بحث الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد والرئيس السوري بشار الأسد في دمشق أمس، العلاقات المشتركة وتطوّر الأوضاع في المنطقة والعالم، في إطار استمرار التنسيق والتشاور بين البلدين الحليفين.وقالت مصادر مطلعة، إن نجاد والأسد بحثا تطورات الأوضاع الإقليمية بعد مرور نحو أربعة أشهر على تسلم الرئيس الأميركي باراك أوباما مهامه، وذلك بهدف "تنسيق المواقف ازاء النهج الجديد الذي تعتمده الإدارة الأميركية تجاههما". واشارت المصادر الى أن الرئيسين درسا خصوصا العروض الأميركية للحوار حول البرنامج النووي الإيراني، وتطورات الملف الفلسطيني في ظل حكومة بنيامين نتنياهو، الى جانب الأوضاع في لبنان قبل نحو شهر من الانتخابات التشريعية هناك.وقال الأسد في مؤتمر صحافي بعد اللقاء، إن "موقف سورية ثابت من موضوع الملف النووي الإيراني، وهو أنه من حق أي دولة في هذا العالم أن تمتلك الطاقة النووية السلمية وهو حق تضمنه الاتفاقيات الدولية المتعلقة بهذا الموضوع". وأضاف: "أما الحديث عن طرح شكوك حول وجود برنامج عسكري، فعلى الجهات التي تطرح هذا الطرح أن -ترينا فقط من أجل المصداقية- ما الذي تفعله تجاه البرنامج النووي العسكري المطبق منذ عقود طويلة في إسرائيل، وعندها يكون لهذا الكلام مصداقية ولهذه الشكوك بعض المصداقية".وأكد الأسد ان "العلاقات بين سورية وإيران استراتيجية"، مشيرا الى أنها "علاقات طبيعية وليست محوراً كما يحلو للبعض أن يوحي".وفي ما يتعلق بالملف الفلسطيني، قال الرئيس السوري: "عندما نتحدث عن الاستقرار لا يمكن أن نغفل الموضوع الفلسطيني ومعاناة الشعب الفلسطيني تجاه ما يتعرض له من تنكيل وقتل وارهاب من قبل الإسرائيليين، ولا يمكن أن نغفل المقاومة الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني"، مضيفاً أن محادثاته مع نجاد تركزت على "كيفية دعم الشعب الفلسطيني ودعم صموده من خلال توحيده".من جهته، قال نجاد إن بلاده وسورية ترحبان باستقرار الامن في العراق وإن "عراقا موحدا هو لمصلحة كل بلدان المنطقة وان وجود المحتلين في منطقتنا يؤدي الى الفلتان الامني ومشاكل عديدة لشعوب المنطقة"، وأضاف: "يجب على المحتلين ان يغادروا في أسرع وقت من العراق وافغانستان وباكستان"، مؤكداً أن "المقاومة ستستمر حتى تحرير كل الأراضي المحتلة". وأكد نجاد أن "الموقفين السوري والإيراني متطابقان في ما يتعلق بدعم المقاومة الفلسطينية حتى يتم تحرير جميع الاراضي الفلسطينية من أيدي الصهاينة المحتلين، بالاضافة الى تحرير الجولان السوري من أيدي المجرمين القتلة".وقال الرئيس الإيراني: "الذين كانوا يضغطون على إيران وسورية منذ عشرات السنين من أجل تغيير مواقفهما هم الآن يلجأون الى سورية وإيران لتنمية العلاقات معهما من أجل تحقيق مصالحهم". وأفادت مصادر مطلعة بأن نجاد التقى مساء أمس، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل، وأمين عام حركة "الجهاد الإسلامي" رمضان شلح، كل على حدة، وذلك لبحث "سبل دعم إعمار قطاع غزة وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، في مواجهة الهيمنة الإسرائيلية وانقاذ القدس ومواجهة الاستيطان".في موازاة ذلك وفي كلمة أمام اللوبي الإسرائيلي الأكبر في الولايات المتحدة (ايباك)، ألقاها ليل الاثنين- الثلاثاء عبر الاقمار الاصطناعية، اعتبر رئيس الحكومة الاسرائيلية أن "إسرائيل والعرب متفقان على الخطر الإيراني". وقال: "هناك شيء هام يحدث اليوم في الشرق الأوسط ويمكنني أن أقول إنه للمرة الأولى في حياتي، ومنذ قرن، يرى العرب واليهود خطرا مشتركا. والخطر المشترك هو أنه لا ينبغي أن يسمح لإيران بتطوير أسلحة نووية. واذا كان لي ان ألخص الفرصة في كلمة واحدة فهي التعاون. التعاون بين إسرائيل والعالم العربي".(سانا - أ ف ب - رويترز - أ ب)
آخر الأخبار
نجاد والأسد ينسقان لـ«المرحلة الجديدة» في المنطقة
06-05-2009