في الحلقات السابقة، توقفنا عند ما حققه عمر الشريف في الغربة، حيث نال الكثير من المال والشهرة، لكن رصيده من القلق والوحدة والإحساس بالغربة كان أكبر، وهو ما كان يحاول تعويضه بالبريدج وبعلاقاته النسائية التي لم تنته أبداً إلى الزواج خوفاً من أن يفقد حريته التي اقتنصها لنفسه.

تعرّض في مسيرته لتجارب كثيرة منحته اكتشاف معانٍ جديدة للحب والحياة والألم، والأهم من ذلك المصالحة مع النفس. لكن لا الدنيا أصبحت كما كانت تبدو، ولا النظرة إلى الحياة عادت كما كانت قبلها، أنا لم أعد أنا، أفكر الآن فيما يمكن أن أفعله، هل أستطيع أن أمحو الأطياف والصور وصدى الأصوات؟ أصوات تلك الضحكات العالية الممتدة امتداداً بلا انتهاء؟ أصوات الأصدقاء والأهل في أيام الشباب في مصر؟

Ad

إنها صورة مؤثرة لرجل مفعم بالحياة يقف عند مفترق اليأس والتحرر، تغمره شاعرية الحنين إلى الجذور، فالغربة والترحال لم يقطعا الوصل، لذلك كان قرار عمر الشريف بالعودة إلى مصر عام 1984 حين وجد نفسه وحيداً، فلا أصدقاء دائمين، ولا أموال، ولا صحة..

لماذا مصر.. لماذا القاهرة وليست باريس أو لندن أو نيويورك أو روما، على رغم أن كل تلك العواصم كانت ترحب به وتفتح له ذراعيها؟.. هذا السؤال وجهته إليه «اليانور ميلز» مراسلة صحيفة «الأوبزرفر» البريطانية في حوار أجرته معه في أحد فنادق القاهرة، فأجابها: أنا ابن تلك الأرض.. أنتمي لمصر.. هنا أشعر بالدفء.. لقد عشت سنوات طوال من دون كيان أو شخصية. عندما عدت للقاهرة أدركت أنني أريد قضاء سنواتي الأخيرة هنا، أجلس وأدردش وأثرثر عن الماضي مع الناس الذين ما زالوا يتذكرون.

يضيف: منحتني مصر الكثير، مهما أتحدث عنها لن أصوّرها كما هي في داخلي، لأنها في عقلي وقلبي كبيرة وعظيمة ورائعة. إحساسي بها إحساس بالأم، وأنا إحساسي بأمي عظيم، أحبها كما لم أحب أحداً من قبل، عندما أتحدث عن أمي تتملكني عاطفة حارة ودافئة تغمرني وتشعرني بمنتهى الحب، هكذا مصر في داخلي.

الإفلاس والعودة

كان الشريف يبحث عن لحظة صدق يعيشها في دفء الأصدقاء الحقيقيين، بعد أن كان هجرهم يوماً للبحث عن نجومية براقة وثراء يمنحه الترف، ضيعهما (كان خسر في أسبوع ما حصل عليه طوال ثلاثة أعوام) ليدرك أن جذور النجاح الحقيقي تمتد عميقاً في تراب الوطن.

كان الشريف استقر في باريس في بداية الثمانينات، وأصبحت السينما بالنسبة إليه مجرد أكل عيش - كما يقول- فقد كان لا يشارك في أي فيلم إلا إذا أحس بضائقة مالية، فهو يذكر في إحدى مقابلاته الصحافية بأن عمله في السينما يرتبط بخسارته على موائد البريدج، حيث يقول: عندما كنت أترك صالة ألعاب بعد أن أكون خسرت كل نقودي، كنت أتصل بمتعهدي كي يجد لي دوراً ما في أي فيلم، وهذا يعني أنه انغمس في مباريات البريدج والسهر ومراهنات سبق الخيل، وانشغل عن السينما حلمه الذي تغرّب من أجله، ولهذا انحسر نجمه لفترة طويلة، وشعر بأنه في مرحلة حاسمة من التحدي، فإما أن يكون مرة أخرى أو لا يكون إطلاقًا، أراد أن يبرهن لنفسه وللسينما العالمية التي خذلته أن بإمكانه النهوض من كبوته الفنية، فقرر العودة إلى الوطن.

عاد الشريف إلى مصر وعاود التمثيل في السينما المصرية، على الرغم من أنه أثناء غيابه عن مصر كان لا يتوقف عن العمل في مسلسلات إذاعية مصرية منها «أنف وثلاث عيون» و{الحب الضائع»، لكن السينما منحته فرصة مختلفة مع أيوب (1984) والأراغوز (1989) لهاني لاشين والمواطن مصري (1991) لصلاح أبوسيف، وفي الأفلام الثلاثة، كما يقول الناقد د. أحمد يوسف، خيط قوي يصل بينها، هو قلق البطل العاصف على الحاضر الذي تمضي شمسه إلى الغروب، والحنين الجارف إلى الماضي وذكرى الإحساس برعشة الفجر الوليد، وقد يبدو الشريف في أحد تلك الأدوار قريباً من الصدق، وفي آخر أقرب إلى افتعال الانفعال، لكنك مع بعض التأمل للنجم خلف الشخصية التي يجسدها يمكنك أن تصدق عن يقين بأن الشريف في جزء منه هو العمدة في «المواطن مصري» الذي برح به الشوق لإثبات ذاته والدفاع المستميت عن حصاد أيامه، أو اللاعب العجوز في «الأراغوز» الذي يرتعد خوفاً من المستقبل الغامض، لكنه أقرب إلى «أيوب» الذي يبدو في لحظة الشيخوخة وكأنه يتأمل رحلة حياته المضنية، لينطلق مرة أخرى فيرمي بنفسه في بحار الحياة، لعله يكسر قيود عجزه، ويصلح بعض أخطاء الماضي، حين سعى وراء المجد، ورضي أن يكون الثمن هو القلق والغربة، ويا له من ثمن فادح، قد لا يخفف من آلامه إلا الحلم الذي تراه في عيني الشريف اللتين تنطقان دوماً بالأمل في لحظة ميلاد جديد.

تأشيرة العودة

كانت المفارقة أن الخطوة الأولى في العودة منذ آخر أفلامه المصرية «المماليك» عام 1965، جاءت على طريق التلفزيون وليس السينما، لأن فيلم «أيوب» الذي أخرجه هاني لاشين في أولى تجاربه الإخراجية كان من إنتاج التلفزيون المصري، وهو ما اعتبره البعض بمثابة تأكيد للإفلاس الفني الذي جعله يقبل بالعودة عبر التلفزيون ومع مخرج مبتدىء، لكن الشريف الذي قبل بالمجازفة بخبرته وحسّه الفني الذكي وعينه الخبيرة، رفض هذا الاتهام بشدة واعتبره مجرد دعاية مغرضة .

يقول الشريف: فكرت في الأمر ووجدت بأن التلفزيون يحظى بغالبية ساحقة، فضلاً عن أنه يجمع العائلات في المنازل، ويقدم ـ وقتها ـ مستوى أرقى من مستوى السينما، أما مسألة إسناد الإخراج لفنان مبتدئ، فهي لم تكن مغامرة محفوفة المخاطر كما قالوا وقتها إطلاقاً، لكني رأيت أنه لا بد للشباب من أن يأخذ فرصته ويثبت وجوده، وهذه الفرصة من يعطيها له إلا نحن، وهاني أخرج لي ثلاثة أفلام تسجيلية تتناول السياحة والآثار في مصر، وهو مخرج له فكر وأسلوب يميزانه عن غيره.

كانت مجرد عودة الشريف مثيرة للأسئلة والدهشة بالتأكيد، فترقب النقاد تلك العودة بكثير من الشك والتوجس، فهم لا يعرفون كيف سيعود بعد سنواته الطويلة في السينما العالمية وعمله مع مخرجين وممثلين كبار لا بد من أن أكسبوه خبرة أكثر من خبرته في السينما المصرية، فقد نجح وشق طريقه بين صفوفهم ليس لمجرد ملامحه الشرقية إو إجادته للغات - على حسب تعبير الناقد الراحل سامي السلاموني.

كانت هناك مخاوف النقاد من حضور نجم عالمي في قامة الشريف ليعمل في ظل ساحة متهالكة، لكن المخاوف تلاشت مع جدية السيناريو الذي كتبه الراحل محسن زايد.

«أيوب» هو الرمز الذي أراده نجيب محفوظ في الرواية ليكشف عن فساد استشرى في وطن يئن من ثقله، وذلك من خلال انهيار رجل الأعمال عبدالحميد السكري - يجسده الشريف - الذي يعود من الخارج بعد صفقة موفّقة، ثم بعد مشادّة من أحد العاملين معه يصاب بشلل مفاجىء من دون أن تمكنه ملايينه من الشفاء ويجد نفسه في بيته منغمساً في مشاكل زوجته المتسلطة وابنه الذي يسير على دروبه الملتوية وابنته البريئة التي تحب شاباً فقيراً، لكن تلك الحالة تجعله يستعيد صديقه القديم والشريف، ويستعيد ذاته التي خرِّبت بسبب فساده وتكوين ثروته بالغش والاختلاس والقوادة، وهو ما يقرر نشره في مذكراته ليفضح مجتمعًا سكنت فيه خفافيش الفساد ومصت دماءه.

كان الفيلم مفاجأة حقيقية تليق بالشريف الذي شبّهه النقاد فيه بأنه «حوت تمثيل» طغى بأدائه وشخصيته وجاذبيته الخاصة على الجميع، فبدا وكأنه مثل أيوب في الحكاية الشعبية، صبر كثيراً وعانى كثيراً ثم عاد لينال مراده في وطنه.

نجاح آخر

بعد فيلم «أيوب» ونجاح الشريف الذي كان خارج دائرة التوقعات، جاءت المصادفة مرة أخرى لتجعل من أحلامه في إثبات وجوده عالمياً، واقعاً ملموساً، وذلك عندما تلقى عرضاً مغرياً للقيام ببطولة المسرحية الإنكليزية «الأمير النائم»، على مسرح «هاي ماركت» الذي يعد من أجمل مسارح العاصمة البريطانية. قدِّمت تلك المسرحية سابقا، حيث قام ببطولتها إمبراطور المسرح البريطاني الممثل الراحل «لورنس أوليفيه»، واستكمالاً لنجاح المسرحية، أُنتجت في فيلم لعب فيه «أوليفيه» دور البطولة أمام مارلين مونرو.

بدايةً، تردد الشريف بقبول هذا الدور، إلا أنه تراجع تحت إصرار المخرج، ورصده لتجربة زميليه «يول براينر» في مسرحيته «الملك وأنا»، و{أنتوني كوين» في تجربته المسرحية «زوربا اليوناني»، عندها أدرك الشريف بأن تلك الفرصة مثالية، لكي يثبت للجمهور كفاءته كممثّل من جهة، ومن جهة أخرى ينقذ نفسه من الانهيار ويتخطى مرحلة الفشل والضياع والوحدة حتى أنه تحمّل نفقات وجوده في لندن والتي كانت كبيرة جداً ووصلت ثلاثة أضعاف أجره الأسبوعي في المسرحية، «كنت أدفع ثمن الفندق والطباخة والسائق وتكاليف الحياة في لندن من جيبي». وهذا لم يثنه عن رغبته في إثبات نجاحه عالمياً مجدداً، فنجح الشريف ونجحت المسرحية، وكتبت الصحافة البريطانية والعالمية والعربية أيضاً، وأنصفت الشريف في النجاح الذي حققه عبر تلك المسرحية، وهو ما يصفه قائلاً: «أنا عاشق للمسرح، وتلك المسرحية لم تكن للعرض التجاري ولكنها كانت معروضة في مهرجان... لم أقبل الدور سعياً وراء شهرة، فما كنت أبحث عنه هو رضى النفس عن النفس». استمر عرض المسرحية أكثر من ستة أشهر، كانت بمثابة عودة الروح له بعد قيامه بالتمثيل في أفلام عدة غير ناجحة لم يقتنع بها ولكنها جاءت في فترة حساسة من حياته.

يتحدث الشريف عن تلك الأفلام ، فيقول: وفرت لي الأفلام السيئة حياة جيدة، لكن الأزمة كانت بيني وبين نفسي، كرهت نفسي بسبب تلك الأفلام، لذلك انطلقت وراء الليل وميادين السباق وطاولات البريدج، على أمل أن يؤدي هذا كله إلى يقظة الطموح في أعماق نفسي، وعندما جاء عرض المسرحية قبلت به وأدرك تماماً ما أنا مقبل عليه... إنها مسرحية مرحة لا تحتاج إلى الكثير من الذكاء أو التذاكي. جعلتني تلك المسرحية أشعر بأنني استعدت شبابي، وقلبت موازيني.

بعد ذلك، أي في النصف الثاني من عقد الثمانينات، شارك الشريف في أعمال فنية عدة، مثل قيامه بدور آخر قياصرة روسيا في الفيلم التلفزيوني «ناتاشا»، ثم قيامه بدور أحد الكهنة المقربين لأحد قياصرة روسيا في فيلم «بطرس الأكبر» الذي أنتجته محطة التلفزيون الأميركي «إن بي سي» وتكلّف إنتاجه ستة وثلاثين مليون دولار .

عام 1989عاد الشريف إلى السينما المصرية مرة أخرى وأيضاً مع المخرج هاني لاشين ليقوم ببطولة فيلم «الأراجوز»، الذي أثبت فيه بأنه ما زال النجم «عمر الشريف». لاقى هذا الفيلم نجاحاً فنياً وجماهيرياً، واستقبلته المهرجانات بشكل يليق به، حيث حصل على الجائزة الثالثة مع شهادة تقدير للشريف في مهرجان فالنسيا الدولي. كذلك حصل ـ قبل ذلك ـ على الجائزة الأولى مناصفة مع جائزة خاصة للشريف في مهرجان الإسكندرية السينمائي.

«الأراغوز» فيلم عن مصر من نكسة يونيو 1967 إلى الانفتاح الاقتصادي بعد حرب أكتوبر 1973، وتكشف أحداثه شبح فساد راح يفرد جناحيه على البلد في ظل تلك الظروف الصعبة والتحوّلات العنيفة من خلال صراع بين الأب الأراجوز «يجسده عمر الشريف» الوطني الذي ينفعل للهزيمة وينفعل لحرب أكتوبر ويهتف «خِّلي السلاح صاحي»، وبين الابن الوصولي والانتهازي ومنعدم الضمير الذي يرقص بعد النكسة ويبيع زوجة أبيه ويجرف الأرض الزراعية ويسعى الى بناء سوبر ماركت في قريته بعد حرب أكتوبر، هو صراع بين جيلين مختلفين، الجيل الأكبر ينتمي إليه الأب الذي يدين بالولاء لثورة يوليو ومنجزاتها، والجيل الأصغر ينتمي إليه الابن وهو جيل ثورة يوليو الذي صنعته الثورة ونشأ في رحابها، وهي النظرة التي اعتبرها الناقد الكبير سمير فريد غير موضوعية، وكتب عنها في مقاله (الأراجوز.. وما هو الحق الذي نطق به) المنشور في جريدة الجمهورية في عددها الصادر بتاريخ 22 يناير (كانون الثاني) 1990، يقول: «الواقع أن جيل الثورة هو الذي عانى من النكسة وليس هو الذي صنع النكسة. الواقع أن جيل الثورة هو الذي بقي في الجيش لمدة سبع سنوات وخاض حرب الاستنزاف ثم حرب أكتوبر. الواقع أن جيل الثورة هو الذي عانى ويعاني من الانفتاح الاستهلاكي، وليس هو الذي صنع الانفتاح. ثلث جيل الثورة استشهد عام 1967، والثلث آخر من الجيل نفسه استشهد عام 1973، وبقي الثلث الأخير يعاني حتى اليوم».

على أية حال فإن فيلم «الأراغوز» خلق حالة فنية مغايرة للسائد حينذاك، كذلك كانت مفعمة بلون من الحنين إلى فن جيد وسينما تولد من رحم أحزان الوطن، وكرست الشريف كفنان لديه «كاريزما» تخطف قلوب الجميع قبل أعينهم. اعتبر الناقد سمير فريد هذا الفيلم تتويجاً لمسيرة الشريف، وقال: «هو فيلم مصنوع من الألف إلى الياء لإبراز أداء الممثل، وليس في هذا عيب ولا فضل، فالمهم الفيلم ذاته في النهاية، وكم من الأعمال الدرامية الكبيرة سواء في المسرح أو السينما صنعت من أجل الممثل رجلاً كان أم امرأة. وقد أبدع الشريف في أداء الأراغوز».

المواطن مصري

في «المواطن مصري»، يقدم الشريف تنويعاً جديداً، ففيما يكشف الفيلم عن الانقلاب الذي حصل على ثورة يوليو وعلى منجزاتها، يجسد الشريف شخصية العمدة الإقطاعي عبد الرازق الشرشابي الذي استطاع بحكم قضائي عام 1973 ومصر تستعد لخوض حرب أكتوبر، استرداد أراضيه الزراعية التي سبق أن وزعها الإصلاح الزراعي على الفلاحين الفقراء الأجراء. كان موضوع الفيلم جريئاً وشديد الوعي بهذا التطور الذي يحدث في مصر وهي على أعتاب مرحلة جديدة، فالأرض التي وزعتها الثورة على الفلاحين تنتزعها المحكمة والشرطة عنوة لتعيدها للعمدة الذي ينحر الذبائح فرحاً بهذا الانتصار، بينما خفيره العجوز يبكي حسرة على الأرض التي سوف تنتزع منه أمام صورة جمال عبدالناصر وهو يسلم له عقد تلك الأرض منذ عشرين عاماً، ولأنه يمكن أن يموت جوعاً بعد انتزاع الأرض يقبل بفعل غير إنساني وهو أن يذهب ابنه إلى الخدمة العسكرية بدلاً من ابن العمدة المدلل مقابل بضعة جنيهات، وتزوَّر المسألة التي تكشف عن فساد ضارب بجذوره في مجتمع يعيش لحساب الأقوياء فحسب الذين يسرقون حقوق الفقراء حتى في الموت، لأنه عندما يستشهد ابن الخفير الفقير في حرب أكتوبر، تُنسب بطولته لابن العمدة. صنع الشريف كل شيء في طاقة أي ممثل لكي يلعب دورالعمدة الظالم الذي يستغل نفوذه لإذلال الآخرين، وأبهر الجميع الذين لم يصدقوا أن ابن الناس الأثرياء وخريج فيكتوريا كوليدج والنجم العالمي الذي يعمل ويعيش في الغرب من الممكن أن يجسد هذا العمدة الإقطاعي صاحب الجبروت، كذلك لم يصدقوا من قبل ذلك بسنوات طويلة أنه هو الشريف نفسه الذي جسد ببراعة دور الصعيدي الساذج في فيلم «صراع في النيل».