لم يعد مستغرباً على السينما المصرية، في بعض الفترات من كل عام أن تعرض أضعف إنتاجها، لأنها تدخر ما تعتبره الأفضل للعرض في أشهر ومناسبات بعينها كعيدي الفطر والأضحى، فبعض الصحفيين أطلق على ما عدا ذلك «فترات الأفلام الواقعة!»، ونحن الآن في فترة نموذجية من هذا القبيل، فامتحانات المدارس والجامعات على الأبواب، والواقع أن السينما ينحصر جمهورها الرئيس في الشباب، خصوصاً الطلاب ومن مختلف المراحل العمرية أو الدراسية!

ليس أفضل من «دكتور سيليكون»، و«علقة موت» اللذين يُعرضا في الدور راهناً كمثال على ما نقوله.

Ad

في عناوين «علقة موت» نقرأ أنه من إخراج ماجد نبيه، وتأليف نافع عبد الهادي، لكننا لا نجد إخراجاً ولا تأليفاً ولا فيلماً! ونشاهد «بقعاً» من ألوان، وإضاءة وليس تصويراً، وكائنات تتحرك وتتكلم وتتعارك، لكن لا نرى تصويراً ولا تمثيلاً ولا أحداثاً بالمعنى الدرامي ولا بأي معنى!

ونشاهد أشكالاً تتعلّق بالرياضة كالمصارع ومذيع مباريات المصارعة (ممدوح فرج)، ومجموعة من مصارعين أجانب، فضلاً عن عودة «الشحات مبروك»! ومن خلال مباريات على نحو هزلي أراد أصحاب الفيلم إضحاكنا، وتصوروا أنهم بصدد صناعة فيلم يجذبنا ويعجبنا لأنه يتعرّض إلى الرياضة، لكن لا ضحك ولا كوميديا، ولا انجذاب لشيء.

يشرف المصارع ممدوح فرج منذ بداية الفيلم على مسابقة لمصر في المصارعة، وفي الوقت نفسه نرى عصابة (بلا تعريف أو أصل أو تفاصيل!) تترأسها شخصيات نمطية إلى حد السطحية والسذاجة المفرطة (غسان مطر، شمس، الشحات مبروك)، كذلك نرى زعماءها وقد أخذوا يفكرون ويفكرون ويدبرون لعملية إرهابية كبيرة داخل مصر... ولا تعرف ما هي ولا ضد من أو ما هدفها!

كم يبدو الفيلم «مسكيناً» وهو يحاول عبثاً، ويتصوّر أن بالإمكان إضحاكنا من خلال أدوار لممثلين هزليين (حسين المملوك، مصطفى درويش، رضا حامد)، وأنه قادر على الاتجاه إلى الـ«أكشن»، وعنف ومعارك عصابات وكلمات من نوع الإرهاب، إلا أن ذلك كله يبدو محض هراء، وتأكيداً على جهل درامي وفني وحرفي.

وفي أفلام مصرية حديثة قدمت لاعبين ومباريات، واستغلالاً أو استثماراً لعالم الرياضة سينمائياً، يبدو «علقة موت» الأكثر ضعفاً واهتراء، و«حلم العمر» قليل الشأن، و«بنات وموتوسيكلات» أضعف وأضعف، و«الزمهلاوية» أضعف من هذا وذاك، فنشعر بالخسارة لما أضعناه من وقت في مشاهدة هذا العبث وما دفعناه من نقود، ناهيك عمّا أهدره الصناّع بإنتاحهم هذه الأفلام!

ورأينا في «دكتور سيلكون» ينطبق على «علقة موت»، وهما يشتركان في العجز في العناصر كافة، والاستخفاف البالغ بعقل المشاهد ووقته وبصناعة السينما، وأوليات الحرفة، وعدم احترام السينما، حتى كوسيلة لترفيه محض من خلال فيلم حقيقي وليس مجرد «شريط» مسف ومؤسف، من كل صوب!