أوضح جاسم الذياب الظروف التي أحاطت بلاعبي المنتخب الوطني الأول لكرة اليد، وحالت دون ظهوره بمستوى جيد خلال مشاركته في بطولة كأس العالم الأخيرة بكرواتيا، وألقى اللوم على عدم تفعيل القوانين الرياضية، مما سيساهم في تأخر الرياضة الكويتية بشكل عام، كما دعا إلى إقامة مؤتمر رياضي كبير يضم كل مؤسسات الدولة للنهوض بالرياضة الكويتية.

لغط وغضب ونقد لاذع بشأن مشاركة منتخبنا الوطني الاول لكرة اليد في نهائيات كأس العالم الاخيرة، التي اقيمت خلال الشهر الماضي في كرواتيا، والمستوى الذي ظهر به وحلوله في المركز الـ22، فكثير من الآراء تقول إن منتخبنا الوطني لم يقدم مستواه المعهود او المعروف عنه منذ فترة طويلة، فهو المنتخب الكويتي الوحيد على مستوى الالعاب الفردية او الجماعية الذي يمثل الكويت في مثل هذه المحافل الدولية بلا استثناء، وبين إلقاء الشارع الرياضي غضبه على اللاعبين تارة أو إدارة الفريق والاتحاد تارة اخرى أو على الجهاز الفني والمدرب، اجرت «الجريدة» هذا الحوار الخاص مع مدير المنتخبات الوطنية لكرة اليد وعضو اللجنة الاولمبية الكويتية للرد على كل تساؤلات واستفسارات الشارع الرياضي الكويتي، لتوضيح الصورة القاتمة، وعرض الحقيقة كاملة على رجل الشارع لمعرفة حقيقة ما حدث للمنتخب الوطني.

Ad

● ما رأيك الفني في المستوى الذي ظهر به منتخبنا الوطني في بطولة كأس العالم؟

- رأيي هو أن المنتخب طبقاً لظروفه وامكاناته ادى ما عليه، ومع ذلك نحن غير راضين عن المستوى، لكننا مقتنعون بأن الفريق ادى مباريات جيدة بالامكانات المتاحة له وظهر بصورة طيبة، واعتقد ان الجماهير الغيورة على منتخبها لها الحق في غضبها للمستوى الذي ظهر به الفريق، لكنني ألوم المتخصصين في لعبة كرة اليد بعد معرفتهم بظروف اعداد الفريق والإصابات، والمباريات التي خسر فيها المنتخب بفارق قليل، وظهر فيها بمستوى جيد وكان له شكل داخل هذا المحفل، ولابد ان يعلم الجميع اننا واجهنا فرقا لها تاريخها الطويل في البطولات العالمية ولها امكانات مهولة، ولا يجوز مقارنتنا مع هذه الفرق، ومع الأسف اللاعبون استهلكت طاقاتهم في المباريات الاولى امام اقوى فرق العالم، مما اثر علينا في مباريات كوبا والبرازيل، ومع ذلك فهذه فرق لها تاريخ ايضاً، هذا بجانب ظروف كثيرة اثرت على اللاعبين، وفي النهاية انا كمدير منتخبات ومسؤول عن الفريق راض تماما عن الفريق طبقاً لظروفه وحتى نكون واقعيين هذا هو المستوى الحقيقي للمنتخب.

● ما سبب اخفاق منتخب الرديف في البطولة الخليجية؟

- المشكلة الاساسية اننا قررنا المشاركة في البطولة في آخر لحظة كونها اساساً لكرة القدم وباقي الالعاب مصاحبة لها، لكن طلب منا المشاركة فيها كتجمع خليجي، وطبقاً لظروف استعداد المنتخب الاول لكأس العالم فضل الاتحاد المشاركة بمنتخب الشباب كفترة اعدادية له، لكن الظروف الدراسية للاعبين حالت دون مشاركتهم، وبالتالي قررنا خوض البطولة بفريق خليط من اللاعبين السابقين في المنتخب كعناصر خبرة، الى جانب بعض اللاعبين الشباب الواعدين، أما اسباب الظهور بمستوى متواضع فتعود اولاً لقصر فترة الاعداد، مما أثر في عدم تجانس اللاعبين، ثانيا الاستعدادات القوية لباقي الفرق الخليجية بلا استثناء، ولان المشاركة كانت من اجل المشاركة فقط ومن دون هدف، لذلك من الطبيعي حصولنا على المركز الاخير، لكننا نعد الجميع بأن مشاركتنا في المستقبل لن تكون من اجل المشاركة، وسنستعد لها جيداً لاحراز مركز متقدم.

● هل كان من الممكن المشاركة بالمنتخب الاول واعتبار البطولة ضمن استعداداته لبطولة كأس العالم؟

- البطولة الخليجية حساسة والكل يريد ان يتسيد الخليج، لذلك فالمشاركة بالمنتخب الاول صعبة للغاية لخوفنا على اللاعبين من الاصابات، ومع ذلك اصيب بعض لاعبي المنتخب الاول في اللقاءات الودية التي خاضها المنتخب استعداداً لكأس العالم، وكانت هناك آراء تقول إن مشاركتنا بالفريق الاول واحراز اللقب افضل بكثير من كأس العالم، وهذا كلام غير منطقي، فمجرد رفع العلم الكويتي في هذا المحفل العالمي شرف وفخر لكل كويتي، ووجود منتخب الكويت الى جانب نخبة كرة اليد العالمية هذا هو المكسب الحقيقي لنا.

● ما هي اسس اختيار مدربي المنتخب الاول ومنتخب الرديف ؟ وهل كان من الافضل الاستعانة بمدرب اجنبي؟

- في البداية، المدرب الاجنبي السابق هنسن ادى دوره، مع الاخذ في الاعتبار ان مستواه كان متواضعا بالنسبة الى طموحاتنا في الاتحاد، لذا حاولنا الاتفاق مع مدرب على مستوى عالمي «عالي المستوى» بعد كأس آسيا، لكن واجهتنا مشكلة ان اغلب المدربين العالميين او ذوي الثقل مرتبطون مع المنتخبات التي كانت تستعد لكأس العالم والفترة ضيقة، فكان الاختيار بين امرين إما مدرب كويتي او مدرب منتخب الشباب، واستقر الرأي بعد التشاور في هيئة التدريب ومجلس ادارة الاتحاد على البحريني نبيل طه، وعرضنا عليه ان يتولى مهمة الفريق في هذه الظروف، وكان شجاعا وقبل المهمة، وأنا بخبرتي اعتقد انه ادى دوره بامكانيات المنتخب وظروفه ونشكره جزيل الشكر على ما قدمه، وهذه سابقة تحسب له كمدرب، واما بالنسبة الى مدرب منتخب الرديف ففضل الاتحاد اعطاء فرص لمدرب وطني لقيادة الفريق لان مشاركتنا في البطولة كانت من اجل المشاركة، ولا شك ان الفريق كانت له ظروف ولم يقدم المستوى المنتظر، ونحن نحترم النقد لا «التجريح» لاننا جميعاً في قارب واحد والمصلحة مشتركة، وعند عودة رئيس الاتحاد من كأس العالم ستكون هناك جلسة طويلة نستعرض موقف المنتخبين بسلبياته وايجابياته، ونضع الحلول للفترة المقبلة التي تتطلب تضافرا ودعما خاصا من الهيئة العامة للشباب والرياضة، وكلنا ثقة باللواء متقاعد فيصل الجزاف رئيس الهيئة، لانه رياضي ولاعب كرة طائرة سابق، ويدرك تماماً ما نحن فيه وعانى ما نعانيه في السابق، وستكون له بالتأكيد نظرة اخرى للامور حتى نسير للامام، خصوصاً ان الفترة المقبلة سيكون فيها تنافس كبير، فالمنتخب الكوري في احسن حالاته، والقطري بتوليفة جديدة، والبحريني محترم الى حد كبير، واذا لم نستعد بصورة جيدة ومدروسة وبدعم كامل من الدولة فسنتأثر كثيراً.

● هل هناك نية لتولي مدرب اجنبي قيادة المنتخب الاول خلال الفترة المقبلة؟

- موضوع مدرب اجنبي بل عالمي للمنتخب الاول امر ضروري ومفروغ منه، والآن رئيس الاتحاد في اوروبا عقب انتهاء منافسات كأس العالم ويبحث بجدية عن مدرب عالمي للفريق، وغالباً ستتضح الصورة عقب عودته، وسنتخذ القنوات السريعة في الهيئة لاحضار المدرب المطلوب، ونتمنى من اخواننا في الهيئة دعم الازرق وتوفير الغطاء المادي لاحضار مدرب على مستوى عال، لكن لو استمر الوضع كما هو فسنتأخر كثيراً مما نحن عليه الآن.

● ما الدروس المستفادة من مشاركتنا في كأس العالم ؟

- اولاً وجودنا في كأس العالم في حد ذاته مكسب واستفادة للاعبين على كل النواحي، وعزف النشيد الوطني ورفع علم الكويت في هذا المحفل الدولي مكسب كبير، أما بالنسبة الى هيئة التدريب والاتحاد فقد استفدنا كثيراً، وشاهدنا مدارس عالمية مختلفة ومستويات متطورة وفرقا معدة اعدادا بدنيا وفنيا على اعلى مستوى، وحتى نكون واقعيين الفريق الكويتي ذهب الى هذه البطولة العالمية بمفردات ومعان مختلفة عن غيره من المنتخبات، ورأينا ذلك بوضوح، مستويات مدربين ولاعبين، فترات اعداد كل شيء بلا استثناء مختلف، واذا كانت استعداداتك بصورة لا تتماشى مع قدر وقيمة الحدث فلابد ان توضح للجميع انك ذاهب لمجرد المشاركة فقط، ولا نواعد احدا في ظل الظروف الحالية التي شهدناها في كأس العالم، من امكانيات جسمانية وبدنية وفنية قوية جداً وغير طبيعية، وهذه العناصر غير موجودة بالكويت، ولو توافرت جميع الظروف فلابد ان نكون واقعيين، فالانماط الجسمانية للكويتيين لا تتوافر فيها هذه العناصر العمالقة، ومع ذلك سنحاول بشتى الطرق ان نصل الى افضل مستوى ممكن حتى نرضي الجميع، ونكون نحن راضين عن انفسنا، والمنتخب الكوري هو محور اهتمامنا في المرحلة المقبلة، فليس من الخطأ ان تتخذ من خصمك مثلا في طريقة اعداده وامكانياته، وأتمنى ان نجلس مع اخواننا في الهيئة لشرح اجندة المنتخب للوصول الى خطة جيدة متكاملة ومناسبة خلال الفترة المقبلة.

● الخطة المستقبلية للفترة الماضية لمنتخبي الشباب والناشئين ؟

- باختصار سنواجه نفس المشكلة وهي قصر فترة الاعداد قبل البطولة، شهر او على الاكثر شهرين، فالدوري ينتهي في شهر يونيو، واللاعبون مرتبطون بالدراسة التي ستنتهي في نفس الشهر، والكل غير مدرك حجم المشكلة فهي قائمة ولن تنتهي الا بتدخل من مؤسسات الدولة جميعاً، لتفعيل القوانين الرياضية خصوصاً «التفرغات الرياضية» حتى نتمكن من القيام بدورنا على الوجه الامثل، فلا حماية للطالب خلال مشاركته في الاعداد للبطولة، واولياء الامور لن يتنازلوا عن الدراسة لعلمهم ان الدولة لن تحمي ابناءهم، فالظروف خارجة عن ارادتنا وماذا نفعل ونحن مغلولو الايدي.

وطالب الذياب في نهاية حديثه بضرورة الدعوة الى مؤتمر للرياضة الكويتية بوجود كل اجهزة الدولة (وزارة التربية والتعليم العالي والمسؤولين المنوط بهم هذا الشأن للتواصل الى حل يرفع من شأن الرياضة الكويتية ككل)، ولابد ان تكون الحلول ملزمة وتنفذ على جميع اجهزة الدولة.