علمت "الجريدة" من مصادر سياسية واسعة الاطلاع أن السبب الحقيقي لتأخير إعلان لائحة التحالف بين قوى 14 آذار والمستقلين في دائرة كسروان – الفتوح يعود الى مفاوضات على خط رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع، ورئيس الجمهورية ميشال سليمان، ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري، والبطريرك الماروني نصرالله بطرس صفير، من أجل الخروج بصيغة شاملة للتحالف لا تقتصر فقط على دائرة كسروان وإنما تشمل كذلك دائرة جبيل.

وبحسب هذه المعلومات فإن ما يسعى اليه جعجع هو إعادة النظر في أدوات المواجهة مع لائحتي العماد عون في كسروان وجبيل، بحيث تشمل المواجهة الموحدة الدائرتين معا، بعد إيجاد صيغة توحد لائحتي المستقلين و"14 آذار" في جبيل على غرار ما هو مطروح لكسروان. ويبدو أن جعجع مستعد لقبول لائحة خماسية في كسروان تضم النواب السابقين منصور غانم البون وفريد هيكل الخازن وفارس بويز (بعد رفع الفيتو عنه)، إلى جانب عميد الكتلة الوطنية كارلوس إده ومرشح حزب الكتائب سجعان قزي، في مقابل صيغة تجمع بين منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار ولائحة المستقلين في جبيل.

Ad

وتتركز الاتصالات على سحب ترشيح النائب السابق إميل نوفل من لائحة المستقلين، في مقابل سحب ترشيح النائب السابق محمود عواد (تيار المستقبل) من نواة اللائحة التي أعلنها النائب السابق فارس سعيد في جبيل، على أن تتشكل لائحة واحدة لمواجهة لائحة تكتل التغيير والإصلاح، مؤلفة من النائبين السابقين ناظم الخوري وفارس سعيد والسيد مصطفى الحسيني.

ويأمل الساعون الى هذه الصيغة أن يسمح الاتفاق بشأنها بإعلان انطلاق معركة سياسية جدية وموحدة الأهداف والعناوين ضد لائحتي العماد عون في كل من كسروان وجبيل، على قاعدة ما يجمع هاتين المنطقتين من اعتبارات عائلية وسياسية وحزبية وطائفية، وما تشكله فيهما رئاسة الجمهورية والبطريركية المارونية من رمزية ودور تاريخيين على علاقة بالكيان اللبناني وبالتوازنات الطائفية والسياسية التي يقوم عليها لبنان.

أما حظوظ هذه الصيغة فتبدو غير واضحة المعالم بعد في ظل استمرار التجاذبات ولعبة عض الأصابع بين قوى 14 آذار والمستقلين الذين يسعون الى تمرير صيغة أخرى تقوم على أساس تثبيت خماسية كسروان (البون، الخازن، بويز، إده وقزي)، في مقابل سحب ترشيحي فارس سعيد ومحمود عواد من جبيل.

وبمعزل عن الصيغة التي ستنتهي اليها المفاوضات فإن ما يجمع عليه الجانبان هو أن لعبة الوقت لم تعد في مصلحة اي منهما، لكن المفارقة هي أن هذه القناعة المشتركة لم تترجم الى واقع على الأرض على الرغم من أن اسبوعين فقط لا يزالان يفصلان عن موعد الانتخابات.