فنجان قهوة تطفو على سطحه طيور وفراشات وقلوب... مشهد لا نألفه في المقاهي الشعبية، بل تقدّمه مقاهي الفنادق الكبرى فحسب لأنها تشترط في من يعدّ القهوة لديها ويسمونه «باريستا» أن يكون مدرباً على هذا الفن ومؤهلاً في مراكز متخصصة. في سابقة هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، أنشئت في مصر جامعة U.D.C لتدريب الطلاب على أصول إعداد القهوة بأنواعها المختلفة والتفنّن بأشكالها، ومنحهم شهادات أوروبية معتمدة تؤهلهم للعمل في فنادق كبرى.عن هذه التجربة الجديدة والفريدة يقول نائب مدير الجامعة سامح نعيم: «إنها الجامعة الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، علماً أنه في البرازيل ارتاد مزارعون مثل هذه الجامعة لتعلّم زراعة البن وفق أصول وتقاليد علمية».لاحظ القيمون على الجامعة زيادة عدد الفنادق العالمية في مصر، وهي فنادق تحتاج إلى عمالة مدربة وذات خبرة بالتطورات كافة التي تلحق بالمجال. وبناء عليه قرروا إنشاء الجامعة في مصر لتدريب عمال هذه الفنادق على أحدث أساليب إعداد القهوة العلمية. وكانت البداية في شقة صغيرة بعد إنهاء الإجراءات اللازمة كافة، ثم اتسع المشروع الذي يشمل تدريس فنون إعداد القهوة وأصول زراعتها والرسم عليها. يضيف نعيم: «تعقد الجامعة دورات تدريبية للطلاب، الذين يحصلون لاحقاً على شهادة معتمدة من جمعية محترفي القهوة في أوروبا».بدوره يشرح الطالب سامح عبد المعطي أن القيمين على الجامعة يحرصون على تمتُّع الطلاب بالمزايا كافة التي ينفرد بها «الباريستا» من خلال دورات تدريبية مكثفة لمدة 10 أيام، اثنان منها للدراسة النظرية وثمانية للتدريب العملي. ويتعلم خلالها الطالب أصول إعداد القهوة بجميع الطرق المتعارف عليها عالمياً وكيفية الرسم على وجهها.يشير عبد المعطي إلى أن الإحصاءات أثبتت أن الدورات التي يحصل عليها المتدرب في الجامعة تُحسّن من نكهة القهوة التي يعدّها وشكلها.أسرار وفنون أما الطالب محمود محمد فيوضح أنه استفاد كثيراً من وجوده في الجامعة، فقد كان يواجه مشاكل كثيرة أثناء إعداده القهوة، لكنه تعلم أسراراً وفنوناً كثيرة في هذا المجال وأضحى ماهراً جداً في عمله، فيما يصرّح محمود حمدي (مجاز في التجارة) أنه يعمل في مهنة «الباريستا» منذ فترة طويلة وتعرف على أصحاب فكرة الجامعة في إحدى الحفلات حيث عرضوا عليه الانضمام إليهم لأخذ دورات تدريبية وعندما ذهب إلى هناك تعرف على أمور لم يكن يعرفها تتعلق بالقهوة وطرق تجهيزها وتقديمها.يقول الطالب محسن أحمد إنه لم يكن يعلم شيئاً عن إعداد القهوة وعندما سمع عن الجامعة ذهب إليها وتلقى دورات تدريبية مكثفة مكّنته من الالتحاق بالعمل في فنادق كبيرة. ويوافقه الرأي يوسف حسين (طالب جديد) موضحاً أن سوق العمل بحاجة إلى خبرات وإمكانات مميزة، وفي هذه المهنة يبتكر الخبراء أساليب جديدة يومياً، «لذلك كان لا بد من الدراسة والتدرّب كي نستطيع الحصول على فرصة عمل مناسبة في الفنادق العالمية التي تطلب عمالة ماهرة لمجاراة متطلبات السوق.بعيداً عن الجامعة سألنا بعض الشباب رأيهم في «جامعة القهوة». يقول يوسف وفيق (25 عاماً) إن الفكرة رائعة لأنها تؤسس لعمالة مدربة تقدّم صورة مشرّفة لنا، لأن السياحة جزء مهم من الدخل القومي. كذلك يوضح إيهاب عوض (28 عاماً) أن الجامعة تساهم في تطوّر السياحة في مصر لذلك لا بد من الاهتمام بمثل هذه الأفكار التي تجعلنا نواكب السوق العالمي. أما سحر دياب (23 عاماً) فترى أن الأمر لا يستحق إنشاء مثل هذه الجامعة أو حتى مكان للتدرّب لأن إعداد القهوة ليس أمراً صعباً، والأجدر أن نهتم بأمور أخرى كثيرة ضرورية.
توابل - علاقات
القهوة... كليّة لإعدادها والرسم عليها!
20-03-2009