أقرَّ بال ساركوزي، والد الرئيس الفرنسي، بأنه وصل إلى باريس عام 1948 حافي القدمين، ونام في العراء، وتدفأ أمام مخرج محطات مترو الأنفاق في العاصمة، أما اليوم فهو يتمنى لذريته سلالة مالكة في الجمهورية الفرنسية، بعد أن كسب ابنه نيكولا رهانه بالوصول إلى سدة الرئاسة.

Ad

وروى بال في حديث إلى تلفزيون «اوميغا تي في» مسيرته منذ قرر مغادرة وطنه هنغاريا قبل نحو 60 عاماً، إذ عاش في المنفى الباريسي حياة المشردين والفقراء. وقال: «حلَّت بي المآسي في العقود الأخيرة، ومع ذلك وقفت على رِجلي في مواجهة كل الصعاب، عرفت هتلر وستالين، وحُرِمت طفولتي، ولم يُتح لي الدخول الى المدرسة، وهربت من وطني الأم. وحين وصلت إلى باريس كنت فقيراً مدقعاً لا أملك فلساً واحداً. في اليوم الأول نمت في العراء أمام المترو، وكنت حافي القدمين».

ومضى بال ساركوزي يقول: «فزت بعملي الأول هنا كموزع لبكرات الأفلام على دور السينما، وبعدها عملت مسَّاحاً للشقق، وكنت أتنقل مشيا على الاقدام من بوليفار هوسمان الى ساحة الباستيل، وذلك بسبب عدم توفر المال لدي لشراء بطاقة المترو...».

وتحدث بعد ذلك عن حياته الشخصية والزوجية، ثم انتقل الى المرحلة الحالية التي شهدت انتخاب ابنه نيكولا رئيسا للجمهورية. وقال: «كانت لحظة رائعة بالنسبة لي، إذ بدأت حياتي في الشارع كلاجئ هنغاري، والرئيس ساركوزي هو هنغاري في كل الأحوال، وهذا نجاح منقطع النظير لعائلتنا».

ولم يُخف بال موقف الرئيس ساركوزي منه، خصوصاً حين كان ناقماً عليه بسبب هجره لوالدته وإخوته الصغار، ولذلك يشدد بال على أنه يجتمع إليه باستمرار، ويتصل به هاتفياً ويحضر للمشاركة في عيد ميلاد نيكولا أو لحفلة زواجه.

وحاول بال التخفيف من قيمة مرحلة الجفاء الماضية بالقول انه يتصل به هاتفياً باستمرار، وهو يساعده بسرعة حين يمرض أو يدخل الى مستشفى فال دوغراس في باريس «رغم مشاغل الرئيس الذي يعمل اكثر من 17 ساعة يومياً». وأعرب عن أمله ان تنقشع الأزمة العالمية بسرعة، لأن الحظ لم يحالف نجله، إذ لم تمض اشهر على تسلُّمه رئاسة الجمهورية حتى وقعت الكارثة المالية في العالم، متمنياً له انهاء ولايته بطريقة هادئة بعيداً عن الأزمات، ذلك أن «حسه السياسي وطلاقة لسانه يؤهلانه للنجاح في تجاوز الصعوبات والحواجز».