يعتبر د. حامد حمدان أحد أبرز الأسماء في عالم الديكور السينمائي، ارتبط اسمه بأعمال المخرج الراحل يوسف شاهين منها: «وداعا بونابرت»، «المهاجر»، «المصير» وأخيرا «هي فوضى؟» كذلك بنى الحي العشوائي لفيلم «حين ميسرة» الذي لاقى إعجاب الجمهور والنقاد. عن تجاربه كان الحوار التالي.

Ad

لو أردنا وضع تعريف للديكور السينمائي، فما هو من وجهة نظرك؟

الديكور كلمة تقال في السيناريو، يقصد بها المكان سواء داخلي أو خارجي (البلاتوه)، وحتى المناظر الطبيعية اسمها ديكور، منها أماكن خارجية موجودة فعليًا مثل الشوارع والحواري أو مبنيّة كما حدث في حارة فيلم «العزيمة».

أحياناً لا يصدق البعض أن ما يراه هو «ديكور»، لماذا؟

صحيح للأسف، حتى أنني في فيلم «إسكندرية - نيويورك» ضاعت مني الجائزة لأن أعضاء لجنة التحكيم لم يصدقوا أنه صمِّم بالكامل داخل ستوديو النحاس، ذلك أن اقترابه من الواقع إلى حد كبير جعل البعض يشكك في تصميمه.

قد يعجب الجمهور بالديكور ولكنه لا يعرف صانعيه إجمالا، مثلا احتجنا إلى سنوات لنعرف اسمك؟

إنه قدر كل من يعمل خلف الكاميرا، يضاف الى ذلك رغبتنا في أن يشعر الجمهور بما نقدمه ويتفاعل معه من دون إلحاح إعلامي.

نقرأ على التيترات كلمة «مهندس ديكور» و«ستايلست» و«منسّق مناظر»، ما الفرق بينها؟

كان الراحل شادي عبد السلام يصمم الديكور والملابس وينفذ الإخراج، لكننا أصبحنا اليوم في عصر يفضل التخصص، للأسف ثمة فهم خاطئ لكل تخصص فمثلا عندما حصلت على جائزة في جوهانسبرغ عن فيلم «المهاجر» كانت كـ Art Director.

متى بدأت تجربتك مع شاهين؟

مع فيلم «وداعاً بونابرت»، قبلها قدمت مع المخرج خالد الحجر فيلم «أحلام صغيرة». صادف أننا كنا نتحدث وطلب مني أن أدهن جبلاً باللون الأبيض فدهنته، ثم طلب مني أن أعمل له بئر المياه وظل يسألني عن أماكن للتصوير، شعرت حينها أنه يمتحنني، ثم استدعاني وسألني: هل تستطيع أن تعمل الفيلم؟ فأجبته: نعم، فسألني: هل أنت خائف؟ أجبته: «مرعوب» قال لي: إذن ستنجح، ثم توالت الأعمال بيننا.

كيف تعمل؟

سأعطيك مثالاً عملياً في فيلم «هي فوضى؟» ليوضح لك كيف أعمل، بعد قراءتي للسيناريو كان كل ما يدور في داخلي هو كيفية تحقيق الفوضى البصرية، اقترحت فكرة القصر وكيف تحوّل إما إلى مدارس أو إلى أقسام بوليس ما يحرمنا من رؤية تاريخنا، خصوصاً أن قسم الشرطة هو مركز الفيلم، من هنا اخترت قصر السكاكيني كونه يتوافق ورؤيتنا، أما شكل السجن فصممته لأؤكد من خلاله أننا أمة تقتل روحها، لهذا أثار ما قدمته التساؤلات عن مكان هذا السجن.

أيهما أفضل، التصوير في شقق وفيلات أم البلاتوهات ؟

من وجهة نظري أرى أن البلاتوهات أفضل وأوفر.

كيف؟

في الشقق، يجب تحديد مواعيد بالإضافة إلى مراعاة احتياجات أصحابها، ناهيك عن المؤثرات الخارجية التي تؤثر سلباً في الممثلين ومدير التصوير، التكلفة الخاصة بالإيجار وتحديد ساعات عمل معينة، لأننا في مصر لا نوقع عقوداً لمثل تلك الاماكن. في المقابل، تكلفة الديكور المبني أوفر ويتيح حرية أكبر للجميع وفي مقدمهم المخرج ومهندس الديكور، ليس في ما يتعلق بالتصميم فحسب، بل في تحديد أماكن وضع الكاميرات وتكثيف الصورة وحركة الممثلين.ليست المسألة تكلفة مادية فحسب، لكنها فنية أيضاً، السينما عموماً حالة إعادة إبداع وخلق متكامل وحالة ابتكار، وهو ما لا توفره الأماكن الموجودة سلفاً، بينما يتيح لنا التصميم احتساب كل شيء وتحديد متطلبات المخرج مهما كانت صعبة، كونها تعبر عن وجهه نظره، مثلاً في «هي فوضى؟» قطعنا الحديد في السجن، لأن شاهين لم يكن يريد إظهاره، بل أن يشعر به أثناء التصوير.

ماذا عن تجربتك في فيلم «حين ميسرة»؟

كانت معظم أحداث الفيلم تدور داخل عشوائيات، وكان من المستحيل أن يتم التصوير في أي من تلك المناطق حتى ولو بكاميرا فوتوغرافية، من هنا جاءت فكرة بناء الديكور وبنيناه فعلا في خمسة أسابيع. من أهم الأمور التي راعيتها فيه هي حالة الأمان، خصوصًا مع كثرة الحرائق داخل الفيلم، فوضعت مدخلاً خلفياً وأمامياً ليستطيع أي فرد الفرار.

وجديدك?

انتهيت أخيراً من تصميم ديكور فيلم «المشمهندس حسن» للمخرجة منال الصيفي، من بطولة محمد رجب ودوللي شاهين، وبدأت بتصميم ديكور فيلم «دكان شحاتة» مع المخرج خالد يوسف وهو من بطولة عمرو سعد وعمرو عبد الجليل وهيفاء وهبي.