أرسلت جامعة الكويت صورة لواحة تريد تجسيدها على أرض الواقع في مشروع الشدادية، الذي لم تنجز منه سوى «السور»، مما يجعلها نسجاً من خيال الإدارة الجامعية.أرسلت جامعة الكويت للصحف اليومية «نبذة تاريخية» عن مشروع الحرم الجامعي في الشدادية أسمتها «تحليل صحافي حول الشدادية»، ولا نعلم لماذا أطلقت عليها «تحليل» وهي لم تقدم سوى معلومات عامة عن المشروع، واكتفت بتوقعات لاستيعابها عددا معينا من الطلبة، فضلا عن أنها لم تتطرق إلى ما أنجز من المشروع بشكل فعلي، وبالطبع وافقت الإدارة على إرسال مثل هذا «التحليل» لأنها «محبوكة» من اللجنة الإعلامية المشكلة لمتابعة مشروع المدينة الجامعية الجديدة، والتي يقودها عدد من خبراء الإعلام و «البروباغاندا» الأكاديمية، الذين لا يمكن أن تستغني عنهم الجامعة. وكان لافتا التدعيم الفوتوغرافي الذي أرسل مع «التحليل»، وتحديدا الصورة المنشورة لواحة -بحيرة يحيط بها النخيل- صمّمت بحرفية عالية رغم استبعاد تطبيقها على أرض الواقع، لأن الجامعة وببساطة لم تقرر إلى اليوم مصير طلبة كلية الآداب الذين يدرسون في مبنى آيل للسقوط، كان في الماضي مخصصا لأقدم مدارس الكويت، بل إنها لا تستطيع نقل الأجهزة الطبية من كلية الطب المساعد في مبناها السابق في الشويخ، واعتبرتها «ثقيلة» ولا يمكن حملها!واستغلتها «اللجنة الإعلامية» بذكاء واسلوب كالذي انتهجه عميد كلية الشريعة بفصل مبنى الموظفات عن الموظفين دون حرّاس أمن «تطبيقا لقانون منع الاختلاط»، ولكن «اللجنة» أخذت خطّا وفلسفة أجمل حين تضمن «التحليل» نبذة عن الواحة وذكر «يتركز الاهتمام في تطوير وتصميم الواحة وذلك لفصل حرم الذكور عن حرم الإناث وتحتوي على عناصر مائية (انهار وبحيرات) وكثافة عالية من التشجير والنخيل لخلق بيئة تماثل البيئة الطبيعية»!!وهذه حال جامعة الكويت تسير حسب أهواء مطارديها من أعضاء مجلس الأمة... تعطّل القوانين من أجلهم، وتوضح التصرفات التي تعجبهم، وترد على الخطابات التي تؤرقهم، ولا ننسى تطبيقها لقانون «منع الاختلاط» الذي يثير حفيظتهم -أقصد بعض أعضاء مجلس الأمة.والمضحك في الأمر أن الإدارة الجامعية لا تقوى على انجاز مشروع الشدادية في 2014 بحسب ما هو منصوص عليه والمشروع ما زال صحراء مسوّرة، وتهتم بفصل الاختلاط والتفنّن في أساليب تحقيقه، وتنسى فن محاكاة العقل والمنطق وإعلان تأخير انجاز المشروع، والاعتراف بتعطيل مثل هذا القانون حتى «لواحة» سيجتمع طرفا الأزمة «الجامعة ونواب الاختلاط» يوما على ضفتيها ويصطاد النواب في مائها العكر، بينما يغرق كل مدير جامعة في وحلها ولن يسعفه كل «النخيل» الفاصل بين الذكور والإناث!
محليات - أكاديميا
اللجنة الإعلامية لمشروع الشدادية تحلم وهي مستيقظة تعتبر المعلومات العامة تحليلاً ... والنخيل يفصل الاختلاط!
17-03-2009