وصفة سحرية لمرضى السكر، قدمها استشاري أمراض الغدد الصماء والسكر د. وليد الضاحي لقرّاء «الجريدة»، كذلك قدم إرشادات عامة يجب على من يعاني مرض السكر اتباعها، محذراً من خطورة التدخين على مرضى السكر، فهو قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة.

Ad

أكد استشاري أمراض الغدد الصماء والسكر في مستشفى مبارك د. وليد عبد الله الضاحي، أن الأنسولين هو أكثر الأدوية أمانا لعلاج السكر، وأن الكلوكوفاج هو الدواء الأساسي لعلاج النوع الثاني من السكر.

وقال إن عمليات شفط الدهون لا تعالج السكر، مشددا على ضرورة أن يعي الكويتيون أن الوصفة السحرية للسكر هي: «حرك قدمك وأوقف فمك»، أي أن علاج السكر يكمن في ممارسة الرياضة والحركة والتقليل من الأكل.

وشدد د. وليد الضاحي، على أنه لا ينصح المرضى بإجراء العمليات الجراحية لإنزال الوزن وتحزيم المعدة، إلا في حال بذل المريض مجهودا كبيرا جدا في إنزال وزنه من خلال الرياضة وتقليل كميات الأكل ولم ينجح، ويعاني سمنة مفرطة، مشددا على أن هذه العمليات مفتاح نجاحها هو الجرّاح الجيد.

أنواع السكر

وقال د. وليد عبد الله الضاحي في ردوده على استفسارات قرّاء

«الجريدة»، إن هناك أنواعا مختلفة من السكر، مشيرا إلى أن هذه الأنواع تختلف في الأسباب وطرق العلاج، فالنوع الأول يصيب الأطفال ويعتمد على الانسولين، وهذا النوع يحدث في سن مبكرة في أثناء مرحلة الطفولة، ويتميز هذا النوع بعجز البنكرياس عن إفراز الانسولين، ويحصل بسبب توقف البنكرياس عن العمل أو لأسباب مناعية أو لأسباب غير معروفة، ومن أعراض هذا النوع الذي يصيب صغار السن من الأطفال نزول في الوزن غير مبرر، التبول اللاإرادي عند الأطفال، التعب والإرهاق اللذان لا يتوافقان مع سن الطفل الذي يكون نشيطا في هذا العمر، مشيرا إلى أن هذا النوع منتشر في العالم كله وهو في ازدياد.

أما النوع الثاني فهو السكر غير المعتمد على الانسولين، ويحدث في منتصف العمر أو بعده، وهو الأكثر انتشارا في الكويت، حيث تعد الكويت واحدة من أكثر عشر دول في العالم إصابة بهذا النوع من المرض، موضحا أن هذا النوع مرتبط بالوراثة والسمنة وقلة الحركة ولا يحصل بشكل مفاجئ، ولا يحصل معه هبوط مفاجئ في الوزن، ويتميز بنقص في افراز الانسولين بحيث لا يكفي لتخفيض السكر في الدم، مطالبا من يعانون النوع الثاني بتقنين نظامهم الغذائي مع ممارسة الرياضة، مع أخذ الادوية المخفضة للسكر التي تعمل على تحفيز البنكرياس لإنتاج كمية أكبر من الانسولين.

وقال إن هناك نوعا ثالثا من السكر، وهو الذي يصيب السيدات الحوامل وينتهي مع الولادة، لكنه أكد أن السيدة التي أصيبت بالسكر في فترة الحمل معرضة أكثر بالإصابة به بعد ذلك، وشدد الضاحي على أن هناك ثلاثة عوامل رئيسية في معالجة مريض السكر، وهي النظام الغذائي والنظام الرياضي والنظام الدوائي، وعن أسباب الإصابة بالسكر، قال الضاحي: لم يعرف السبب الرئيسي للإصابة بمرض السكر، لكن هناك عوامل عدة تساعد على ذلك منها: الوراثة والسمنة والحالة النفسية وغيرها.

ترميم البنكرياس

وعن عمليات ترميم البنكرياس وإحيائه، قال د. وليد الضاحي إنه في النوع الأول من السكر يتوقف البنكراس تماما عن العمل، أما في النوع الثاني، فلا يفرز الأنسولين بشكل جيد ولا بكمية كافية، موضحا أنه لا توجد أدوية ترمم البنكرياس، وكل من يدعي أن هناك ادوية ترمم البنكرياس فكلها ادعاءات لا تصل إلى اليقين العلمي، لكنه قال إن هناك بعض الأدوية مبشرة لتحسين عمل البنكرياس، مضيفا أن زراعة البنكرياس نوعان، الأول زراعة كاملة وتكون مع زراعة الكلى، وهذه العملية أجريت في الكويت، أما النوع الثاني فهو زراعة خلايا البنكرياس، وهو عبارة عن أخذ خلايا من البنكرياس وحقنها في الكبد، ومن ثم تبدأ هذه الخلايا في إفراز الأنسولين، مشيرا إلى أن هذه العملية لم تجر ِفي الكويت من قبل، وأوضح أن هذه العمليات لا تنصح لأي مريض سكر، إنما يجب أن تجرى للمرضى الذين يعانون مضاعفات كبيرة جدا من المرض.

مرحلة ذهبية

وقال إن مرحلة ما قبل السكر هي مرحلة ذهبية، لأنه يمكننا في تلك المرحلة تجنب حدوثه باتباع أسلوب رياضي وحركي، وتقليل كمية الأكل وبأخذ أدوية السكر،

وأضاف أن المعدل الطبيعي للسكر في جسم الإنسان هو من5.6 إلى 6.9 ملليمتر، أما أكثر من7 ملليمتر فيكون عندها الشخص مصابا بالسكر.

وقال: «هناك المثل المعروف (زهِّب الدواء قبل الفلعة)، والدواء المقصود هو ممارسة الرياضة بشكل متصل وليس منفصل، بمعنى أنه يجب على الشخص أن يمارس الرياضة ولو لمدة نصف ساعة يوميا وبشكل منظم، بدلا من عمل رياضة لساعتين بشكل منفصل كل ثلاثة أيام على سبيل المثال».

وأكد استشاري أمراض الغدد الصماء والسكر في مستشفى مبارك أن التدخين + السكر = قنبلة موقوتة داخل الشرايين، تنفجر في أي وقت لتحدث جلطة، مشددا على ضرورة أن لا نحرم أنفسنا من الأكل الذي نحبه، لكن علينا أن «نأكل بعقل».

التغذية والرياضة

وبشأن الأطعمة الذي ينصح مرضى السكر بتناولها، قال الضاحي إنه يجب على مريض السكر أن يأكل قدر حاجته فقط، ولا نأكل نوعا واحدا من الأطعمة على حساب الآخر، فالغذاء المتوازن وتقليل كمية الأكل وممارسة الرياضة، هي نصيحتي لمرضى السكر.

وأضاف أن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «ثلث لطعامك وثلث لشرابك وثلث لنفسك» هو النصيحة التي أنصح بها الجميع، خصوصا مرضى السكر.

وحذر الضاحي من أن بعض العيادات في المملكة الأردنية الهاشمية تنشر إعلانات عن قدرتها على علاج مرض السكر، وكثير من الكويتيين يذهبون إلى هناك آملين العلاج، لكن هذه العيادات تعطيهم أدوية السكر نفسها ولا تتحسن حالتهم، مشددا على أن العلاج موجود في الكويت.

مضخة الأنسولين

وعن مضخة الأنسولين قال د. الضاحي، إنها وسيلة أخذ الأنسولين وهي ليست الحل السحري للسكر، لكنها مجرد وسيلة لأخذ الأنسولين، ومن مزاياها أنها تعطي الأنسولين بشكل مقارب لعمل البنكرياس وتقلل عدد الإبر التي يأخذها المريض، حيث إن المريض يأخذ إبرة كل ثلاثة أيام، كما أنها تعطي فرصة لتغيير نمط الحياة من دون الحاجة إلى الارتباط بإبرة السكر، كما أنها تقلل نسبة هبوط السكر في أثناء الليل.

وأوضح الضاحي أن مضخة الأنسولين لها عيوب، فهي عبارة عن جهاز يلتصق بالجسم، وغالي الثمن، إذ يكلف المريض من 1000 إلى 1500 دينار، وأضاف أن وزارة الصحة وافقت على إدخال المضخة إلى الكويت لكن بشروط مقننة، وضمن هذا الشروط أن يكون من يحصل على المضخة مريضا بالسكر من النوع الأول أو لمريض قام بزرع البنكرياس، أو المرضى الذين يعانون من هبوط متكرر وفشل علاجه بالأنسولين، مؤكدا أن هذه المضخة غير متوافرة بكميات كبيرة.

الجدل بشأن أدوية السكر

وعن الجدل الذي أثير بشأن بعض الأدوية مثل «آفانديا»، قال د. وليد عبد الله الضاحي، إن عقار «آفانديا» من الأدوية الجيدة ولا خوف من استعماله، ويعطى في العالم منذ 15 عاما، وهو عقار يعمل على تحسين عمل البنكرياس، وأعطي لملايين المرضى في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، وهو موجود في الكويت، وفي الآونة الأخيرة خرجت دراسة للدكتور «نسن» أظهرت احتمال ارتفاع أمراض القلب للمرضى الذين يتعاطون عقار «آفانديا» ، مشددا على أن العقار لم يتم إيقافه في الولايات المتحدة أو اوروبا حتى الآن، ومازالت إدارة الأدوية والأغذية الأمريكية «FDA» ترخص للدواء حتى الآن، ووجدت أن الدواء يمكن استعماله لمرضى السكر من النوع الثاني، وهو دواء جيد وفعال، أما المرضى الذين يعانون أمراض القلب أو الذين يأخذون أنسولين أو موسعات شرايين القلب، فينصح بأن يتجنبوا هذا الدواء، مشيرا إلى أن من أعراضه الجانبية زيادة الوزن وزيادة السوائل في الرجل.

أما الأدوية الجديدة مثل «جانوفيا»، فقال الضاحي إنه دواء جديد موافق عليه من إدارة الأدوية والأغذية الأميركية، ويعمل على تحسين هرمونات تخرج من الأمعاء لتعديل نسبة السكر، وهو دواء جيد واعراضه قليلة ومن بينها «اللوعة».

أما عقار «الباييتا» فهو عبارة عن دواء يعمل على أنزيمات الأمعاء ويحسن من نسبة الأنسولين، ومن مزاياه إنقاص الوزن، أما أبرز عيوبه أنه يؤخذ إبرة مرتين في اليوم. مشددا على أن هذه الأدوية جميعا لاتعتبر عوضاً أو بديلاً عن الأنسولين الذي يعد أكثر الأدوية أمانا لعلاج السكر، كما أن الكلوكوفاج هو الدواء الأساسي لعلاج النوع الثاني من السكر.

إرهاق

أحد القراء المتصلين (بوحمد) قال إن عمره 42 سنة ومصاب بالسكر منذ 5 سنوات، ويعاني نزول وزنه وأن معدل السكر لديه 190/210، ويعاني إرهاقا كبيرا، فرد عليه الضاحي قائلا: قد يكون نزول الوزن بسبب أما أن يكون السكر غير مضبوط أو أن يكون السكر من النوع الأول، ولا بد أن يتم تشخيص المرض من اختصاصي وأن معدل 190/210 هو معدل عال ٍويسبب الإرهاق، مضيفا أن عقاقير «الأوميغا 3» لا تنفع في علاج السكر، لكنها مكمل غذائي ومساعد فقط.

وأوضح الضاحي أن علاج الكلوكوفاج علاج جيد، لكن يحتاج إلى أدوية أخرى لإنزال السكر والنسبة الطبيعية تكون أقل من %7، وفي الأوقات العادية قبل الأكل تكون بين 4 إلى %7، وبعد الأكل بساعتين تكون أقل من %9 (يتحول هذا الرقم إلى ملليمول ويضرب في الرقم 18).

عقار لانتس

القارئ وائل سليمان (بوبدر) سأل عن مساوئ عقار «لانتس» وأعراضه الجانبية والفرق بينه وبين الأنسولين الآخر، فرد عليه الضاحي بالقول إن «لانتس» هو انسولين مصنع كيميائيا وهو عبارة عن أنسولين يظل في جسم الإنسان 24 ساعة، ويضبط نسبة الأنسولين ويعمل على «تظبيط» نسبة الأنسولين بعد الوجبات، وإن مساوئه قليلة ويعمل حرقه تحت الجلد ويؤدي إلى زيادة الوزن ومن أعراضه هبوط السكر.

أدوية الكورتيزون والكركم

القارئ سعد المطيري، قال إنه يأخذ أدوية كورتيزون، فقال الضاحي أن اي مريض يأخذ أدوية الكورتيزون يكون أكثر عرضة من غيره للإصابة بالسكر، ويجب أن يتابع السكر بشكل مستمر.

القارئ نواف الشمري سأل عن الكركم، فقال له الطبيب د. وليد الضاحي إن الكركم من المواد التي تحسن عمل الأنسولين داخل خلايا الجسم، ولا يوجد دليل علمي على أنه يعمل على إنزال السكر، ولا أنصح به بكميات كبيرة، وهناك اعشاب كثيرة غير الكركم تؤدي إلى إنزال السكر في الجسم، مثل الحلبة والكارلا وغيرها من الأعشاب، وان الادعاءات التي يدعيها البعض ممن يعملون في الأعشاب بوجود تركيبات تقضي على السكر جميعها ادعاءات بغرض الربح وليس لها دليل علمي، واختتم بالقول إن هذه الأدوية لا تغني عن الأنسولين.

أمور يتذكرها مريض السكر جيداً

قال د. وليد الضاحي إنه يجب على أي مريض يعاني من مرض السكر أن يتذكر هذه الأمور جيدا:

• فحص السكر بانتظام في البيت.

• وضع جدول لفحص السكر، ولا ضير من عدم إجراء الفحص ليوم أو يومين.

• النظر إلى القدم بانتظام، والتأكد من عدم وجود تقرحات أو ما شابه، وإذا كان المريض يعاني سمنة فيمكنه فحص قدميه من خلال المرآة، وقال إن هذه التقرحات قد تؤدي إلى غرغرينا في الرجل ومن ثم بتر الرجل، مشددا على أن فحص القدمين بانتظام يجنب المريض مأساة البتر، ونصح الضاحي المرضى بالقول: «أنظر إلى قدمك تجدها، وإذا لم تنظر إليها ستفقدها».

• فحص الغدة الدرقية ووظائفها.

• الحفاظ على ضغط الدم عند 85/135، فمريض السكر يجب ان يكون ضغطه أقل من 85/135، كما أن من يردد مقولة: إن ضغطك مناسب لعمرك هو خاطئ.

- فحص الكولسترول الضار (LDL).

• الكولسترول العام لا يعطي فكرة دقيقة عن نسبة الكولسترول عند المريض، ويجب أن تكون نسبة الكولسترول أقل من 2.5، وأن يكون أقل من 2 عند مريض السكر الذي يعاني مرض القلب.

• يجب أن يأخذ مريض السكر الأسبرين، ويعمل فحص (HBAIC)، وهو فحص لمعدل السكر لثلاثة أشهر، والهدف منه أن نصل إلى معدل سكر أقل من %7.

• فحص قاع العين سنويا أو حسب ما ينصح به الطبيب.

ما هو الأنسولين؟

يصاب الانسان بمرض السكر نتيجة عجز البنكرياس عن إفراز هرمون الانسولين، أو إفرازه بكميات غير كافية أو غير فعالة، مما يؤدي الى ارتفاع نسبة السكر (الجلوكوز) في الدم، بحيث يتعدى المستوى الطبيعي الذي يتراوح بين (80 -120ملغم/100 مللتر).

ويعتبر هرمون الانسولين الذي تفرزه غدة البنكرياس المنظم الرئيسي لمستوى الجلوكوز في الدم، ويلعب هذا الهرمون دورا مهما في ادخال الجلوكوز الى خلايا الجسم.

الضاحي في سطور

• د. وليد عبد الله الضاحي.

• خريج كلية الطب - جامعة الكويت.

• استشاري الغدد الصماء والسكر في مستشفى مبارك.

• زمالة الباطنية والغدد من جامعة برتش كولومبيا في كندا.

• زمالة السكر من مركز جوسلن للسكر من جامعة هارفارد الأميركية.