الجماهير الرياضية الكويتية خاصة والخليجية والإيرانية عامة، على موعد مهم يوم الاثنين المقبل في اعتزال النجم هداف العالم السابق الفذ غزال الملاعب... المارد... الصاعق... المزعج للمدافعين وحراس المرمى في كل مباراة لعبها... حرنا في ألقابه العديدة وكلها تعكس قدراته العالية.

جاسم الهويدي «استايل» فريد للاعب الكرة صاحب الثقافة الهجومية العالية... الهداف النادر... المفكر في الملعب... القدوة في لعبه وخلقه وسلوكه وتاريخه... اتخذ القرار الصعب وهو في اوج مستواه وأصر على الاعتزال وهو قادر على العطاء، لاعب وصاحب جهد سخي وساهم في انجازات الكرة الكويتية في عصره الذهبي. صاحب التاريخ الحافل جاسم سيعتزل لعب الكرة رسمياً يوم 23 مارس الجاري يوم الاثنين المقبل، في مباراة بكامل النجوم بين منتخبنا الوطني ونظيره الايراني، وقد جاءت في وقتها وكل من المنتخبين في احسن الحالات، بعد ان عانى النجم الخلوق جاسم الهويدي الاتصالات واللقاءات الشخصية من اجل جلب منتخب رفيع المستوى للمشاركة في اعتزاله، وقد وفق في الاتفاق مع المنتخب الايراني المدجج بنجومه الاساسيين والمحترفين والعناصر الواعدة.

Ad

شمعة لا تنطفئ

وجاسم الهويدي شمعة لا تنطفئ في تاريخ الكرة الكويتية، ستظل بصماته مضيئة في سجل الشرف لكرة الأزرق بعد ناديه السالمية، وهو متعدد الامكانات عاشق للكرة، ولهذا لا يستطيع ان يهجرها رغم اعتزاله اللعب، وهو حاليا مدرب لفريق الهيئة العامة للشباب والرياضة. ويملك جاسم الهويدي أعلى رصيد على مستوى نجوم اللعبة، حيث كان سفيرا رياضيا للكويت فوق العادة من خلال احترافه في أندية الشباب الاماراتي، وساهم في فوزه بكأس الفقيد الغالي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات السابق وفي الهلال السعودي، وحقق معه بطولتي كأس المؤسس وفيصل بن فهد، رحمهما الله، والريان السعودي.

ومن الفخر ان جاسم الهويدي فاز بألقاب هداف العالم 1998 وأفضل لاعب عربي في العام نفسه، وهداف الخليج أيضاً في العام نفسه، وأفضل ثاني لاعب عربي عام 1999.

وقد جهز الهويدي نفسه لبدء مسيرته التدريبية مع الكرة بعد اعتزاله اللعب لها وحضر دورات تدريبية عدة، وهو بصدد التجهيز لحضور دورة أخرى في اطار سعيه الشخصي إلى الاستعداد للرحلة التدريبية اللائقة بطموحه وتاريخه.

ومن هنا نتمنى أن تمتد أيادي رجال الأعمال والشخصيات الرياضية المرموقة لدعم الهويدي في رحلته الجديدة، لأنه من الكفاءات الجديرة بالرعاية والتطوير.

وجاسم الهويدي متعدد المهارات والعلاقات حيث يحتفظ باحترام كل من تعامل معهم، وقد أظهر مهارته في تحليل كرة القدم من خلال الشاشة الفضية التي لن تحول بينه وبين الاستمرار مع معشوقته كرة القدم في سلك التدريب.

العد التنازلي

ومع بداية العد التنازلي للاحتفالية الكبرى في اعتزال النجم المرموق جاسم الهويدي يواصل استعداداته لليوم الصعب والكبير، وكل امله ان يرى الجماهير التي صفقت له وشجعته ودفعته إلى الابداع في المهرجان الكروي بين الكويت وايران من أجل اخفاء السعادة عليه في يوم صعب للغاية.

ولعل الأندية تساهم في تكريم النجم الخلوق بحجز تذاكر خاصة للبراعم حتى يتعرفوا على أحد رموز الإنجازات الكويتية الكروية في المرحلة السابقة.

وجاسم الهويدي من أفضل المهاجمين الذين أنجبتهم الكويت فهو متحفز... خطاف... قناص... ذكي... مبدع ترعرع في ناديه السالمية وتألق في المنتخب الوطني صاحب أهداف غزيرة وجميلة.

من الحزام إلى القدم

ومن الذكريات الجميلة لجاسم أنه بدأ مسيرته الرياضية كلاعب للجودو عام 1983 واستمر يمارس اللعبة ثلاث سنوات، ونال الحزام البني وحصل على ميدالية برونزية لوزنه في بطولة العرب بالأردن عام 1985، وفي عام 1986 اكتشف مدرس التربية البدنية المصري مجدي سالم موهبة الهويدي وضمه إلى ناشئي السالمية... ولعب جاسم الهويدي حارسا للمرمى مستفيداً من طوله 191 سنتيمترا، ولعب جاسم مباراتين حارس مرمى وبعدهما تحرر من اسر الشباك وتحول إلى مهاجم.

وشهد استاد «مارديكا» عام 1982 مولد مهاجم فذ، حيث نجح الهويدي في تسجيل ثلاثية مهمة أدخلت منتخبنا الاولمبي في المنافسة والصعود إلى نهائيات دورة برشلونة الاولمبية عام 1992.

كانت أول مباراة دولية للهويدي عام 1992 ودية أمام المنتخب القطري في الدوحة، ولعب اول مباراة دولية رسمية أمام البحرين في افتتاح تصفيات كأس آسيا العاشرة في العين الإماراتية، وفاز فيها منتخبنا الوطني بهدفين مقابل لا شيء.