بعد تألقها في مسلسل «صيد الريم» الذي عرض في رمضان الماضي ومشاركتها في فيلم «الحادثة» الذي اثار جدلاً، تستعدّ الممثلة التونسية سناء يوسف لتجسيد شخصية الفنانة وردة في مسلسل «مداح القمر».

Ad

«الجريدة» التقت سناء، الحائزة جائزة أحسن ممثلة صاعدة في مهرجان «القاهرة للإعلام العربي» عام 2007 عن دورها في المسلسل التونسي «الليالي البيض»، وحاورتها حول تجربتها الأولى في الدراما المصرية.

كيف تمّ ترشيحك لأداء شخصية وردة في مسلسل «مداح القمر»؟

التقيت المخرج مجدي أحمد علي في مهرجان «وهران» للفيلم العربي واستمع إليَّ وأنا أؤدي أغنية لوردة، فأبلغني أنه قد يحتاجني في عمل قريباً، بالفعل بعد شهرين اتصل بي وعرض عليّ الدور.

كيف استطعت الإلمام بتفاصيل شخصية وردة؟

زودني المخرج بتفاصيل كثيرة ومهمة عن شخصية الفنانة وردة، بالإضافة إلى أبحاثي الشخصية عنها ومحاولة اللقاء بها لتساعدني على معرفة تفاصيل علاقتها مع بليغ حمدي لا يعرفها أحد، بالإضافة إلى لقاء متخصصين في الوسط الفني ليمدّوني بمعلومات عنها.

ما شعورك تجاه أداء مثل هذا الدور؟

أشعر بالخوف، إذ يختلف تجسيد الشخصيات الحقيقية عن تجسيد شخصية من خيال المؤلف، لكنني أحاول قدر الإمكان بذل جهودي لأصل إلى ما يرضيني ويرضي الجمهور.

وماذا عن تجربتك الأولى أمام الجمهور المصري؟

أشعر بمسؤولية كبيرة، فالجمهور المصري لديه حس فني عال ومن الصعب أن يرضى، لأنه يعرف وردة وسيقارن بالطبع بينها وبين أدائي في الشكل والمضمون، يشكل نجاحي في هذا الدور مرحلة مهمة في مشواري الفني.

هل ستسيرين على درب النجمتين التونسيتين هند صبري ودرّة اللتين تألقتا في مصر؟

أنا على وشك البدء بتصوير مسلسل مصري ولم يشاهدني الجمهور المصري بعد، لذلك لا يجوز المقارنة بيني وبينهما، ثم أحب بلدي ولا أحبذ الإبتعاد عنه. يعدّ عملي في مصر بمثابة تجربة جديدة ومختلفة، ثم لا بد للممثل من أن يتنوع وألا يقف عند نقطة معينة.

انتقد البعض جرأة مسلسل «صيد الريم» في عرض فكرته، فما تعليقك؟

يطرح المسلسل التحرش الجنسي بالمرأة العاملة، وهو من المواضيع المسكوت عنها في المجتمع التونسي، لذا يشكل تطرّق الدراما إليه أمراً إيجابياً بهدف التغلب على سلبيات المجتمع. من هنا يقدّم المسلسل رسالة ويدافع عن حقوق المرأة.

أخبرينا عن دورك فيه.

أؤدي دور «ريم»، فتاة تعيش في حي شعبي، لكن تعليمها فرّق في مصيرها بينها وبين أخوتها، تثأر لأختها بعد تعرض هذه الأخيرة للتحرش الجنسي، وقد شجع هذا الدور الفتيات على الدفاع عن حقوقهن.

وماذا عن فيلم «الحادثة»؟

يعالج بجرأة قضايا مهمة تمسّ المجتمعين التونسي والعربي، جسدت دور فتاة يدفعها سوء معاملة زوجها لها وحرمانها من أهم حقوقها إلى التعرف على رجل آخر يوفر لها كل ما حرمت منه مع زوجها. يوضح هذا الدور أهمية أن تكون العلاقة بين الزوجين قائمة على الحب والتفاهم والصداقة والاحترام.

معظم الأعمال التي شاركتِ فيها تتسم بالجرأة، لماذا؟

لأنها تخترق قضايا مهمة وشائكة تمسّ المجتمع ولا يستطيع أحد الاقتراب منها، ولأنني أحرص على أن أوجه، عبر أدواري، رسالة إلى المجتمع.

إذا عُرض عليك دور يعتمد على الإغراء هل ستقبلين؟

نعم، شرط أن يخدم السيناريو وألا يكون مبالغاً فيه، فثمة حدود لا يجب تجاوزها، أما إذا كان هامشياً ولمجرد الإغراء فلن أقبله مهما كان الثمن.

إلى متى ترقى علاقتك بالفن؟

إلى الطفولة، شاركت في أول مسرحية عندما كنت في الصف السادس الإبتدائي، وفي الثامنة من عمري خضت تجربتي الغنائية الأولى، مع ذلك كنت أتمنى أن أتخصص في الطب، من ثم غيرت اتجاهي والتحقت بالمعهد العالي لفنون الملتيميديا لدراسة الإخراج، وأنا الآن في السنة النهائية.

ألن يأخذك الإخراج من التمثيل؟

تتكامل الفنون، برأيي، أحب الإخراج والتمثيل والغناء وسأحاول ألا يأخذني أي مجال من الآخر.

لم نشاهدك بعد على المسرح أو في السينما، لماذا؟

ما زلت في بداية مشواري الفني واكتساب الخبرات، أخطو من عام إلى آخر خطوات نحو الأفضل، على أمل أن أحظى بفرصة لولوج السينما والمسرح.

كان صوتك السبب في اختيارك لتجسيد شخصية وردة، فلماذا لا تغنين؟

لم أجد لغاية اليوم الفرصة التي تساعدني على دخول مجال الغناء.

إلى أي مدى أثر نيلك جائزة أفضل ممثلة صاعدة في «مهرجان القاهرة للإعلام العربي» في مسيرتك الفنية؟

ساعدتني الجائزة على تدعيم ثقتي بنفسي وعلى التقدم والتطوّر، عموماً تساهم الجوائز في انتشار الممثل عربياً وعالمياً.

هل تعتبرين نفسك محظوظة في الفن؟

لا أعرف، أحب عملي بشدة وأفرح كلما تقدمت فيه.

ما سر نجاحك؟

لا أستهين إطلاقاً بالدور الذي أؤديه حتى لو كان صغيراً، أصغي إلى النصائح وأجري الأبحاث لمعرفة تفاصيل الشخصية التي أجسدها وأحاول تقمصها بمصداقية.

ما طبيعة شخصيتك؟

هادئة جداً، حساسة، مشاكسة أحياناً، لكنني قوية الشخصية وجادة وأستطيع الإمساك بزمام الأمور، أكره الإهمال أو التقصير أو التهاون في العمل.

ماذا عن الحب في حياتك؟

لا يستطيع أي شخص أن يعيش من دونه، لكن لم أصادفه بعد، مع أنني، على غرار أي فتاة، أحلم بالزواج والاستقرار.

وما مواصفات فتى أحلامك؟

أن يكون صادقاً، يحبني ويحترمني، حنوناً، له مبادئ، يفهمني ويفهم طبيعة عملي ويساعدني على النجاح، ومن المهم أن يكون تونسي الجنسية.

يردد البعض أنك تشبهين الفنانة نجلاء فتحي، ما رأيك؟

صحيح، كان جدي رحمه الله يقول لي هذا الكلام والمقربون مني أيضاً، فيما يشبّهني البعض الآخر بآثار الحكيم وحنان ترك، أحب أولئك الفنانات، لكن أفضل دائماً أن أكون سناء يوسف.