اصطدم المنتخب التركي بالعديد من العوائق قبل خوضه بطولة كأس الأمم الأوروبية، فقد تعرض العديد من نجومه لإصابات منعتهم من السفر إلى سويسرا والنمسا، ولكن تبقى الجماهير التركية على ثقة بباقي أعضاء الفريق.

Ad

تخوض تركيا كأس اوروبا 2008 وهي مثقلة باصابات لاعبيها، لتزداد مهمتها صعوبة بمحو خيبة عدم تأهلها للنسخة الاخيرة في البرتغال ومونديال المانيا 2006، بعدما هددت الكبار في المونديال الآسيوي عام 2002، حيث حلت ثالثة خلف البرازيل والمانيا.

«سنكون مجددا حديث الكل، سنبرهن لاوروبا وللعالم كيف تلعب تركيا كرة القدم»، هكذا وبمعنويات مرتفعة يجهز المدرب فاتح تيريم منتخبه قبل النهائيات القارية، التي أوقعت تركيا في المجموعة الاولى، الى جانب سويسرا والبرتغال وتشيكيا. يعاني تيريم 10 اصابات متنوعة الدرجات في تشكيلة المنتخب التركي.مركز الحراسة يتوقع ان يذهب الى حارس فنربخشة فولكان ديميريل المصاب في فخذه، ويعاونه المخضرم روشتو (35 عاما و115 مباراة دولية) حارس بشيكتاش الذي يقول عنه تيريم إنه «سيلعب دور الاخ الاكبر وجامع الفريق».

خط الدفاع الاكثر ضررا من الاصابات يضم سيرفيت قلب دفاع غلطة سراي الرشيق، الذي اصيب في فخذه في آخر 5 دقائق من مباراة فريقه في الدوري، غوكان زان الذي يتعافى من اصابة في كتفه، والسريع غوكان غونيل المصاب في قدمه اليمنى، والاخير هو الاقل حظا في المشاركة، ويتوقع ان يحل بدلا منه صبري لاعب غلطة سراي او المخضرم ايمري اسيك (34 عاما) لاعب انقرة سبور كما اوضح تيريم.

الأتراك يتنفسون الصعداء بعودة حميد

تنفست جماهير المنتخب التركي لكرة القدم بعد أن قال لاعب الوسط حميد التينتوب إنه سيشارك في المباراة الأولى بنهائيات كأس الامم الاوروبية لكرة القدم أمام البرتغال يوم السبت المقبل رغم الاصابة التي عاناها أخيرا.

ونقل متحدث باسم المنتخب التركي عن التينتوب قوله في مؤتمر صحافي في قاعدة الفريق التدريبية قرب جنيف «أتطلع الى المشاركة في هذه المباراة».

وكان التينتوب (25 عاما) عاد للتو الى الملاعب عندما شارك في مباراة ودية أمام اوروغواي يوم 25 مايو الماضي عقب غيابه مدة شهرين، بسبب اصابته بكسر في قدمه.

تيريم يفصح عن خطته

أفصح تيريم عن خطة تكتيكية 4-1-3-2 ستعطي دورا اكبر للاعبي الوسط الاماميين مثل ييلديراي لاعب شتوتغارت الالماني وكاظم لاعب فنربخشة.

عبء الهجوم سيلقى على كاهل سميح هداف الدوري مع فنربخشة برصيد 17 هدفا، ونيهات الذي سجل 17 هدفا وساهم في نجاحات فياريال الاسباني، في ظل الابعاد المفاجئ للعملاق هاكان شوكور (36 عاما، و51 هدفا دوليا)، في حين سيلعب مهاجم سوشو الفرنسي ميلفوت اردينغ دور «جوكر» الهجوم، نظرا الى سرعته ونوعية لعبه الانيقة.

تفتقد تركيا ثباتا في المستوى، فهي حصدت 13 نقطة في بداية التصفيات بينها الانتصار المدوي على اليونان 4-1 في اثينا، قبل ان تخسر فجأة مع البوسنة وتتعادل خارج ارضها مع مالطا، فانتظرت حتى الجولة الاخيرة كي تفوز على البوسنة 1 -صفر بهدف نيهات، وتخطف بطاقة التأهل الثانية من النرويج في المجموعة الاوروبية الثالثة.

ستتواجه تركيا مع سويسرا مجددا في مدينة بال بعد ان ابعدتها الاخيرة عن مونديال 2006 في مواجهة فاصلة حدثت فيها اعمال شغب كبيرة بين اللاعبين والاداريين، اوقف على اثرها عدد من لاعبي واداريي المنتخب التركي لاعتدائهم على لاعبي سويسرا، لكن تيريم هدأ خواطر من اعتبر ان الاتراك قادمون للثأر عندما قال: «سنأتي الى سويسرا كي نظهر روح الاتراك الرياضية».

(أ ف ب)

فاتح تيريم إمبراطور الكرة التركية

يحظى مدرب المنتخب التركي فاتح تيريم بمؤازرة كبيرة من الجماهير التركية التي تثق به تماماً، رغم شراسته وحدّة طباعه.

يعتبر مدرب المنتخب التركي فاتح تيريم اشهر المدربين الاتراك، وحالة شعبية قائمة لدى الجماهير المهووسة بكرة القدم، رغم طبعه المتفجر وشراسته التي يتقبلها منه الاتراك.

لقد شاهد ملايين الناس على شاشات التلفزة، كيف شجع تيريم لاعبيه، بربطة عنق متفلتة وعرق يتصبب من رأسه، في الاعتداء جسديا على لاعبي منتخب سويسرا في نوفمبر 2005، خلال تصفيات كأس العالم 2006.

وقد خرج تيريم باقل اضرار ممكنة اثر هذه الفضيحة، وأضحى مرة جديدة بطلا قوميا بايصاله تركيا الى نهائيات كأس اوروبا 2008.

هذه المرة دخل الخوف قلوب لاعبيه، بعد ان هددهم بادخال «تعديلات جذرية» على تشكيلته، وألا يضمنن احدهم مركزا له في رحلة «اليورو».

ولد تيريم في 4 سبتمبر 1953 في مدينة اضنة جنوب تركيا، في كنف عائلة فقيرة، واستهل مشواره الكروي كلاعب في فريق اضنة دميرسبور المحلي، حيث لعب بين 1969 و1974، وكان اللاعب الوحيد الذي يتقاضى اجرا سريا نظرا لفقره، قبل ان يرصده كشافو نادي غلطة سراي الشهير.

بقي فاتح 11 عاما في صفوف الفريق الاسطنبولي، حيث حمل لاحقا شارة القيادة ومثل المنتخب التركي في 51 مباريات دولية بين 1974 و1985، وحمل ايضا شارته 31 مرة رغم طبعه الحاد اثناء المباريات. يتذكر تيريم حماسه عندما حمل شارة القائد لاول مرة مع اضنة: «قبل المباراة شجعت زملائي بما اني قائد الفريق، وانطلقت راكضا الى داخل الملعب، لكن عندما نظرت خلفي لم ار احدا منهم! كنت مندفعا وسريعا لدرجة انهم لم يتمكنوا من اللحاق بي».

تنقل تيريم بين اندية عدة في الدرجة الاولى التركية، حيث تفاوتت نجاحاته الى ان اشرف على المنتخب الوطني عام 1993، فأوصله الى كأس اوروبا 1996 في انكلترا، حيث خسر مبارياته الثلاث في الدور الاول.

العودة إلى غلطة سراي

عاد تيريم الى قلعة غلطة سراي، فقاد الفريق الاحمر والاصفر الى اربع بطولات متتالية في الدوري (من 1997 الى 2000)، ومرتين الكأس (1999 و2000).

عرف تيريم لحظات من المجد عندما قاد غلطة سراي الى لقب اوروبي ثمين عام 2000، عندما تغلب على ارسنال الانكليزي في نهائي كأس الاتحاد، ليهدي اللقب الاوروبي الاول الى فريق تركي.

هذا النجاح الهائل اهله بجدارة ليكتسب لقب «الامبراطور»، لقدرته الهائلة على تحفيز لاعبيه، فانتقل الى الدوري الايطالي ليقود نادي فيورنتينا ثم الى ميلان احد ابرز اندية ايطاليا العالم، لكنه لم يستمر سوى خمسة اشهر مع النادي اللومباردي.

لم يتأخر تيريم في ايطاليا نظرا للنتائج العادية التي سجلها، فعاد عام 2002 الى غلطة سراي من دون نجاحات تذكر، الى ان فتحت له ابواب المنتخب مجددا عام 2005، فكرر ما فعله في منتصف تسعينيات القرن الماضي، وأوصل بلاده الى نهائيات العرس القاري.

في ديسمبر 2007 اعترض النائب الكردي في البرلمان سيري ساكيك على راتب تيريم مع المنتخب، الذي بلغ وقتها نحو 100 الف دولار اميركي شهريا، وهو ما يعادل 130 مرة الحد الادنى للرواتب في تركيا، غير ان وزير الدولة مورات باشيسجوغلو قال ان «راتب تيريم يمكن ان يناقش، ولكن ليس في البرلمان كي لا نؤذي المنتخب الوطني».

(أ ف ب)

حميد التينتوب أمل تركيا المنشود

تعوّل كرة القدم التركية على نجمها المتألق حميد التينتوب، الذي يجيد اللعب في كل أرجاء الملعب، والمتميز بتسديداته القاتلة.

عشر دقائق فصلت بين قدوم التركي حميد التينتوب الى هذه الدنيا عن توأمه خليل في الثامن من ديسمبر 1982.

دخلت الكرة سريعاً إلى كنف الثنائي التركي المولود في المانيا فسُجلا في نادي شفارتز فايس غلزنكيرخن-سود، وبقيا مرتبطين ببعضهما مع توس روتهاوزن وفاتنشايد، حيث لعب حميد في وسط الملعب خلف خليل المهاجم.

افترق الاخوان عام 2003 إثر انضمام خليل الى كايزرسلاوترن وحميد الى شالكه، حيث بقي الاخير اربع سنوات وفرض نفسه مع نادي اقليم الـ«رور».

اكتسب حميد مع شالكه خبرة الـ«بوندسليغا» ودوري ابطال اوروبا، وبعد موسم واحد مع النادي الازرق انضم الى المنتخب التركي في 18 فبراير 2004 لخوض مباراة ودية امام الدنمارك.

عام 2006 عادت العائلة لتلتقي كروياً بقدوم خليل الى شالكه، ولكن لموسم واحد فقط خسر فيه رجال المدرب ميركو سلومكا اللقب في المرحلة الاخيرة لمصلحة شتوتغارت، عندها لفت حميد انظار نادي بايرن ميونيخ العريق لاجادته اللعب في مختلف مراكز خط الوسط، فضمه في انتقال حر سعيا منه إلى سد الفراغ الناتج عن رحيل ميكايل بالاك الى تشلسي الانكليزي.

لم يتأخر حميد الجديد في تشكيلة اولاد بافاريا من فرض نفسه في التشكيلة، فسجل من ضربة حرة استعراضية في اول مباراة خاضها أمام بطل البرازيل ساو باولو، اتبعها بتسديدة يسارية عابرة للقارات في مرمى فيردر بريمن.

يتمتع حميد بعين ثاقبة الى المرمى، وباجادته تسريع ايقاع اللعب عند الحاجة، وعند اقفال منطقة الخصم دفاعيا يعتمد زملاؤه عليه بفك الحصار من الخارج بتسديداته القاتلة.

من النادر ان تجد لاعبا يجيد التمركز في كل زوايا الملعب، وبإمكان حميد الدفاع من على خط المرمى، قبل أن يتحول بسرعة الى ممر للكرات الحاسمة او مسجل لأهداف بعيدة المدى.

التينتوب اختارا تركيا بدلاً من ألمانيا

اختار حميد وتوأمه تمثيل منتخب تركيا، رغم سعي مدرب منتخب المانيا تحت 21 سنة اولي شتيليكه إلى ضمه «ولدت في المانيا، لكن كل شيء بداخلي يؤشر انني يجب أن أمثل تركيا بلد أهلي».

ورغم خوض تركيا اول بطولة كبيرة منذ مونديال 2002، يرى حميد ان تركيا لن تلعب دور المتفرج، بل ستحاول تذكير الجميع بميداليتها البرونزية او مركزها الثالث، الذي احرزته في كوريا الجنوبية واليابان. سيكون الدور الاول مفترقا مهما لتركيا التي ستواجه البرتغال وتشيكيا وسويسرا المضيفة، وفي حال وصولها الى ربع النهائي «سيكون لكل حادث حديث، وكل الامور محتملة» كما يرى حميد.

«لسنا بمستوى المانيا، فرنسا او إيطاليا، لكن مع بعض الحظ بإمكاننا تخطي اي من هؤلاء»، برأي متواضع يعبر التينتوب عن امال بلاده بالتقدم في المسابقة، وهو يعتبر ان البرتغال التي أخرجت تركيا من ربع نهائي 2004 ستشكل الخطر الاكبر في المجموعة الاولى، مع عدم اغفال تشيكيا القوية وسويسرا المنظمة.

علامة استفهام كبيرة رسمت حول قدرة التينتوب على المشاركة، اثر الاصابة القوية التي تعرض لها في مشط قدمه اليمنى اثناء مباراة ودية مع بيلاروسيا في مارس الماضي.

لقد خاض حميد موسما لافتا مع بايرن ميونيخ (23 مباراة في الدوري)، ويخوض الان سباقا مع الوقت كي يعود بسرعة الى صفوف تركيا التي مثلها في 39 مباراة دولية.

(أ ف ب)