تؤمن لطيفة أن اللغة العربية بلهجاتها المتنوعة تجمع العالم العربي وتوحده، لذلك من الطبيعي أن يؤدي المطرب أغنيات باللهجة الخليجية وغيرها. تبكيها الأحداث المأساوية التي تطاول بلداناً عربية وتعزو سببها إلى الجهل والأمية ولا ترى خلاصاً في المستقبل القريب طالما أنهما يتحكمان بالشعوب العربية.

Ad

في دردشة مع «الجريدة» تحدثت لطيفة عن ألبومها الجديد «في الكم يوم اللي فاتوا» وعن مشاريعها المستقبلية.

بماذا يتميز «في الكم يوم اللي فاتوا» عن أعمالك السابقة؟

هو جديد في الشكل والمضمون وفي الألحان التي تعاونت فيها مع ملحنين وموزعين لم يسبق أن شاركوا في ألبوماتي، بالإضافة إلى أنني تطرقت إلى مواضيع جديدة مثل أغنية «في الكم يوم اللي فاتوا»، تصور حالة معينة يعيشها الشباب في علاقاتهم العاطفية. أحرص دائماً على الإبتعاد عن الروتين لذلك يتنوع اختياري للشعراء والملحنين والمواضيع على السواء.

هل تخشين ألا يتقبل الناس هذا التغيير الواضح في لونك الغنائي؟

أخطو دائما في أعمالي الفنية خطوات جريئة لا ينتظرها الناس، لأشعر أنني قدمت عملاً جديداً بكل ما للكلمة من معنى. بطبعي أحب التجديد والتقدم بطريقة محترمة وراقية.

من هذا المنطلق، تعاونت في نجاحاتي الأولى مع الملحن تامر حسنية في «عشان بحبك» وكان غير معروف وحققت الأغنية انتشاراً، كذلك كان لحن أغنية «وأخيراً» أول تعاون لي مع الملحن أمجد العطافي، أما زياد الطويل فأعطاني لحنه الأول في أغنية «حبك هادي» ومن ثم أغنية «أنا ماتنسيش». أؤمن بالموهبة والقيمة الفنية لذلك لا أخاف من التجديد وتشبه أعمالي قناعاتي.

هل تتوجهين في جديدك إلى جيل الشباب المرتمي في أحضان الموسيقى الغربية؟

نعم. اعتمدت ايقاع الـtecktonic وهو يستعمل للمرة الأولى في العالم العربي ويستقطب المراهقين والشباب، سبق أن قدمّت لهم أغنية «بنصّ الجوّ» التي لاقت رواجاً بينهم لأنها شكل غنائي جديد وسريع. عموماً أحاول أن أصل في أغنياتي إلى أكبر شريحة في المجتمع.

لماذا اخترت مخرجاً فرنسياً لتصوير أغنية «في الكم يوم اللي فاتوا»؟

قُدّمت لي أكثر من فكرة لقصة الكليب من لبنان ومصر وتونس واطلعت عليها كلّها، لكني وجدت أن المخرج الفرنسي كان الأقرب إلى جوّ الأغنية واستطاع أن يقدّمها بالشكل المناسب.

ما الأغنية الثانية التي تنوين تصويرها؟

«أغلى قلب» وسأصورها مع المخرج وليد ناصيف.

ماذا عن تعاونك مع الملحن نصير شما في الألبوم؟

نعرف بعضنا منذ عشر سنوات عندما كان في تونس، لحن لي آنذاك اغنية «سلاماً على دار السلام». على الرغم من أنه أنجز اللحن خلال 48 ساعة إلا انني شعرت أنه يمكن أن يقدم لي عملا مختلفاً تماماً من ناحية الصوت فتمسكت به. في هذا الألبوم لحن أغنية «لو سهران حبيبي» ونحن في صدد درس مشروع كبير ومختلف سننفذه في 2009.

هل أنت مع مقولة «الجمهور عاوز كده»؟

من حق الجمهور أن يسمع ما يريد ومن حق الفنان أن يقدّم ما يجده مناسباً له. أهتم بمواكبة أذواق الناس، وأؤمن بالتواصل الفكري بين الفنان والمستمع، لذلك أنا مع ما يطلبه الجمهور لكن بطريقتي الخاصة وبصمتي المختلفة. أحاول تقوية علاقتي به والتفاعل مع متطلباته، من خلال تقديم أعمال جديدة لناحية الموضوع واللحن والتوزيع والأقكار.

كيف تنظرين الى مهرجان قرطاج الدولي، لا سيما أن فنانين يشاركون فيه لا يليقون بمستواه؟

أحزن عندما يقف أشخاصٌ يفتقرون إلى الكفاءة الفنية على مسرح قرطاج، وأحزن أكثر عندما لا تتم دعوة فنانين جديرين بالوقوف على خشبته. أغار على قرطاج لأنه منبر فني عالمي.

أين أصبح مشروع الفيلم السينمائي من كتابة الأديبة أحلام مستغانمي؟

كتبت أحلام قصّة مخصصة لي وما زالت في طور التحضير. أعتقد أن الفيلم سيكون مفاجأة للجمهور العربي وهو ما أطمح إليه منذ سنوات، لأنه يتطرق إلى قضايا فنيّة وسياسة ووطنية وإجتماعية.

هل سيكون من إخراج خالد يوسف كما سمعنا؟

لم نحدد حتى الآن المخرج ولم يصدر عني أو عن خالد أي تصريح بخصوص ذلك، خالد صديق عزيز ومبدع .

لم نحدد حتى الآن المخرج ولم يصدر عني أو عن خالد أي تصريح بخصوص ذلك، خالد صديق عزيز ومبدع .

صرحت أحلام مستغانمي في برنامج «كلمة فصل» على شاشة «روتانا» أن يوسف شاهين لم يعطك حقك كما يجب، ما رأيك؟

أحترم رأيها. تعتبر أنه كان عليّ الظهور في أعمال يوسف شاهين بشكل آخر، من جهتي أرى أن الممثل يجب أن يؤدي الأدوار المختلفة والشخصيات جميعها.

تعترضين على انتقاد الفنانة الخليجية أحلام غناء المطربين غير الخليجيين للأغنية الخليجية!

غنّى الفنان العالمي خوليو إيغليزياس لهجات العالم كلّها تقريبا ونجح بشكل كبير. عقدة العالم العربي أن كل واحد يتمسّك بلهجته ويحرّمها على غيره وينسى أننا عالم عربي واحد وتجمعنا اللغة العربية. غنت أحلام في قرطاج أغنية تونسية وكانت ناجحة جدّا. أنا في طور التحضير لأغنيات جديدة باللهجة الخليجية.

تعاونت مع زياد الرحباني في ألبوم «بنص الجوّ»، هل هناك عمل جديد مشترك بينكما؟

كانت تجربتي مع زياد جميلة وناجحة، ظهرت فيها بشكل جديد وزادت رصيدي الفنيّ خصوصاً أن النقاد أثنوا على الألبوم. زياد مدرسة لا تتكرر في الفن العربي وهو سابق لعصره. أعد الناس بعمل مشترك آخر بيننا.

إلى أي مدى يمكن للفنان أن يكون له انتماء سياسي لهذا التيار أو ذاك؟

على الفنان أن ينتمي إلى وطنه وأن يكون لونه من لون تراب وطنه ولون الشجرة والبحر والأرض والشعب. لا تدوم السياسة وهي مجرّد كرسيّ ومنصب لكن الفن يستمر وهو أكثر عمقاً.

معروف عنك تعلقك بالقضايا العربية، ما الخيبات التي أوجعتك؟

احتلال العراق، أحداث لبنان، إضافة إلى القضية الفلسطينية وما يحدث في السودان والجزائر من إرهاب. أساس هذه الخيبات واحد ويتلخص بكلمة «الجهل». لدينا في العالم العربي نسبة أميّة كبيرة وقاتلة ما يضعف موقفنا أمام العالم، ستستمر هذه الحالة في الأجيال المقبلة، لأن الأميّة في تزايد. كانت لي مبادرات عامة ومع جمعيات أهلية لحل هذه المشكلة، لكنها لم تكن فعالة بالشكل المطلوب ووجدت أن المبادرة الفردية أكثر نفعاً خصوصاً المساهمة في بناء المدارس.

تظهرين دائما بشخصية قوية، ما الحالات التي تضعفين أمامها؟

أضعف أمام وطني وأمام الكوارث والإحتلالات في عالمنا العربي وأمام الحالات الإنسانية المأساوية.

كيف تردين على ما قيل عن زواج سابق جمعك برجل الأعمال المصري هشام طلعت مصطفى المتهم بقتل سوزان تميم؟

لا أريد التحدث في هذا الموضوع بتاتاً لأنه لا يستأهل الرد عليه.

هل تعيشين حالة استقرار عاطفي؟

أنا مستقرة في حالة اللاإستقرار التقليدي وأعيش حالة حب دائمة.