بعد خطاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمام مؤتمر الأمم المتحدة لمناهضة العنصرية في جنيف أمس الأول، الذي شنّ فيه هجوماً لاذعاً على إسرائيل، مؤكداً أنها أقسى النظم العنصرية وأنشئت بالقوة العسكرية، سعت الأمم المتحدة أمس الى "لملمة" الموضوع، بعد انسحاب العديد من الدول من المؤتمر احتجاجاً. فبالإضافة الى اختصار مدة مؤتمر "دوربان - 2" واختتامه أمس ببيان كان مقرراً ان يحال إلى التصويت الجمعة لكن تمّ تبنيه لتجنب انسحاب مزيد من الدول، حرصت الأمم المتحدة على إعلان أن الرئيس الإيراني أسقط من خطابه "إشارة توحي بإنكار الهولوكوست"، ربما في إشارة ضمنية الى أن نجاد تجاوب مع تحذير أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون بشأن الموضوع، علماً بأن الأخير طلب منه أمس الأول، عدم الخلط بين الصهيونية والعنصرية. وكانت النسخة الإنكليزية من الكلمة المعدة سلفاً تنص على التالي: "بعد الحرب العالمية الثانية، لجأوا (الحلفاء) الى العدوان العسكري ليشردوا أمة بكاملها بحجة معاناة اليهود ومسألة الهولوكست الغامضة والمشكوك فيها". وأفادت الناطقة باسم الأمم المتحدة ماري هوزيه أمس، بأن نجاد تجاهل عبارة "الغامضة والمشكوك فيها" حينما ألقى الكلمة بالفارسية أمام المؤتمر أمس الأول. وذكرت هوزيه أن ناطقين بالفارسية أكدوا تحريف نجاد للنص الرسمي الذي أعدته الحكومة الإيرانية. وقد تجاهل المترجمان الإنكليزي والفرنسي أيضا هذه العبارة. وما حصل هو ان المترجم الى الانكليزية كان يتبع النصّ الأساسي، وتوقف عن الكلام حين أسقط نجاد العبارة المكتوبة، فلم يذكر كلمة "هولوكوست" أبداً. أما المترجم الى الفرنسية، فبقي ملتزماً بما قاله الرئيس الإيراني، فأصبحت الجملة على الشكل التالي: "بعد الحرب العالمية الثانية، لجأوا (الحلفاء) الى العدوان العسكري ليشردوا أمة بكاملها بحجة معاناة اليهود ومسألة الهولوكست". وبالتالي، فإن الوفود المختلفة استمعت الى الترجمة بشكلين متباينين، مما أثار لغطاً خلال الكلمة وبعدها، علماً ان معظم الوفود التي غادرت القاعة، قامت بذلك احتجاجاً على ما ذكره نجاد حول عنصرية إسرائيل. والتزمت وفود مقاعدها في قاعة المؤتمر، مشيرة الى أن كلمة الرئيس الإيراني "عزفت عن إنكار المحرقة". (جنيف – أ ب)
آخر الأخبار
نجاد حرّف كلمته في دوربان - 2 لتجنب إنكار المحرقة
22-04-2009