بفضل مفلاك فتح أبوابه في مرصد قسم علم الفلم في جامعة يال في الولايات المتحدة ومفلاك آل لايتنر، يستطيع الناس التحديق بالنجوم بغض النظر عن كثافة الغيوم. سعى قسم علم الفلك في الجامعة طويلاً إلى جعل أعماله سهلة المنال قدر الإمكان. لكن مدير المرصد في الجامعة مايكل فايسون يقول إن الموارد المحدودة ليست على قدر طموحات القسم.تجري مواعيد المعاينات العامة بالمرقاب بشكل منتظم، لكن فايسون يقدّر بأن كل معاينة خارج الجدول كان يجب أن تُلغى بسبب سوء الرؤية. يقع المرصد على أعلى نقطة في الحرم الجامعي، لكن لا تزال مسألة أضواء المدينة (التي تُعرف لدى المحدّقين بالنجوم باسم «التلوّث الضوئي») تشكّل عائقاً فضلاً عن الغيوم التي تظهر من وقت إلى آخر.حتى هذه اللحظة، يثير المفلاك أصداءً حماسية. وفضلاً عن رحلات ميدانية تنظّمها مدارس مجاورة، حُجزت غرف فيه كل ليل ثلاثاء. والعروض مجانية، لكن لا بد من الحجز قبل أسابيع للحصول على مكان في الغرفة التي تتألف من 50 مقعداً.فضلاً عن عروض المفلاك، يقدّم المرصد للجمهور صفوفاً للمعاينة عبر المرقاب (بإمكانهم إحضار مرقاب خاص بهم أو استخدام أجهزة جامعة يال). كذلك يعرض فيلماً مسائياً عن الفضاء شهرياً.عروضافتُتِح المفلاك الذي بلغت تكلفته 1.5 مليون دولار أميركي الشهر الفائت، في تمام السنة العالمية لعلم الفلك التي تصادف العيد الأربعمائة لاختراع المرقاب. أنشئ بفضل هبة من أحد خريجي جامعة يال جيمس لايتنر.أخيراً، كانت رؤية الفضاء واضحة وقد شهد المرصد حضوراً في غاية الضخامة. لذلك قرر مسؤولو المرصد إقامة عرض ثانٍ في المفلاك مباشرةً بعد الأول لاحتواء الحشد. كان الجمهور مؤلفاً من أطفال وأهاليهم، وهواة علم الفلك، وفضوليين لم يستخدموا مرقاباً منذ سنوات. في الجزء الأول من العرض، تُعرَض محاكاة لسماء نيو هافن في كونيكتيكت على قبّة المفلاك الذي يبلغ طوله نحو تسعة أمتار كما قد تبدو في المدينة عند الغسق (مع أخذ التلوث الضوئي في الاعتبار). وتقدّم المحاضرة هايدي هيريك لمحة عما يراه الجمهور: بواسطة بضع نقرات، تتحوّل السماء إلى ظل منتصف الليل. يؤول عرض جامعة يال إلى العرض التصويري المسائي Oasis in Space، والذي يركّز على البحث عن الماء في النظام الشمسي. يقول فايسون إنهم يغيرون العروض كل بضعة أسابيع. يتبع عرض المفلاك جلسة أسئلة وإجابات. تتولى هيريك ببراعة الإجابة عن الأسئلة «الماكرة» (لم يظن اليونانيون بأن برج سايريوس يشبه الكلب؟) والغامضة (ما هي نتائج الأبحاث الأخيرة بشأن قمر أوروبا؟).بعدئذ، يخرج الجميع صفاً واحداً إلى منصة المرصد للنظر بواسطة أجهزة المرقاب. من بينها مرقاب ريتشي كريتيان الذي يبلغ طوله 0.4 متر والذي يعود تاريخه إلى بضع سنوات. أما الآخر فهو مرقاب ريد الذي وضع عام 1882 وأعيد صقله منذ بضع سنوات. فيظهر كوكب الزهرة على شكل هلال بوضوح تام. تشرف طالبة الدراسات العليا في علم الفلك كاري كاردونامون على المرقاب، وتقدّم المعلومات إلى مستخدميه حول ما يرونه. تشعر بالسرور لحصولها على فرصة العمل مع الناس. على حدّ قولها، بعد البحوث التي يجرونها في الداخل، من الجيد الخروج واستخدامها بشكل عملي: «ما نفع الوصول إلى هذه المعرفة كلها إن كنت لا تستطيع تشاطرها مع الآخرين؟». جاءت كريستيان لمشاهدة العرض، فهي وزوجها يعملان في علم الفلك على سبيل الهواية. يديران فندقاً صغيراً في فيرمونت، حيث يضعان مرقاباً للضيوف، لكنه ليس بأهمية أجهزة المرقاب في الجامعة. تعقّب بعد رؤيتها كوكب الزهرة: «المنظر في غاية الروعة».
توابل - EXTRA
النجوم... تعرّف إليها عن كثب في جامعة يال
31-03-2009