فجأة وصلت الملكة نازلي إلى القدس، جاءت من مصر غاضبة بعد أن نفد صبرها!

Ad

كانت غاضبة من ابنها الملك فاروق لأنه لم يزوجها من حسنين رئيس الديوان الملكي الذي تحبه بجنون، وغاضبة من حسنين لأنها حاولت معه الطرق كافة، الى درجة أنها عرضت نفسها عليه كي يتخذها عشيقة أو رفيقة أو حتى صديقة، لكنه رفض ولا يريدها إلا في الحلال! لكنه في الوقت نفسه لا يستطيع أن يتزوجها لأنها الملكة ولأن ابنها الملك فاروق لن يوافق على الزواج.

لم تنس نازلي لحسنين أنه كان على علاقة بأسمهان، وعلى رغم إنكاره تلك العلاقة أمامها، فهي تعرف بأنه كان يتردد على فندق «مينا هاوس» أيام كانت أسمهان تقيم فيه وأن الاخيرة كانت تتردد عليه في بيته، وأن الاثنين كانا يلتقيان في بيوت أصدقاء كل منهما، وبعد سفر أسمهان وابتعادها عن مصر لم تتغير حال حسنين وظل على موقفه، لا يريد أن يقربها، أو هكذا كان يشيع، إلا في الحلال.

لهذا كله ضاقت الملكة نازلي من البقاء في مصر، ولم يكن في وسعها، والحرب العالمية الثانية قائمة، أن تسافر إلى أوروبا، لذلك قررت السفر إلى فلسطين وتوجهت إلى القدس، ونزلت في فندق «الملك داوود»، وكان أول ما فعلته أن طلبت حجز الجناح الملكي، باعتبارها ملكة فعلا، وكان الرد:

- نأسف سمو الملكة... سوف نحجز لسموك جناحا أفخم.

- لماذا ليس الجناح الملكي؟

- لأنه محجوز بشكل دائم سموّك.

- لمن؟

- لسمو الأميرة الدرزية آمال الأطرش!

استشاطت الملكة غضبا ما أن سمعت اسم آمال الأطرش، ولو كان هناك خيار آخر في تلك اللحظة، لتركت الفندق فورا، لكنها أصرت على البقاء، بل وجدتها فرصة للانتقام من أسمهان، لذا كان طبيعيا أن تقع المواجهة بين الملكة والأميرة، نازلي وأسمهان، وهو ما حدث.

من ناحيتها، عرفت أسمهان بخبر وصول الملكة نازلي إلى القدس ونزولها في فندق الملك داوود، فكان أول ما فرحت له أن الملكة نزلت في جناح عادي، مهما كانت فخامته، وأنها هي الأميرة الدرزية تقيم في الجناح الملكي. لم تكن أسمهان نسيت غريمتها في حب حسنين، ولا المتاعب التي سببتها لها صاحبة الجلالة في مصر، الى درجة أنها حرضت على عدم دخولها مصر!

وجدتها فرصة لتصفية الحساب مع الملكة نازلي وإشفاء غليلها منها. سألت أسمهان بعض العاملين في الفندق: هل تعلم الملكة نازلي بأنني أقيم في الفندق؟ فقالوا لها إن الملكة تعلم، لكنها تظاهرت بعدم الاهتمام عندما علمت بوجودك في الفندق نفسه.

لم تكن الملكة نازلي التقت بأسمهان في مصر على رغم كل ما جرى بينهما، ولم تكن تحب أن تراها. وها هي الآن تقيم في القدس، وفي فندق واحد مع أسمهان، وعلى بعد خطوات منها!

جاءت الفرصة ليلتقيا.

قرر ضباط الحلفاء في القدس إقامة حفلة في فندق الملك داوود لمناسبة انتصارهم على قوات المحور في سورية ولبنان. قيل إن الحفلة كانت مرتبة من قبل المخابرات البريطانية لتصوير الملكة نازلي وهي تراقص الضباط البريطانيين الشبان في الحفلة لاستخدامها ضد ابنها الملك عند اللزوم!

وجه الضباط الدعوة إلى جميع الشخصيات النزلاء في الفندق وفي مقدمهم الملكة نازلي والأميرة أسمهان، وطلب الجنرال باسي المسؤول عن المخابرات البريطانية في القدس من أسمهان أن تشرف على تنظيم الحفلة وتكون في استقبال المدعوين.

وجهًا لوجه

وجدتها أسمهان فرصة في أن تبدو أمام الضيوف، خصوصًا الملكة نازلي، أنها صاحبة الدعوة إلى الحفلة، وهي الفرصة التي انتظرتها طويلا، أن تكون يدها هي العليا، ويد غريمتها الملكة نازلي هي السفلى، وهو ما كان يسبب قلقا دائما لأسمهان، لإحساسها أنها أكبر وأهم من كل النساء اللواتي كانت تغني أمامهن، وأن تكون العلاقة بينها وبينهن علاقة مطربة بأميرات أو ملكات، لذا كانت تلك الفرصة هي الأهم والأعظم بالنسبة اليها، أن تكون ندا في مواجهة، وجها لوجه مع ملكة مصر... لتشفي غليلها منها!

حضرت الملكة نازلي مساءً بعد أن تلقت الدعوة رسميا، غير أنها عندما دخلت الحفلة فوجئت بأسمهان تقف في استقبالها، فتمالكت أعصابها وأشاحت بوجهها عنها ومضت إلى قاعة الاحتفال، وسرعان ما اتجهت إلى الجنرال باسي وهي غاضبة وقالت له: كيف تضعون هذه المرأة في استقبالي؟ إنني لن أبقى في الحفلة، إما أنا أو أسمهان!

انحنى الجنرال باسي أمامها وقال: يا صاحبة الجلالة، لماذا تريدين حرماننا من سعادتنا بوجودك بيننا ونحن نحتفل بانتصاراتنا!

- هذه المرأة يجب أن تخرج من الحفلة فورا، إما أنا أو هي!

ابتسم لها الجنرال ولف ذراعه حول الملكة وقال لها: هل تسمح لي جلالة الملكة بمراقصتها.

وكأنه عزف على الوتر الحساس، شعرت الملكة نازلي بأنوثتها واستسلمت لذراعي الجنرال وهي تنظر إلى أسمهان وكأنها تنتصر عليها لأول مرة، بعد أن فشلت في الانتصار عليها في إيقاع حسنين باشا وفي أن تنزع إعجابه بها وحبه لها من قلبه، على رغم الإغراءات كلها بالسلطة والجاه والمال!

استمرت الحفلة حتى مطلع الفجر، وفي حلبة الرقص التقت نازلي وأسمهان أكثر من مرة، وكانت الملكة تتجاهل نظرات أسمهان المستفزة لها، وبدت هناك حركات غير عادية، وكأن أمرا ما يُدبّر، فقد كانت أسمهان لا تبالي بما تفعله نازلي أو كأنها تعمدت أن تبدو كذلك كي تنشغل الأخيرة طوال الوقت بأمرها، ولا تلتفت إلى ما يُدبّر!

وبينما كانت الملكة مشغولة بالرقص والتنقل بين أحضان أذرع الضباط الإنكليز والفرنسيين للرقص لإغاظة أسمهان، صورتها الوكالة اليهودية، وبإيعاز من الاستخبارات البريطانية، ولم يكن صعبا أن تحصل أسمهان على نسخة من الصور من المخابرات البريطانية، وأرسلت فورا بعضا منها إلى أحمد حسنين باشا والبعض الآخر إلى عدد من الشخصيات في القصر، وعلمت الوكالة اليهودية والمخابرات البريطانية بتسريب الصور إلى مصر وإلى الملك فاروق فشاعت الفضيحة، فضيحة ملكة مصر التي تراقص الضباط البريطانيين والفرنسيين في فندق الملك داوود في القدس.

فضيحة الملكة

ما إن وصلت الصور إلى القصر حتى وقعت بين يدي الملك فصاح: أريد حسنين من تحت الأرض!

جاء الأخير واطلع على الصور، فوضع رأسه في الأرض ولم ينظر إليها، فقال له فاروق: أنظر، لماذا لا تنظر إليها... أنظر فالفضيحة حدثت وكان ما كان، لماذا لا تنظر إليها؟

- وصلتني منها نسخة قبل أن تصل الى جلالتكم!!

طلب فاروق من حسنين أن يفعل شيئا وينقذ الموقف، كأن يسافر فورا إلى القدس ويعود ومعه الملكة نازلي، قبل أن تتسبب في مزيد من الفضائح للملك وللمملكة، لكن حسنين رفض أن يلبي نداء «مولاه» وينقذ الموقف، واعتذر من عدم السفر لأسباب شتى لم يكن بينها السبب الصحيح، وهو أنه يعرف أن أسمهان في القدس، ونازلي هناك، ويخشى أن يحدث ما لا تحمد عقباه، فهو يعرف أنه لن يستطيع أن يقاوم وجود أسمهان، ومن الممكن أن تتحول الرحلة من إنقاذ للموقف إلى مزيد من التوتر والفضائح.

اقترح حسنين باشا على الملك فاروق أن يعهد بالمهمة إلى رئيس الوزراء مصطفى النحاس باشا، وقال إن الأخير هو خير من يصلح للقيام بالمهمة لأن الملكة نازلي «وفدية» مثل المرحوم والدها عبد الرحيم صبري باشا الذي كان من أخلص الوفديين وأصدقهم تأييدا للزعيم سعد زغلول، ولأنها تحترم النحاس باشا وتكن له صداقة أكيدة، ومن هنا لن ترفض له طلبا أو مشورة.

سافر النحاس باشا ومعه زوجته إلى القدس ونجح في مهمته واستجابت الملكة نازلي فعلا لرجائه وعادت إلى مصر.

عادت، لكن بشرط أن يزوجها ابنها الملك فاروق من حسنين رئيس ديوانه، وأن يصدر أمره إليه بأن يتزوجها، لأن حسنين كان صارحها بأنه لا يمكن أن يتزوجها خوفا من أن يطرده الملك من خدمته وهو رجل فقير، لكن إذا أمره أن يتزوجها فلا خوف عليه إذن من الطرد، هل سيطرد فاروق زوج أمه؟!

تخوف النحاس من الشرط، غير أنه وافق عليه على مضض، وكان يخشى أن يواجه فاروق بهذا الشرط، غير أنه لم يجد بدا من مفاتحته، وهو ما حدث بالفعل، وبعد تفكير طويل لم يجد فاروق مفرا من الموافقة على هذا الشرط تحت إلحاح الملكة الأم وإصرارها على الزواج من حسنين، وكي لا يحدث مزيد من الفضائح.

وافق الملك فاروق على أن يتزوج حسنين الملكة نازلي، لكن بشرط أن يكون الزواج بعقد عرفي، وليس زواجا شرعيا. تم أخيرا الزواج، وكان أحد شهوده الفنان سليمان بك نجيب مدير دار الأوبرا، أما الشاهد الثاني فكان مراد محسن باشا ناظر الخاصة الملكية، أحد خدم فاروق المقربين!

الاتجاه إلى الفرنسيين

بعد تنفيذ أسمهان خدمات ومهام عدة لرجال الاستخبارات البريطانية، شعرت بأن المكافآت بدأت تتقلص، بل إنه أصبح من النادر أن يطلبوا منها مهمة هنا أو هناك، لذا دار في تفكيرها فجأة أن تميل قليلا إلى الاتجاه الفرنسي، خصوصًا بعد أن شعرت أنها قدمت كل ما لديها للبريطانيين، وهو الإحساس نفسه من ناحيتهم، فقررت أن تذهب إلى مقر الجنرال الفرنسي كاترو في بيروت، والذي كانت لديه المعلومات عن تعاملها مع الاستخبارات البريطانية، من الاستخبارات الفرنسية في دمشق وبيروت. وجدت أسمهان أن ثمة قرارا مماثلا لديهم بأهمية التعاون معها، وكأنهم كانوا بانتظارها، وبعد تبادل التحية سألها كاترو عن مكان مسكنها فأجابت بأنها تنزل ضيفة لدى آل الأطرش في الحي السرسقي، فأوعز إلى مندوب من الاستخبارات الفرنسية أن يستأجر لها سكنًا يليق بها. وجد المندوب دارا مفروشة في الحي السرسقي نفسه، فانتقلت إليه مع صديقتها أمينة الباردوي التي بقيت معها ولم تغادر مع التابعي، وأقامت في دارها الجديدة، وطلب منها الجنرال أن تعتبر نفسها تحت رعايته الشخصية، وبذلك تكون السلطات الفرنسية مدت يدها لمساعدة أسمهان، وهذا ما كانت تأمله من قدومها، فحين وجدت معاملة الاستخبارات البريطانية لها فترت في القدس وأحست أن نفوذها تقلص بل وزال، وبعد أن كانت كلمتها هي العليا قبل تنفيذ مهمتها وأثناءها في جبل الدروز، وكان زوجها حسن الأطرش نفسه يتوسطها لحل بعض المسائل المستعصية مع السلطات الفرنسية، انقلبت الآية وأصبح زوجها هو الآمر الناهي وكلمته هي العليا، فخططت أثناء وجود التابعي في زيارتها لتغيِّر ولاءها من الاستخبارات البريطانية إلى الاستخبارات الفرنسية ونفذته بدقة متناهية، لا سيما وقد علمت بذكائها وقراءتها للصحف يوميا أن البريطانيين لم يطردوا قوات فيشي من سورية ولبنان ولم يقضوا على كل نفوذ وأثر للمحور لكي يعيدوا تلك البلاد إلى الحكم الفرنسي ويضعوها تحت سلطان الجنرال ديغول، بل لمخططات سياسية خاصة ببريطانيا فحسب. هنا انتبهت السلطات الفرنسية وبدأت بسياسة الكر والفر ضد السياسة البريطانية كحشد الأصدقاء والأنصار الذين قد ينفعونها ويخدمون مصالحها وقت اللزوم وكانت أسمهان من بينهم.

الانتقال رسميًّا إلى بيروت

أبلغت أسمهان زوجها الأمير حسن الأطرش بانتقالها إلى بيروت، وكان عمها عبد الغفار الأطرش أصبح وزيرا للدفاع في سورية، فتوسط لديه زوجها محتجًّا على إقامة أسمهان وحدها في بيروت وهو في السويداء محافظا لها، فأمر وزير الدفاع بإرسال فصيلة من الجنود بالسلاح الكامل ليحرسوا منزلها بل وتحيتها عند الدخول والخروج، وزادت أسمهان مهمة الفصيلة بأن أعطتهم سجلا لتسجيل أسماء الزوار، وهكذا استطاعت أن تحتفظ بمظاهر الحياة التي تعشقها وهي حياة الإمارة والأبهة والعظمة. عادت فصيلة الجنود إلى سورية بعد تشكيل وزارة الألشي، غير أنه من المعروف آنذاك أن فرنسا ليست كبريطانيا في الغنى وإغداق الأموال على من يتعاملون مع استخباراتها، وأنه ليس بمقدور السلطات أو الاستخبارات الفرنسية أن تدفع لأسمهان نصف ولا ربع الأموال التي كانت تغدقها الاستخبارات البريطانية، ولم يكن بمقدور أسمهان أن تكبح فجأة وبسهولة جماح حياة الترف والبذخ وتعيش على مبلغ ثلاثمائة جنيه شهريا! مع ذلك عادت في بيروت إلى الانخراط في الحفلات والمجتمع الراقي، ثم أخذت تنقل نشاطها وحفلاتها صيفا إلى مصيف «صوفر» في فندق «غراند أوتيل»، وفي جميع حفلاتها كانت تحيط بها شخصيات بارزة كانوا يسرعون لدفع تكاليف أي حفلة يدعون إليها.

دمشق الورقة الرابحة

ما إن ذاع صيت الأميرة آمال ونفوذها، حتى سارع بعض رجال المال والتجارة الدمشقيين إليها يعرضون عليها الحضور إلى دمشق للانتفاع من نفوذها ولكسب مبالغ جيدة نتيجة توسطها لدى سلطات دمشق، فقبلت وانتقلت فورا إلى فندق الشرق في ساحة الحجاز المسمى «أوريان بالاس»، وأخذت تعقد الاجتماعات مع رجال الأعمال وضباط الانتداب الفرنسي وتذهب إلى مقر الحاكمية الفرنسية في منطقة العفيف في دمشق، ولم تنس أن تخصص جزءا من وقتها لمؤتمر صحافي للصحافيين السوريين ومنهم الصحافي الراحل عباس الحامض، حيث أدلت بأحاديث عن حياتها كأميرة وسيدة مجتمع، وعن مشاريعها.. إلخ.

في الوقت نفسه كانت بيروت أثناء الانتداب الفرنسي تعاني من فقدان المواد الغذائية وخصوصا الرغيف، وكان الطحين مقننا تحت إشراف الدولة توزعه بمعدل ثلاثة أيام أسبوعيا.

وقعت أحداث شغب ومشاجرات للحصول على الرغيف وصلت إلى مسامع أسمهان، فقررت المساهمة في تخفيف حدة الأزمة وكان الطحين متوافرا في السوق السوداء ولكن بأسعار مرتفعة جدا، فقررت شراء أكبر كمية ممكنة منه واجتمعت مع أصحاب المطاحن واشترت كميات هائلة من الطحين الجيد ووضعته في بعض الغرف الفارغة في المنزل، وأعلنت أنها ستقوم بتوزيع الطحين من منزلها على نفقتها الخاصة في كل يوم اثنين من كل أسبوع، وأن الحي السرسقي حيث تقطن سوف يستقبل في كل يوم اثنين جماهير الفقراء والمعوزين وطلاب الطحين لعائلاتهم الفقيرة، مما كان له أطيب الأثر بين المواطنين اللبنانيين وزعماء لبنان في حينه.

رحلة لندن

بعد الفتور الذي شهدته العلاقة بين أسمهان والبريطانيين، فوجئت بشخص مدني يحضر لمنزلها ويقدم نفسه باسم رشدي وأخبرها بأهمية حضورها إلى السفارة البريطانية في اليوم التالي لأمر ضروري. لم تخبر أسمهان أحدا بتلك الدعوة المفاجئة خصوصا الفرنسيين، وفي الموعد المحدد توجهت إلى السفارة البريطانية، ودخلت إلى مكتب القنصل البريطاني في بيروت الذي رحب بها واتصل بشخص حضر بعد دقائق قدم نفسه باسم ستيوارث، وجلس أمامها، وبدأ الحديث معها بالسؤال عن صحتها وأحوالها، وهل أن السلطات الفرنسية تضايقها في شيء لجهة الإقامة أو التنقلات، فأجابته أبداً لا شيء، ففاجأها بقوله: القيادة في لندن تستدعيك للتداول في أمور تهم تعاملك معهم، وعليك أن تكوني مستعدة للسفر إلى لندن خلال أسبوع.

- فجأة هكذ وأنا مثقلة بالديون.

- لقد قدرنا ذلك.

أخرج من حقيبته عشرة آلاف ليرة لبنانية وطلب منها مازحا:

- أرجو عد المبلغ للتأكد.

ضحكت وقالت له في دهاء عميل مخابرات متمرس: لقد وقعت ضمن وثيقة التعاون معكم... على الثقة المتبادلة بيننا!

فضج الجميع بالضحك... وخرجت أسمهان تستعد للسفر.

إلى الحلقة المقبلة