في خضم الحراك السياسي والاجتماعي الذي يعيشه العراق حالياً، وإعلان معظم الأطراف السياسية رغبتها في تصحيح مسار العملية السياسية، يأتي ترشح النائبة ميسون الدملوجي لمنصب رئاسة مجلس النواب، بمنزلة اختبار حقيقي لما تعلنه الأطراف المشاركة، من رغبة في التغيير.

من منطلق العمل من أجل تغيير المفاهيم الطائفية والحزبية في العراق والعمل من أجل الوطن، أكدت النائبة عن «القائمة العراقية» التي يرأسها رئيس الوزراء الأسبق اياد علاوي، ميسون الدملوجي في اتصال مع «الجريدة» أمس، أنها رشحت نفسها لمنصب رئيس مجلس النواب ليس من باب الزعامة أو السلطة بقدر ما تريد أن تطرح نفسها كمديرة لإدارة العلاقات السياسية بعيدا عن المحاصصة والطائفية.

Ad

وقالت الدملوجي التي تحمل شهادة في الهندسة من بريطانيا، «شعرت بنوع من الغبن والظلم وقع على المرأة العراقية خلال السنوات الخمس الماضية، بحيث لم يترك المجال لها أن تأخذ مكانها الطبيعي مع الرجل في جوانب سياسية عدة، لذا قررت أن أطرح نفسي كامرأة عراقية لديها الكفاءة والقدرة على العمل في هذا المجال وبعيدا عن المحاصصة، خصوصا أن المرأة تمتلك أضعاف ما يمتلكه الرجل في العمل والعطاء».

وأوضحت، «أشعر بالفخر مقابل هذا التأييد الذي أحظى به من الشارع العراقي، وفي كل مكان، حتى أن بعض شيوخ الصحوة وعلى رأسهم الشيخ حميد الهايس، وجدت منهم كل الترحيب والمساعدة، بل أكثر مما توقعت، وأنا مسرورة بذلك».

ورداً على سؤال عن ردة فعل الجهات الرسمية في العراق، قالت الدملوجي: «لم ألتقِ مسؤولين في الحكومة حتى أعرف ردة فعلهم، لكن عددا من الزملاء والزميلات في مجلس النواب الذين يرغبون في فتح صفحة جديدة وجدت منهم كل الترحيب والتأييد، لكنني أتمنى ألا تؤثر عليهم كتلهم ويغيروا رأيهم في الرابع من فبراير المقبل موعد التصويت على اختيار رئيس للبرلمان العراقي، باستثناء النائب مثال الآلوسي الذي أعلن رسميا وقوفه بجانبي وتأييدي وتشجيعي على إكمال الطريق إلى آخره».

ولفتت الى أنه «مهما كانت النتيجة فهي ستفتح المجال أمام الكثيرات من العراقيات لخوض تجارب أخرى مماثلة في المرات القادمة، وخصوصا أن الانتخابات العامة ستكون في خريف هذا العام»، مشيرة الى أن «نضال المرأة في الكويت هو امتداد لمسيرة نضال طويلة تتابعها بشكل مستمر وتشد على يدها من أجل تحقيق الهدف والدخول الى مجلس الأمة الكويتي».

وعن تقييمها لانتخابات مجالس المحافظات التي ستُجرى في 31 من يناير الجاري، أكدت الدملوجي أن «الكتل التي نجحت في المرة السابقة على أساس طائفي بدأت تختلف في ما بينها، والبديل الليبرالي والعلماني لايزال غير مؤثر في الشارع العراقي لأسباب كثيرة منها مادية، إضافة الى أنه مُحارَب من قِبل قوى إقليمية».

أضافت: «لكنني أشعر أن هذه الانتخابات ستغير بعض الشيء في الخارطة الانتخابية وستكون أفضل الى حد ما مما كانت عليه في السابق».

وعن بيانها الانتخابي، وهي خطوة لم يقم بها أي مرشح آخر من المرشحين لمنصب رئاسة المجلس، ذكرت، أنه «يوضح الدور الذي ينبغي أن تلعبه رئاسة المجلس بمهنية وحيادية في اشاعة الاحترام المتبادل والحوار بين مختلف الكتل السياسية، وضمان قيام المجلس، كأعلى سلطة تشريعية ورقابية في البلد، بمهامه الأساسية بشفافية، لتحقيق الأهداف التي نص عليها الدستور، وبما يخدم طموحات العراقيين والعراقيات إلى العيش في وطن يضمن حياة آمنة وعادلة، يشترك فيها الجميع من دون تمييز أو تهميش أو اقصاء، إذ تكون المواطنة والمساواة والقانون واحترام حقوق الإنسان الضامن الأساسي لنا وللأجيال القادمة».

المالكي

في غضون ذلك، حذَّر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس، مما وصفه بـ«التنافس غير الشريف» في انتخابات مجالس المحافظات، ومن احتمالات التلاعب بالأصوات أو تزييف وتزوير النتائج.

ودعا المالكي، الذي كان يتحدث في حشد جماهيري في مدينة البصرة، الى مساعدة الشعب في منع تزوير الانتخابات، وقال: «نحن نريد انتخابات حرة نزيهة معبرة بصدق عن إرادة الشعب وسنفرح بأي نتيجة ما دامت مبنية على الإرادة الحرة البعيدة عن الضغوط وبيع وشراء الأصوات التي هي بيع للضمائر».

وفي السياق، قال رئيس «حزب الأمة» النائب مثال الآلوسي: «كان من المفروض أن يشرع مجلس النواب قانون الأحزاب ويفعل ديوان الرقابة المالية لمحاسبة الأحزاب على حملاتها الانتخابية التي تكلف ملايين الدولارات».

ودعا الحكومة الى مساءلة الأحزاب على تكاليف حملاتها الانتخابية «وإلا فستكون الحكومة قد خرقت القانون والدستور وأصبحت مشتركة في الجرم الذي ترتكبه الأحزاب من خلال حملاتها الانتخابية ومن خلال توظيف أموال المواطن العراقي من أجل مصالحها الخاصة».

قتلى وجرحى

قُتِل خمسة عناصر من الشرطة بينهم ضابط برتبة رائد وأصيب 13 بجراح أمس، في هجوم انتحاري استهدف حاجز تفتيش للشرطة في الفلوجة غرب بغداد.

ولقي اثنان من عناصر قوات «الصحوة» مصرعهما وأصيب اثنان آخران بجروح، في هجوم شنه مسلحون مجهولون على نقطة تفتيش تابعة لهذه القوات في بابل جنوب بغداد أمس.

وتمكَّنت القوات العراقية غرب كركوك أمس، من اعتقال «الأمير الشرعي» لتنظيم «القاعدة» المدعو إسماعيل عبدالستار الربيعي، وهو بمنزلة الرجل الثاني في التنظيم والملقب بـ«الأمير الأعمى».

وألقت الشرطة القبض غرب البصرة أمس، على خمسة مطلوبين في «قضايا إرهابية وجنائية»، وضبطت معهم أسلحة وذخائر، كما ألقت القبض على شخصين يحملان الجنسية الإيرانية.

وسقطت أمس، خمسة صواريخ على معسكر «أيكو» التابع للجيش الأميركي غرب محافظة القادسية جنوب العراق.

(بغداد - أ ف ب، يو بي آي، أ ب، كونا)