في الوقت الذي سمت فيه الكويت علي المؤمن سفيراً لها في العراق، أعلنت على لسان الشيخ د. محمد الصباح أن مبنى السفارة في بغداد ومبنى القنصلية في البصرة يحظيان بحصانة دبلوماسية وموقعهما معروف، يأتي هذا في وقت رفض د. محمد الصباح الحديث عن الحرب بشأن الملف النووي الإيراني، مكتفيا باستمرار الحلول الدبلوماسية.

أعلنت وزارة الخارجية تسمية الفريق المتقاعد علي المؤمن سفيرا للكويت في بغداد، إذ أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ د. محمد الصباح ان توصية بهذا الشأن تم رفعها الى سمو الامير لاستصدار مرسوم بتعيين المؤمن واستلام مهام عمله.

Ad

واوضح محمد الصباح في تصريح للصحافيين لدى مغادرته امس الى القاهرة لترؤس اجتماعات اللجنة الكويتية- المصرية، ان هناك اجراءات دبلوماسية تمهيدية طويلة ستأخذ مداها تمهيدا لانتقال السفير الكويتي الى العراق.

وعن الحجز على مبنى القنصلية الكويتية في البصرة والسفارة في بغداد من قبل السلطات العراقية، قال الشيخ محمد الصباح ان هذه المباني تحظى بالحصانة الدبلوماسية وفقا لاتفاقيات «فيينا»، مشيرا الى ان موقعها معروف ومسجل لدى الحكومة العراقية.

ولفت الى ان هناك اعمالا حدثت في السابق وتحديدا في عام 1993 عندما مارست الكويت سيادتها على مياهها الاقليمية واحتجزت سفينة عراقية كانت تقوم بتهريب النفط وانتهاك قرار مجلس الامن 661 و665، مشيرا الى ان الكويت لم تخترق القانون بل طبقته عبر مصادرتها حمولة السفينة وتحويلها في وقتها الى لجنة الامم المتحدة «اليونيكوم».

وأكد ان محاولة ابتزاز الكويت او الضغط عليها كي تدخل في مفاوضات وكأنها المسؤولة عن ضرر اي مواطن عراقي نتيجة تطبيقها حقها في الدفاع عن سيادتها وقرارات مجلس الامن أمر مرفوض. وقال «ان الذي يريد ان يشتكي أخطأ وجهة الشكوى».

وشدد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية على انه لا يمكن ان نقر بمبدأ ان الكويت مسؤولة عن الضرر الذي لحق بالعراق نتيجة العقوبات التي فرضت عليه، لافتا الى ان المسؤول هو صدام حسين ونظامه الذي ألحق الضرر بشعبه وهو الذي يستحق ان يدان كما ادانه الشعب العراقي.

وعن التطورات التصعيدية التي يشهدها الملف النووي الايراني، اوضح محمد الصباح ان الجميع يتكلم الآن عن استخدام الوسائل الدبلوماسية في حل تلك الاشكالية، قائلا «نحن لا نتكلم عن الحرب».

الأجواء العربية

اما في ما يتعلق بالاوضاع العربية، قال محمد الصباح ان هناك أجواء ايجابية في العالم العربي خصوصا بعد تشكيل الحكومة اللبنانية «نأمل ان تستمر»، معربا عن أطيب تهانيه للحكومة والشعب اللبناني على عودة شهدائه واسراه.

واضاف «هزني مشهد توابيت شهداء لبنان عندما عادوا الى ارض الوطن لأنني أنتظر اليوم الذي تحتضن فيه ارض الكويت رفات ابنائها»، مشيرا الى ان الكويتيين يدركون تماما ماذا يعني ان يدفن الشخص في بلده، مؤكدا ان المطالبات لن تتوقف وستستمر حتى عودة رفات شهدائنا في العراق.

وعن اجتماعه في القاهرة بيّن محمد الصباح ان اجتماعا طارئا لوزراء الخارجية العرب سيعقد بشأن السودان على خلفية الحكم الذي اصدرته المحكمة الجنائية الدولية على الرئيس عمر البشير، مشيرا الى ان هذا الاجراء لا يؤدي الى السلم في السودان بل سيعقد الامور لانه يعتبر تدخلا غير مقبول في شأن داخلي لدولة عربية، اضافة الى انه غير ودي وغير مفيد بل انه مضر.

وأكد محمد الصباح دعمه للتوجه العربي بإقناع المحكمة الجنائية الدولية بالعدول عن قرارها الاخير، متمنيا ان يخرج الاجتماع بموقف عربي واضح.

اللجنة الكويتية- المصرية

قال محمد الصباح ان اللجنة الكويتية- المصرية تعد من أكثر اللجان المشتركة بين دولة الكويت وأي دولة أخرى، في ما يتعلق بالانتظام والالتزام، مشيرا الى انه سيتم توقيع اتفاقية قرض من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية للحكومة المصرية تتعلق بعملية توزيع الغاز على نطاق القاهرة، اضافة الى توقيع عدد من الاتفاقيات في مجالات مختلفة.

يأتي هذا في ما أعلن مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية السفير محمد بدر الدين زايد أنه سيتم خلال اجتماع اللجنة المشتركة

المصرية- الكويتية التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون بين البلدين في العديد من المجالات.

وأوضح أن هذه الاتفاقيات تشمل توقيع اتفاقية قرض بتوسيع شبكات توزيع الغاز بالقاهرة والجيزة بين وزارة التعاون الدولي والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية بقيمة عشرين مليون دينار كويتي، وكذلك برنامج تنفيذي للتعاون الفني في مجال التدريب المهني لعامي 2008 و2009 واتفاق مساعدة وتعاون متبادل في الشؤون الجمركية وبرنامج تنفيذي لاتفاق التعاون الثقافي والفني في مجال تبادل المطبوعات والخبراء والمعلومات والتدريب بين مكتبة الإسكندرية والمجلس الوطني الكويتي للثقافة والفنون والآداب وبرنامج تنفيذي للتعاون في مجال الشباب والطلائع لعامي 2008 و2010 وبرنامج تنفيذي للتعاون في مجال الرياضة بين 2008 و2010 .

وأوضح بدر الدين أن اللجنة المشتركة ستناقش جميع أبعاد العلاقات حيث كانت هناك اجتماعات فرعية للزراعة والتعاون في مجال الصناعة والإعلام والقوى العاملة والمجال القنصلي والاستثمار والاقتصاد والتبادل التجاري والتشاور السياسي، مشيرا الى أنه من المنتظر أن يتم خلال اجتماع اللجنة استكمال المشاورات السياسية بين وزيري خارجية البلدين حول جميع القضايا الإقليمية لبحث التطورات الأخيرة والأوضاع على الساحة الإقليمية والتطورات الدولية.

وأشار مساعد وزير الخارجية إلى أن الجانب القنصلي يحظى بأهمية كبيرة، لأن العلاقات بين الشعبين مهمة للغاية وهي مسألة رئيسية ونعتقد أن هناك كم تفاعل بشري ضخما وملموسا بين مصر والكويت ويستحق المزيد من الرعاية والاهتمام فالأخوة الكويتيون من أهم الزوار العرب لمصر والكثير منهم حريصون على الإقامة لفترات طويلة في مصر والدراسة فيها، موضحا أن الكويت هي رابع مستثمر في مصر والمشروعات الكويتية بمصر ضخمة للغاية وهناك حرص كبير على أن تشهد الفترة المقبلة مزيدا من النمو في هذا الصدد، وأوضح أن الاستثمارات الكويتية بمصر في نهاية أبريل الماضي وصلت إلى أحد عشر ملياراً ومئة مليون جنيه.

وأكد حرص مصر على دعم وتشجيع الاستثمارات الكويتية لافتا إلى أن هناك مشروعات تم تقديم بعضها خلال الاجتماع التحضيري وسيتم تقديم المزيد منها خلال الاجتماع الوزاري.