نجحت الأكثرية النيابية في لبنان (قوى 14 آذار) في تسجيل هدف سياسي وشعبي وإعلامي مهم في مرمى خصومها السياسيين عشية الانتخابات النيابية المقبلة المقررة في السابع من حزيران (يونيو) المقبل. ويرى المراقبون أن الأكثرية نجحت في تحويل الذكرى السنوية الرابعة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري الى مناسبة لاستعراض التأييد الشعبي الواسع الذي تحظى به رداً على حملات التشكيك التي تحدثت عن ضمور في التأييد وتراجع في الدعم يواجهه قادة تيار المستقبل سعد الحريري والحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط ورؤساء الأحزاب المسيحيون المنضوون في قوى 14 آذار. وكان اللافت في الذكرى السنوية الرابعة لاغتيال الحريري «الاختراق» الذي نجحت هذه القوى في تحقيقه على الساحة الشيعية التي كانت شبه مغلقة في وجهها من خلال تحرك علني لجمعيات أهلية ونواد جنوبية شاركت للمرة الأولى في التجمع الشعبي الحاشد في وسط بيروت بعد وصولها في مواكب انطلقت من بلدات ومدن جنوبية عدة. كما كان لافتا كسر أبناء بيروت حاجز الخوف الناجم عن حوادث 7 أيار (مايو) الماضي، فخرج أبناء الطريق الجديدة وغيرها من المناطق البيروتية في مسيرات شعبية اخترقت أحياء العاصمة وشوارعها وصولاً الى وسط بيروت حيث امتد الحشد الجماهيري من ساحة الشهداء وصولا الى ساحة رياض الصلح مع ما تعنيه هذه الساحة من رمزية لكون «حزب الله» وحلفاؤه في قوى 8 آذار أقاموا فيها اعتصامهم في محاولة لإسقاط حكومة الأكثرية قبل حوادث 7 أيار (مايو) الماضي. وفي رأي المراقبين أن الاحتفال بالذكرى سمح للأكثرية النيابية بالدخول في المعركة الانتخابية بارتياح كبير، بعدما أثبت النائب سعد الحريري إمساكه بالشراع السني على نحو يصعب اختراقه، وبعدما اثبت النائب وليد جنبلاط مرجعيته الدرزية الصلبة، وبعدما انضم على الساحة المسيحية كل من النائبين بطرس حرب ونايلة معوض، ورئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون وغيرهم من القادة المسيحيين الى الثنائي رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس حزب الكتائب أمين الجميل في تعزيز حضورهم على الساحة المسيحية في مواجهة رئيس تكتل الإصلاح والتغيير النائب ميشال عون. وفي ظل «مفاجأة» حجم المشاركة الشعبية «غير المتوقع على هذا النحو بما يفوق حجم المشاركات السابقة على مدى السنتين الماضيتين»، على حد تعبير المعنيين بالتنظيم، سارع قادة الأكثرية الى التقاط «الرسالة الشعبية» بالتأكيد على قرارهم الإسراع في الانتهاء من تشكيل اللوائح الانتخابية الموحدة لقوى 14 آذار، وفاء لمناصريهم الذين شكل حضورهم الكبير رغبة في رؤية قادتهم يحققون الفوز في الانتخابات النيابية المقبلة. واعتبر قيادي بارز في قوى 14 آذار بعيد انتهاء الاحتفال أن «جمهور الأكثرية» سبق قادته مرة جديدة في رسم الطريق الواجب اعتمادها في التعاطي مع الاستحقاقات السياسية المصيرية، وهو أظهر قدرة مميزة على تجاوز الملاحظات والاعتبارات التفصيلية والمناطقية في المفاصل والاستحقاقات الاستراتيجية، بما يلقي على كاهل القادة في الجانبين الأكثري والأقلي مسؤولية استثنائية في التجاوب مع رغبة الرأي العام وتطلعاته: فلا القوة تكسر الرغبة في التحرر والاستقلال ورفض الخيارات الموازية لخيارات مرجعية الدولة... ولا التنافس يجيز التضحية بمشروع بحجم التضحيات التي من أجلها سقط شهداء ثورة الأرز.
آخر الأخبار
مئات الآلاف من اللبنانيين يحيون ذكرى 14 فبراير وسط بيروت رسالتان شعبيتان في الذكرى الرابعة لاغتيال الحريري: القوة لا تكسر إرادة التحرر والتنافس لا يبيح التضحية بالمشروع
15-02-2009