لا تزال «الملابس المثيرة» التي ارتدتها هيفاء وهبي في إطلالتها السينمائية الأولى «دكان شحاتة» تثير كثيراً من الجدل نظراً الى كونها غير متوافقة درامياً مع شخصية «بيسه» التي جسّدتها هيفاء. حول هذه الضجة التقينا مونيا فتح الباب مصممة أزياء الفيلم للوقوف على الأسباب والمبررات. انتقد الجميع ملابس هيفاء كونها لا تتناسب مع شخصية فتاة صعيدية فقيرة تعيش في حي شعبي في القاهرة، فهل كانت من اختيارك؟ معظم ملابس هيفاء وهبي في الفيلم كان مناسباً للشخصية في ما عدا ثلاثة فساتين: الأحمر الذي أدت به رقصتها، والفستان الذي خرجت به مع خطيبها «عمرو سعد « وآخر أزرق، وجميعها ليست من تصميمي بل أحضرتها هيفاء معها من لبنان وأعجبت خالد يوسف ورأى أنها مناسبة للشخصية وللفيلم.هل يعني ذلك أن هيفاء تدخلت في اختيار الملابس؟كلا لم تتدخل فهي فنانة ذكية جداً وتعلم أن الملابس مسؤولية مصمم الأزياء والمخرج، أما وجهة نظرها فتعرضها فحسب.هل حدث تعارض في الرأي بينك وبين يوسف حول اختيار ملابس أبطال الفيلم عموماً؟لم يحدث إلا قليلاً جداً، وغالباً أقوم بعرض وجهة نظري إلا أن الرأي النهائي يكون للمخرج لأنه صاحب الفيلم، وله رؤيته الدرامية والفنية ومن حقه فرض وجهة النظر التي تتناسب ورؤيته.جاءت ملابس غادة عبد الرازق مناقضة تماماً لملابس هيفاء، ألم تنزعج غادة من ذلك؟غادة من أكثر الفنانات اللاتي عملت معهن التزاماً برؤية مصمم الأزياء، ولم تتدخل أبداً في اختيار أية ملابس وكانت ترتدي جميع ما أطلبه منها من دون مناقشة.انتقد البعض تشابه ملابس «عمرو سعد» بعد خروجه من السجن مع ملابس أحمد زكي في فيلم «الهروب»، فما ردّك؟لم أتعمّد ذلك، فلم يكن «الهروب» في ذهني أثناء تصميمي ملابس سعد، حاولت فحسب أن تكون مناسبة للشخصية في تلك المرحلة، ولو تنبهت لذلك كنت صممتها بشكل مختلف لأن هذا التشابه ليس في صالحي كمصممة أزياء. أعتقد أن هذا الربط بين زكي وسعد يرجع الى تشابهما في الملامح، خصوصاً أن زكي ليس الوحيد الذي ارتدى مثل هذه الملابس فقد سبقه رشدي أباظة في أفلام عدة. كذلك ارتدى كريم عبد العزيز ملابس شبيهة في فيلم «واحد من الناس» ولم يربط الناس بينه وبين زكي بسبب تباعد الملامح بينهما.هل تصرّين على وجهة نظرك إذا ما تعارضت مع رأي الفنان؟ ليس دائماً، لأنني مقتنعة بأن الفنان لا بد من أن يكون مرتاحاً للملابس التي يرتديها ليتمكن من الأداء بشكل جيد، لذا نتناقش كثيراً حتى نصل الى اتفاق، لكن في حال إصراره أعود الى المخرج فهو الفيصل في هذا الموضوع.من الملاحظ أنك تقومين بتصميم الملابس في معظم أفلام خالد يوسف، لماذا؟ العمل مع أي مخرج متمكِّن وواعٍ يكون مريحاً، وخالد مخرج متميز وأشعر أثناء العمل معه بالراحة والاطمئنان.هل تشعرين أن مصمِّمي الأزياء يحصلون على حقهم الإعلامي؟للأسف، مصممو الأزياء في مصر مظلومون ولا يحظون بأي اهتمام إعلامي أو جماهيري، إذ لا يشعر المشاهد بأهمية مصمِّم الأزياء في الفيلم. أشير الى أن جميع المهرجانات التي تقام في مصر، لا تعطي جائزة لمصممي الملابس ما عدا مهرجان جمعية الفيلم، كذلك ليس من قسم لتصميم الملابس في نقابة المهن التمثيلية، أو قسم في معهد السينما يدرِّس تصميم الأزياء.كيف اتجهت الى تصميم الملابس ومن أين اكتسبت خبراتك؟تصميم الملابس هوايتي منذ الطفولة، والرسم أيضاً فأنا خريجة كلية فنون جميلة قسم غرافيك. عندما ذهبت إلى مكتب يوسف شاهين أثناء دراستي الجامعية، عملت في الديكور، إلا أنني وجدت نفسي في تصميم الملابس فبدأت كمساعدة. حاولت جاهدة تطوير نفسي من خلال القراءات والمشاهدات والكتب الأجنبية المتخصصة في هذا المجال، وحتى الآن ما زلت أحاول تنمية خبراتي والاطلاع على أحدث الصيحات. كذلك حصلت على شهادة من معهد النقد الفني الذي أعطاني فكرة جيدة عن الدراما والسينما عموماً ما أفادني كثيراً في تصميم الملابس.مَن هم أكثر مصممي الأزياء تميّزاً بالنسبة إليك؟تعجبني ناهد نصر الله فهي مخلصة في عملها وتبذل جهداً كبيراً، فتصميماتها دائماً متميزة.يلاحَظ أن أعمالك كافة يصمِّم ديكوراتها زوجك مهندس الديكور حامد حمدان، فهل يختارك ويشترط وجودك معه؟هذا الكلام غير صحيح أبداً، بدليل أنني عملت في أفلام كثيرة لم يصمم ديكوراتها حامد ومنها: «ويجا» لخالد يوسف، «الريس عمر حرب»، «قبلات مسروقة» للمخرج خالد الحجر.تواصل السينما والفن عموماً لا يعرف الواسطة والمجاملة ولا يمكن لشخص فرض آخر ما لم يكن مناسباً.هل يعني ذلك أنك لم تستفيدي من زوجك؟بالعكس، زواجي من حامد كان مفيداً جداً بالنسبة إلي، فهو يساعدني بشدة من خلال خبرته في اختيار الألوان، والزواج من شخص متفهّم لطبيعة العمل يكون بمثابة دعم. ما أكثر فيلم أرهقك من ناحية تصميم الملابس؟«إسكندرية نيويورك» للمخرج يوسف شاهين، لأنه فيلم يعود بنا الى الماضي ولا بد من أن تكون الملابس مناسبة للفترة التي تُعرض. ما هي شروط اختياراتك للأفلام؟لا أهتم بقصة الفيلم بقدر ما أهتم بِإمكان الإبداع في تصميم الملابس، وأحب الأفلام الاستعراضية لأن الملابس فيها تكون متميزة ويظهر فيها إبداع مصمِّم الأزياء.
توابل - سيما
المصمِّمة مونيا فتح الباب: هيفاء فنانة ذكيّة ولم تتدخّل في عملي
01-06-2009