نظمت الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية أمس الأول أمسية تضامنية مع شعب غزة، وأكد المتحدثون فيها أن ما يحدث الآن في القطاع هو نتيجة طبيعية للتخاذل العربي والانقسام الفلسطيني المؤسف.

أكدت رئيسة لجنة «كويتيون لأجل القدس»، أمين سر الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية لولوة الملا، أن ما يحدث الآن في غزة هو نتيجة للتخاذل العربي المخجل، وللانقسام الفلسطيني الكارثي، وأوضحت أن قطاع غزة اليوم هو «أكبر معتقل في التاريخ، يحاصره جلادون متوحشون من مجرمي الحرب ويمنعون عن نزلائه الأكل والدواء والوقود، ويسلطون عليهم، وهم عزل، أكثر الأسلحة تدميراً وإفناءً للحياة».

Ad

واستغربت الملا عدم استطاعة العرب، الذين وصفتهم بـ«أهل المحنة وأصحابها»، من عقد مؤتمر على مستوى القمة لمحاولة صد البلاء عن غزة إلا بعد ثلاثة أسابيع من بدء المجزرة، مضيفة: بل انه عندما يقررون ذلك، يرواغ فريق منهم ممن يقيم معظمهم علاقات مع إسرائيل بشق هذا الموقف العربي الضعيف أصلاً مما يثير الكثير من التساؤلات، لافتة إلى أن أحد الأسباب الرئيسية التي مكنت بعض العرب من التراخي والتخاذل المراوغة، هو الانقسام والصراع الفلسطيني- الفلسطيني المدمر. وخاطبت الملا أهل غزة، خلال كلمة ألقتها في الأمسية التي نظمتها الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية أمس الأول في مقرها بالخالدية، تضامنا مع شعب غزة المنكوب بالقول: سنظل متضامنين معكم في هذه الشدة وكل شدة، وإلى أن تتحرر فلسطين وتقوم دولتها العربية وعاصمتها القدس.

هولاكو والتتار

من جانبه، قال رئيس هيئة أرض فلسطين في لندن د. سلمان بوستة إن المشاهد المروعة التي نشاهدها يوميا على التلفاز، لم نرها ولم نسمع عنها منذ أيام هولاكو ومذابح التتار، مؤكدا أن أهل غزة، يستغيثون ودماؤهم تسيل، مشيرا إلى أن إسرائيل صبت جام غضبها على قطاع غزة لأن العقيدة الصهيونية التي لم تتخل عنها إسرائيل منذ 90 عاماً تقول إنهم يريدون الاستيلاء على أرض فلسطين بدون أهلها، وهو تنفيذ لخرافة فلسطين أرض بلا شعب، التي ملأوا بها أذهان الغرب.

ودعا بوستة الى أن يكون للأنظمة العربية دورها ولتأخذ وقتها في التفاهم وفي الخلاف، مؤكدا أن الشعب العربي رغم ذلك لن يتوقف ليناقش ويجادل بل خرج كله إلى الشوارع بمئات الآلاف ليؤكد وحدة أقطاره ومشاركته في نصرة أهل غزة بالدم والمال والمشاركة المعنوية.

من جانبها، استعرضت ممثلة مؤسسة تعاون د. تفيدة الجرباوي، من خلال مجموعة من الصور الأوضاع المأساوية في غزة، لافتة إلى أن الغذاء والحليب والدقيق والسكر والمواد الأساسية التي لا يمكن للناس الاستغناء عنها غير متوافر، خصوصا إذا كانوا تحت الحصار.

انتهاكات فاضحة

ومن جانبها، أكدت ممثلة جماعة صوت الكويت، حصة الحميضي أن ما يحدث في قطاع غزة يعد انتهاكا فاضحا لكل أخلاقيات الاشتباك والمعاهدات الدولية المنظمة للعمل الحربي، وأبسط أشكال حقوق الإنسان بشكل عام وحقوق الطفل بشكل خاص، موضحة أن ما يحتاج اليه الوضع في غزة هو ممارسة كل وأشد أشكال الضغط لوقف المجازر وإعادة أطراف الصراع إلى طاولة المفاوضات والأساليب الحضارية والإنسانية في فض الخلافات. وقالت إن دعوات قتل الفرح المتمثلة بإلغاء احتفالات هلا فبراير وكأس الخليج وغيرها من المزايدات السياسية والإعلامية تعد استغلالا بشعا لأشد المأسى الإنسانية، وتأتي ضمن برامج البعض لتحجيم هامش الحريات الذي يتمتع به الكويتون، وفرض أولوياتهم وإفراغ الدستور من محتواه.