعد رحلة طويلة من الكفاح الشاق اداها المناضلون من الرجال والنساء بغية التحرر من الاستعمار.

Ad

المقاومة السِّلمية 

وقالت الرئيسة ديفسنج: «كانت لقيادة المهاتما غاندي ودعوته إلى ثورة تعتمد على مبادئ اللاعنف والمقاومة السلمية أثرهما في إلهاب حماس تلك الجماهير التي أبدت شجاعة منقطعة النظير وتكبدت عن طيب خاطر مشقات جسيمة تحدوها الرغبة في تحقيق الاستقلال للبلاد وتحرير الشعب ليصبح قادرا على تحقيق مصيره»، داعية المواطنين إلى أن يشاركوها ليُحْيوا معاً هذه الذكرى، ويعبروا معا عن بالغ احترامهم لزعماء الأمة العظام وشهدائهم والمناضلين في سبيل الحرية.

دحر الإرهاب 

بدوره، أكد السفير الهندي أجاي ملهوترا دعم بلاده للجهود الدولية الساعية نحو دحر الإرهاب الذي يعتبر الخطر الأكبر ضد التعايش السلمي، منوها بأن الجميع يشجب الأعمال الإرهابية التي تتنافى تماما مع الديانات والمعتقدات، مشددا على ضرورة تعاون الجميع للعمل معاً نحو تحقيق الهدف من أجل بناء مجتمعات آمنة وسلام دائم.

وأوضح ملهوترا أن العالم يتوقع أن يصبح الاقتصاد الهندي واحدا من أكبر الاقتصادات في العالم، وهو أمر ممكن الوصول إليه، خاصة أن الاقتصاد الهندي يقوم على المعرفة والتكنولوجيا، محذرا من التراخي، خاصة أن بناء الهند الحديثة يتطلب التركيز على تدعيم المؤسسات الأكاديمية والخدمات البحثية، وضرورة أن تكون الرغبة في تحقيق التفوق والامتياز هي الحافز الأساسي لتحقيق هذا الهدف.

الروابط التاريخية 

وعن علاقات بلاده بالكويت، أشاد السفير الهندي بالروابط التاريخية والثقافية والحضارية القائمة بين البلدين، والتي تشمل المصالح السياسية والاقتصادية المهمة، موضحا أن العمل جار على الارتقاء بمستوى هذه العلاقات نحو مستوى نوعي جديد، وأضاف أن وجود جالية هندية في الكويت يصل عددها إلى نصف مليون نسمة يضيف بُعداً حيويا إلى العلاقات القائمة بين البلدين، مشيرا الى أن الزيادة في عدد الزوار من الكويت إلى بلاده نتيجةً لتوسيع نطاق التفاعل الثنائي وتنامي الجالية الهندية، استوجبت افتتاح مراكز خارجية لخدمات جوازات السفر والتأشيرات، لتقديم خدمة أفضل وأكثر كفاءة. وذكر أن بلاده تسعى باستمرار نحو تعزيز الرعاية المتاحة لدعم العمال الهنود في الكويت، حيث تم مؤخرا العمل بمرفقين مجانيين على أساس تجريبي، عبر خط هاتفي مجاني متوافر طوال أيام الأسبوع، ومخصص حصريا لمساعدة العاملين في قطاع خدم المنازل ومكتب المساعدة لتوجيه المواطنين الهنود بشأن إجراءات الهجرة الروتينية والعمالة والشؤون القانونية وغيرها من القضايا.

وبين ملهوترا أن الكويت تقوم بتزويد الهند بـ 12 في المئة من واردات النفط، في حين أن حجم التجارة الثنائية غير النفطية يصل حالياً إلى ما يقارب ملياري دولار أميركي سنويا، مؤكدا أن الهند وجهة جذابة للأعمال التجارية والاستثمارات الجديدة، لا سيما أن الاقتصاد الهندي مبنى على أسس قوية ويعتمد على مؤسسات متينة.