تتميز كلوي مارشال بعينيها الكبيرتين الزرقاوين وضحكتها العريضة الرائعة. استأثرت هذه الفتاة البالغة السابعة عشرة باهتمام وسائل الإعلام حول العالم.

إليكم قصتها.

Ad

كل ما يتعلق بهذه الفتاة المشاركة في مسابقة ملكة جمال إنكلترا ضخم. فهي الوحيدة التي تمكنت من بلوغ التصفيات النهائية، مع أن مقاسها يفوق 36 أو 38 أو حتى 42 وترتدي ملابس بقياس 44!

وبما أنها وصلت إلى المرحلة الأخيرة من هذه المسابقة البريطانية الوطنية، تحولت إلى شخصية تحمل رسالة مهمة. ففي عصر يُضطر فيه مصممو الأزياء إلى الإدلاء بتصريحات تندد بمرض فقدان الشهية العصبي وبالعارضات ذوات المقاس صفر، جاءت هذه الفتاة لتمنح الكثيرات شعوراً بالراحة وثقة بالنفس. ولكن أليست كلوي مجرد فتاة بريئة في السابعة عشرة من عمرها شعرت بأنها جميلة فشاركت في المسابقة؟ أم أنها مناورة أقدمت عليها صناعة الأزياء، فضلاً عن الشركات التي تدير مسابقات الجمال، لتجمّل صورتها وتجذب مزيداً من الاهتمام والدعاية إلى هذه المسابقات؟

تحمل هذه الفتاة المراهقة ثقلاً كبيراً على كتفيها، لكن عليَّ أن أقر بأن كتفيها عريضتان.

اتصل بي المصمم اريك واي واقترح أن يكشف عن ثوب السهرة، الذي يصممه لتلك الليلة المنتظرة، حصرياً أمام فريق التصوير الذي يرافقني. يصمم واي ملابس مشاهير كثر أمثال شيري بلير وزوجات الأثرياء في أوروبا. لم يستطع إخفاء فرحته بالتغيير الذي تجسده كلوي، أخبرني أن نساء كثيرات حول العالم بعثن رسائل إلكترونية يهنئنها على شجاعتها. ترتسم على وجهها ابتسامة عريضة، فيما تحور أمها جانيت وتدور من حولها، فهي تعي أهمية هذا الموقف، إلا أنها، فجأة، اضطرت إلى التعامل مع الوسطاء والعملاء والمصممين وعالم جديد برمته، وإنما جميل من دون أدنى شك.

كيف قررت دخول المسابقة؟

حدث ذلك صدفة. ملأت طلب المشاركة في مسابقة ملكة جمال سوراي حيث أعيش. وفي السؤال عن مقاسي، لاحظت أن المقاسات المحددة تتوقف عند مقاس 40، ترددت لحظة ثم أجبت 44، وأضفت: «لا أعلم إن كنتم ستقبلون طلبي بسبب مقاسي، لكني أرغب في مساعدة الفتيات الممتلئات الجسم في زيادة ثقتهن بأجسامهن». أعتقد أنهم أحبوا موقفي المختلف والثوري، ولم أفكر بعد ذلك في المسابقة، لذلك صُعقت حين أخبروني بأن طلبي قُبل.

هل تدركين أهمية ما حققته؟

بدأت أعي ذلك حين عرفت أن شبكتي الـ «سي ان ان» و«سكاي نيوز» ووسائل إعلام من أوستراليا وألمانيا والولايات المتحدة نقلت هذا الخبر. كذلك تلقيت رسائل إلكترونية من معجبين من مختلف أنحاء العالم، حتى من تركيا.

كسرت القواعد كلها!

أدرك ذلك الآن. قمت بهذه المحاولة كي أخبر الناس حول العالم بأن المرأة يمكن أن تكون جميلة بغض النظر عن مقاسها. لطالما جعلتني والدتي أشعر بأنني جميلة، فهي لم تحاول يوماً أن تقنعني بالتوقف عن تناول الطعام واتباع حمية منحفة. تابعت ذات مرة حمية قاسية تناولت خلالها صنفاً من الطعام، لكن بعدما خسرت الوزن، لم أحب جسمي. شعرت أن هذا ليس مقاسي المناسب، لذلك عدت إلى اكتساب الوزن حتى شعرت أني بلغت المقاس الصحيح.

كيف تصفين نفسك: كبيرة الحجم أم ضخمة؟

لست ضخمة بل ممتلئة الجسم. وبما أن المرأة مضطرة إلى التعايش مع جسمها طوال حياتها، فلمَ لا تتعلم أن تحب نفسها وهي لا تزال شابة؟ هذه هي رسالتي إلى نساء كثيرات.

لكن عندما تكونين صغيرة، يتصرف معك بعض الأولاد بقسوة أحياناً. فهل اضطررت إلى تحمل الملاحظات المهينة المتعلقة بوزنك؟

تعرضت لسوء المعاملة من قبل بعض الأولاد، لكني أظن أن تصرفهم معي ما كان ليختلف حتى لو كنت طويلة ونحيفة. شعرت أنني مختلفة عنهم، ما جعلني أقوى وأكثر تصميماً على مواجهة ما أمرُّ به اليوم ومنحني الثقة بالنفس.

لنتحدث قليلاً عن نمط غذائك اليومي.

لا أتناول فطوراً غنياً، مع أنني أعلم أن هذا خطأ، وأتناول غداء وعشاء يتكونان عادة من الخضار والطعام الصحي. ومن حين إلى آخر أقرر وأمي ملازمة البيت لمشاهدة التلفزيون، فنطلب البيتزا والبطاطا المقلية، كذلك لا أحرم نفسي من الشوكولا.

يقول الخبراء إنك مرشحة للفوز، هل هذا ما تريدينه؟

أود حقاً أن أفوز وأرغب بشدة، شاركت في هذه المسابقة لأفوز. وهذا الانتصار لن يكون انتصاراً لي فحسب، ففي حال فزت، سيكون له تأثير كبير في حياة فتيات وأمهات كثيرات حول العالم.

لكن في هذه الحالة قد تنشأ معضلة، فإذا فزت وانهمكت في عرض الأزياء وحضور المناسبات الإجتماعية، سترغبين على الأرجح في فقدان الوزن، إلا أنك في الوقت نفسه رمز لجمال المرأة الممتلئة الجسم!

فكرت في هذه المسألة. لن أتمكن من فقدان الوزن قريباً، لئلا أناقض الرسالة التي أحاول نشرها. أقصد، إذا كانت فتاة ما تعتبرني مثالها الأعلى وخسرت فجأة كثيراً من الوزن، أفلن تشعر بخيبة أمل كبيرة؟ أنا سعيدة بجسمي ومظهري.

ما هي استعداداتك لليلة الكبرى في تموز (يوليو)؟

أتناول طعاماً صحياً وأمارس التمارين وأشارك أحياناً في عروض الأزياء أو جلسات التصوير. كذلك التقيت الفتيات الأخريات خلال إعداد إعلان عن هذه المسابقة ارتدينا فيه ثوب السباحة، وسنلتقي مجدداً بعد أسابيع لتصوير إعلان آخر.

بالحديث عن ثوب السباحة، هل يتألف ثوبك من قطعة أم اثنتين؟

لم أقرر بعد، يعود الخيار لي، وسأتخذ قراري في اللحظة الأخيرة.

هل تخافين الظهور بثوب السباحة أمام هذا الحشد الكبير من الناس، فضلاً عن كاميرات التصوير؟

لا أخاف ذلك. صحيح أنني سأقف أمامهم وسيحاول الجميع تفحُّص جسمي، حتى الفتيات الصغيرات، لكني سأكون مميزة عن المشتركات الأخريات.

في مسابقة ملكة الجمال تقدم كل مشتركة موهبة ما، هل تجيدين الغناء أو الرقص؟

كلا، لا أجيد الغناء، لكني تعلمت في المدرسة كيفية العناية بالوجه. لذلك سأقدم لشخص ما جلسة لتنظيف البشرة، ولا شك في أنها ستمنحه شعوراً جيداً.

هل شاهدت المسابقات التي أجريت في الأعوام الفائتة وحاولت الاستعداد للأسئلة؟

كلا، لا أشعر بالخوف، أجيب عادة بعفوية. لا يمكنك الاستعداد لأسئلة لجنة التحكيم. فضلاً عن ذلك، أريد أن تكون أجوبتي نابعة من قلبي.

صحيح أن معظم وسائل الإعلام أشاد بما حققته، لكن بعض المقالات وجه إليك الانتقاد، فأية عبارة من كل ما قيل جرحتك في الصميم؟

ثمة مقال كُتب بطريقة خبيثة جداً. ذكرت الكاتبة أنني بدينة وكسولة وأنني أعيش في عالم من الأوهام. لكننا اكتشفنا لاحقاً أنها نشرت كتاباً عن الحميات القاسية، تلك الحميات السخيفة التي تنصحك بتناول الخس طوال اليوم. وبمقالها هذا لفتت انتباه الناس إليها بسبب الدعاية الكبيرة التي أحظى بها، فزاروا موقعها الإلكتروني. على الرغم من ذلك، أساء ما كتبته إلي كثيراً.

مَن تظنين أنها منافستك الأقوى؟

أعتقد أن ثمة مشاركة وحيدة تستطيع الفوز. أصبحنا صديقتين حميمتين ولا أمانع إن فازت. حتى إننا سنتشارك في الغرفة خلال المسابقة. إنها فتاة تخدم في الجيش في أفغانستان، وتجمعني بها علاقة لصيقة، وأي منا تستطيع تمثيل بلدنا.

لا شك في أنك سمعت النكات عن ملكات الجمال اللواتي يعلقن أهمية كبرى على لقبهن ويعلنّ عادة أنهن يردن السلام العالمي.

يجب ألا تكون ملكة الجمال غبية أو سطحية. ينبغي أن تكون واثقة من نفسها وتحسن تمثيل بلدها وتجعل الجميع يشعرون بالفخر.

ماذا تقولين لمناصري المرأة والمتطرفين الدينيين الذين يدّعون أن مسابقة الجمال هذه تسيء إلى المرأة وأن المتسابقات يروجن لجاذبيتهن الجنسية؟

لا آبه لذلك، ليقولوا ما يحلو لهم، فهذه المسابقة في نظري مهمة جداً. أتاحت لي فرصا قيمة، مثل هذا اللقاء معك، وأركز الآن على الفوز.

إذا فزت، هل تعدينني بأنك لن تنتقلي للعمل في عرض الأزياء، على غرار كثير من ملكات الجمال، وأنك ستتابعين تعليمك وتكتشفين علاج مرض السرطان؟

كلا، أريد أن أمضي بعض الوقت في عرض الأزياء والسفر حول العالم والتعرف إلى أشخاص مهمين والمشاركة في الأعمال الخيرية. أرغب في الفوز من كل قلبي.

والدة كلوي: لا تدعوا ابنتي بدينة

جانيت مارشال، مضيفة طيران على متن الخطوط الجوية البريطانية، امرأة جميلة مقاسها 36 أو 38، لكنها تدعم ابنتها الممتلئة الجسم البالغة من العمر 17 عاماً. تقول جانيت: «زوجي السابق طويل وضخم، لذلك ورث أولادي الثلاثة بعضاً من هذه الصفات. لم أشعر يوماً أن على كلوي اتباع حمية منحفة لأننا لا نتناول في البيت سوى أطعمة صحية، ونمارس التمارين الرياضية معاً. إنها فتاة ضخمة البنية، اتبعت ذات مرة حمية ونجحت في تخفيض مقاسها إلى 40. إلا أنها بدت مريضة، فوزنها الراهن هو الأنسب لها، لا أريدها أن تخسر الوزن».

هل أنت مَن اقترح عليها فكرة تجربة حظِّها والتقدم للمشاركة في مسابقة الجمال؟

لا، اتخذت القرار بمفردها، ولم تخبرني بالأمر. لذلك عندما قُبلت في مسابقة ملكة جمال سوراي، تفاجأت كثيراً.

وصفت كلوي نفسها بـ«الممتلئة» وشغلت وسائل الإعلام بفوزها. صحيح أن معظم ما قيل عنها كان إيجابياً، لكن بعضه مهين. فأي وصف يُطلق على ابنتك تشعرين أنه يجرحك في الصميم؟

لا شك في أنها ممتلئة الجسم وجميلة، ولكنْ ثمة مقال يصفها بالبدينة. وأكثر ما يؤذيني هو أن ينعتها أحد بالبدينة.

مَن هي برأيك مثال الجمال؟

مارلين مونرو.

المصمِّم اريك واي: رائع أن تشارك فتاة ممتلئة في نهائيات مسابقات الجمال

«أصمم ملابس المناسبات الخاصة لشخصيات معروفة جداً في المجتمع، تظهر بعضهن في لائحة أغنى الأثرياء في إنكلترا. نبدأ العمل معاً من اختيار القماش حتى الخطوة الأخيرة. فبعض هؤلاء النساء لا يستطعن دخول المتجر بكل بساطة واختيار الثوب الذي يعجبهن لأن مقاسات أجسامهن مختلفة... إنهن نساء جميلات، لكن يجب التعامل مع أجسامهن كل حالة على حدة. كذلك أصمم أزياء المشاركات في مسابقات الجمال منذ أعوام، لكن عندما سمعت قصة كلوي، فرحت كثيراً. ففوز هذه الفتاة سيحسّن نظرة نساء كثيرات إلى أنفسهن. لا تستطيع كلوي دخول أي متجر وشراء ثوب السهرة. لذلك صممت لها هذا الثوب الأصفر المصنوع من قماش الشيفون. فهو يجعلها تبدو أنحف لأنها تملك خصراً جميلاً وكتفين ووركين عريضين. والطريقة التي ينساب بها الثوب تغطي هذا القسم. ولا شك في أنها ستبدو أميرة. كذلك صممت لها صندال أميرة لتنتعله في تلك الليلة المنتظرة. يُقال إنها إحدى المرشحات للفوز. وإذا صح ذلك، فسيشكل انتصاراً لنساء كثيرات».