سيتحول شارلوك هولمز، المخبر الخاص المثالي الذي يدخن الغليون ويتعاطى الكوكايين، إلى موضوع نزاع بين اثنين من استوديوهات هوليوود يحضران أفلاماً تتناول بطل آرثر كونان دويل الأدبي.

Ad

من ناحية نجد «استوديو كولومبيا لتصوير الأفلام» الذي أعلن عن إنتاح فيلم كوميدي لا يحمل اسماً، نجمه الممثل ساشا بارون كوهين الذي يؤدي شخصية هولمز، مع ويل فيريل بصفته صديقه الحميم، واطسون.

من الناحية المقابلة، أعلن استوديو «وارنر بروس» عن مشروع للمخرج غي ريتشي بعنوان «شارلوك هولمز»، سيصور المحقق الخيالي كبطل فيلم مغامرات كوميدي يلاكم ويقاتل بالسيوف.

في حين أن المحافظين على تقاليد كونان كويل سيقلقون بشأن إعادة تفسير إرثه الأدبي، سيدعي قليلون أن هولمز، الذي عاش حياة عزوبية في منزله في شارع بايكر مع واطسون، لا يتمتع بجاذبية كبيرة في السوق. لكن الخبراء في مجال الأفلام يقولون إن «استوديو واحد كبير» لصناعة الأفلام يمكن أن يكون الفائز.

في هذا السياق، قال آرشي توماس، من مجلة Variety، إن إصدارين متشابهين سيؤديان لا محالة إلى «وضع متأزم» في إطار سباق بين الاثنين لإصدار الفيلم أولاً، كما حصل مع الفيلمين اللذين تمحورا حول الكاتب ترومان كابوت بين عامي 2005 و2006.

تابع ريتشي: «من المرجح أنهما أجريا أبحاثهما وثمة إقبال وحماسة كبيرة حيال شارلوك هولمز، لكن هل هناك حماسة لفيلمين»؟

عالم الإجرام

تستند فكرة ريتشي إلى كتاب كوميدي ألفه منتج «هاري بوتر» ليونيل ويغرام، ويتوقع أن يصدر عام 2010. لم تؤكَّد هوية الممثلين المشاركين، لكن يُشاع عن مشاركة روبرت داوني جونيور، وهو نفسه مدمن مخدرات خضع لإعادة تأهيل. كذلك سينجذب المعجبون بفيلم ريتشي الضارب Lock, Stock and Two Smoking Barrels الذي يدور حول عالم لندن الاجرامي، إلى إعادة تصوير يُقال إنها ستجعل هولمز «يقدم صورة جديدة عن عالم الإجرام». يقول الاستوديو إنه يريد «إعادة ابتكار» شخصيتي هولمز والدكتور واطسون لجعله أكثر «مغامرة»، مع التركيز على مهاراته كملاكم ومقاتل بالسيف.

غير أن شخصية هولمز، التي يبتكرها استوديو كولومبيا، تملك ربما في نهاية المطاف أفضلية أكبر تتمثل في مساعد المخرج جاد أباتو، أحد أبرز المواهب في هوليوود، الذي أنتج فيلم 40-Year-Old Virgin، وفيلم Knocked Up. يُذكر أن لويس توت، نائبة محرر مجلة Screen International، لقبت أباتو بأنه «المنتج الأبرز في هوليوود» وأضافت أنه «بحد ذاته شخص مميز. كل شيء يرتبط به يحصل على الضوء الأخضر ويُمنح له المال من الاستوديو»، ولهذا السبب أشارت إلى أن شخصية هولمز التي ابتكرها أقرب إلى الشاشة الكبيرة. كذلك ستزيد مشاركة كوهين وفيريل سوياً بعد تقاربهما في فيلم Talladega Nights، حظوظه على شباك التذاكر. لم يُعلن بعد عن المنتج ومن المرجح أن يصدر الفيلم في أواخر عام 2009.

في المقابل، السحابة الوحيدة التي تظلل فيلم أباتو هي مأخذ تحويل رواية مميزة وجميلة تتناول الجريمة الكلاسيكية إلى كوميديا مليئة بالحركة، ما يعتبر أمراً مدنساً، على الرغم من وجود نسخ كوميدية أثبتت نجاحها في هذا المجال، من بينها أداء للممثلين بيتر كوك ودادلي مور عام 1978 في فيلم The Hound of the Baskervilles وعام 1988 في فيلم Without A Clue مع النجم مايكل كاين وبين كينغسلي.

من المرجح أن يجدد هذان الفيلمان الاهتمام بهذا البطل ويعطيا دفعاً لقطاع الأفلام السياحية، بحسب مجلس الأفلام في المملكة المتحدة. في هذا السياق، قال ناطق باسم المجلس «وجدنا أن عدداً من المواقع في المملكة المتحدة يشهد زيادة دراماتيكية في عدد الزوار عندما يظهر على الشاشة الفضية».

المحقق الخيالي لشارع بايكر

ابتكر الكاتب والطبيب الاسكتلندي السر آرثر كونان دويل محقق شارع بايكر وظهر للمرة الأولى في المنشورات عام 1887. بعد أكثر من قرن، ما زال أحد أبرز الشخصيات الخيالية المحفورة في الذاكرة، ليس لمهاراته الكبيرة في «استخدام المنطق والمراقبة لحل القضايا» فحسب، بل لميله إلى تعاطي المخدرات في شقته التي تشاركها مع رفيقه الدكتور واطسون أيضاً. كان يتعاطى المخدرات عندما يفتقر إلى القضايا المحمسة. وصف واطسون ذلك بأنه «عيب هولمز الوحيد» وجعله يقلع عنها. كذلك كان يبقى من دون طعام لفترات طويلة عندما يحل قضايا معقدة.

يذكر أن هولمز بدأ يدرك جيداً عيوبه وأخطاءه. في أحد الكتب، وصف نفسه أنه «بوهيمي»، كان غير منظم، كما يشير واطسون في كتاب The Adventures of the Musgrave Ritual، ترك كل شيء، من الملاحظات التي دوَّنها بشأن القضايا التي تولى حلها سابقاً إلى بقايا التجارب الكيماوية مبعثراً حول شقته، فضلاً عن التبغ المتروك في داخل خفيه.

بصفته عبقرياً، نادراً ما يراه الآخرون من دون قبعته وثيابه المصنوعة من قماش التويد، كان هولمز بطل أربع روايات و56 قصة قصيرة، روى واطسون معظمها.