تربع الـiPod Nano بجيله الثالث على عرش الفئة المتوسطة لمشغلي الموسيقى المحمولة حاصدًا أعلى أرقام المبيعات في هذا المضمار ومشكلا أكبر مثال على نهج «إجعله جميلاً واجعله سهل الاستعمال» الذي عودتنا عليه أبل في جميع منتجاتها. في محاولة للمحافظة على هذا المركز أنزلت إلى الأسواق أخيراً الجيل الرابع من مشغل الموسيقى هذا تحت اسم iPod Nano4G.

Ad

أول ما يلفت نظرك في مشغل

الـNano بجيله الرابع الجديد شكله الجميل الانسيابي، إذ تخلى عن القالب القصير والعريض الذي طبع الجيل الثالث لصالح القالب الطويل والرفيع الذي ميز الجيلين الأول والثاني. بطول 91 مم وعرض 39 مم وعمق 6 مم يتميز بحجم منمق يسهل حمله ووضعه في أكثر الجيوب ضيقاً. يساهم تصميم مشغل شركة أبل للموسيقى والأفلام هذا، الذي يمتاز بانحناء أمامي وخلفي على شكل هلالين، بنحافة قالبه ويكسبه طابعاً بيضاوياً خصوصاً من الناحية الخلفية، ما يساعد على صحة وضعه والتقاطه براحة اليد ويمنع انزلاقه عند الاستعمال.

لا يتعدى وزن الـiPod Nano 4G 37 غراماً، ما يجعل مشغل شركة أبل للموسيقى والفيديو هذا أخف جهاز من هذا النوع مزود بشاشة عرض ومتوافر في الأسواق في قالب من الألومينيوم المقاوم للخدوش ومطلي بتسعة ألوان مختلفة (الأسود، الأحمر، الفضي، الزهري، البرتقالي، الأصفر، الأخضر، الأزرق والبنفسجي) يمكن الإختيار بينها حسب الطلب ما يكفل إرضاء جميع الأذواق.

يتضمن الجزء العلوي للواجهة الأمامية شاشة عرض ملونة شديدة الوضوح من الكريستال السائل بسعة بوصتين، مضاءة خلفياً مماثلة تماماً لتلك المتوافرة في الجيل السابق وتعتمد على تقنية الـTFT، تتوافر لها دقـة إظهار عاليــة قدرها 320×240 بكسل بجودة 204 بكسل لكل إنش وتتميز بدرجة سطوع (Contrast) عالية جداً، ما يجعلها من أدق وأوضح شاشات العرض المتوافرة وتحتل النصف العلوي للواجهة الأمامية بأكمله. أما النصف السفلي لهذه الواجهة فيتضمن دولاب التحكم اللمسي الذي اشتهرت به شركة أبل عموماً ومشغلي أي-بود للموسيقى خصوصاً، نظراً إلى سهولة استعماله وتجاوبه السريع مع متطلبات المستخدم، يؤمن القدرة على الانتقال ضمن جميع قوائم نظام التشغيل المعتمد واختيار ما يحلو. في ما يخص الواجهة العلوية ثمة منفذ 3.5 مم قياسي لوصل سماعات الأذن ومفتاح مخصص لتشغيل الجهاز أو تعطيل بقية المفاتيح ما يمنع تفعيلها عن غير قصد. تحتوي الواجهة السفلى على منفذ للتواصل والشحن خاص بشركة أبل.

يتوافر الـ iPod Nano 4G في الأسواق بموديلين مختلفين وفق سعة التخزين، يمكن الاختيار بينهما حسب الحاجة: يحتوي الأول على ذاكرة صلبة بسعة 8 غيغابايت قادرة على استيعاب 2000 أغنية وفق نمط AAC وجودة 128 كيلوبت بالثانية أو 7000 صورة تقريباً. أما الثاني فزود بذاكرة صلبة بسعة 16غيغابايت قادرة على استيعاب 4000 أغنية وفق نمط AAC وجودة 128 كيلوبت بالثانية أو 14000 صورة تقريباً. كذلك يمكن الاستفادة من مساحة التخزين المتوافرة لاستعمال هذا المشغل كذاكرة تخزين صلبة خارجية لنقل الملفات المختلفة.

تحديثات إضافية

لا تنحصر التحسينات التي أدخلت على الـiPod Nano بجيله الرابع على الشكل الخارجي وسعة التخزين فحسب، بل تتعدى ذلك لتشمل نظام التشغيل والتكنولوجيا اللذين يعتمد عليهما مشغل الموسيقى هذا برمته ونقلت الصور التي تدل على الألبومات الموسيقية المختلفة عند تصفح القوائم إلى أسفل الشاشة، ما وفر لهذا المشغل مساحة أكبر لعرض القوائم من تلك المتوافرة للجيل السابق، على الرغم من قلة عرض الشاشة المعتمدة واستفاد مهندسي شركة ابل من هذه المساحة الإضافية لزيادة حجم الخط المستعمل ضمن نظام التشغيل لتسهيل قراءة محتوياته. كذلك يمكن بسهولة الاستغناء عن خاصية إظهار صور الألبومات الموسيقية والحصول على تجاوب أسرع من هذا المشغل وعلى مسافة أكبر لإظهار القوائم المختلفة.

دعمت شركة أبل الـ iPod Nano 4G بالقدرة على استشعار وضعيته في الفضاء وسيعمد تلقائياً إلى تدوير شاشته بنسبة تسعين درجة عند استعماله بشكل أفقي ومن ثم إعادتها إلى وضعها الأساسي عند استخدام هذا المشغل عمودياً، ما يساعد على الإستفادة من كل سعة الشاشة المتوافرة خصوصاً عند مشاهدة الأفلام ومقاطع الفيديو الموسيقية.

أسوة بسابقه يدعم الـ Nano 4G تقنية الـCover Flow لتصفح الأغاني بشكل فريد ثلاثي الأبعاد وفق الألبومات التي تنتمي إليها، وقد ظهرت هذه الخاصية بداية في هاتف الـiPhone ثم مشغل الموسيقى الـiPod Touch حيث كانت تفعل بواسطة اللمس، وأخيرا اعتمدت في الـiPod Nano حيث يمكن الاستفادة من خصائصها بواسطة دولاب التحكم بدل اللمس، وجديد الجيل الرابع من هذه العائلة القدرة على الانتقال تلقائياً إلى تقنية التصفح هذه بمجرد استعمال هذا المشغل بشكل أفقي عوضاً عن الاستعانة بالقائمة المخصصة لذلك ضمن نظام التشغيل. كذلك حسنت شركة أبل تقنية الـCover Flow بإضافة حرف كبير يظهر على الشاشة عند تصفح الألبومات بشكل سريع، يرمز إلى أول حرف من أسم المغني لتسهيل وتسريع عملية إيجاد ضالتك.

زود الـ Nano 4G بالقدرة على الإستشعار بالارتجاجات والاستفادة منها للتقدم ضمن قائمة الأغاني التي يتم لعبها، وكل ما عليك القيام به هو رج هذا المشغل بقوة عند الإستماع إلى الأغاني لتفعيل هذا النمط، من الآن وصاعدا سينتقل الـ 4G إلى الأغنية التالية ضمن القائمة التي يتم لعبها بمجرد الإستشعار بأي ارتجاج بسيط. تتوقف هذه الخاصية تلقائياً عند تفعيل مفتاح إيقاف الموسيقى أو عند تخفيف نور الشاشة تلقائياً والدخول في نمط الحد من استهلاك البطارية.

أما أهم الإضافات المثيرة التي زود بها الإصدار الأخير من مشغل الموسيقى هذا قدرته على التلفظ بخيارات نظام التشغيل وأسماء الأغاني بصوت واضح عند تصفح القوائم المختلفة، ما يساعد بشكل كبير المستخدمين ذوي الاحتياجات الخاصة، غير القادرين على قراءة الخيارات المتاحة، على استخدام هذا المشغل بشكل طبيعي. ستظهر هذه الخاصية ضمن قوائم نظام التشغيل فور تفعيلها بواسطة برنامج iTune 8 الذي يعتمد عليه هذا المشغل.

نظام ملتيميديا ممتاز

تماما كالجيل السابق يشكل الـ Nano 4G نظام ملتيميديا ممتازاً ويدعم تخزين ولعب أنماط AAC،Protected AAC،MP3، MP3 VBR ،Audible formats

1,2and 3) ،Apple Lossless ،AIFF) وWAV، وثمة معادل صوت متوافر يؤمن القدرة على الاختيار بين خيارات مسبقة مبيتة، كذلك يدعّم مشغل الموسيقى هذا القدرة على تخزين ولعب الكتب الصوتية (Audio Book) والإستمتاع بقصصك المفضلة عبر سماعها عوضاً عن قراءتها. لا تنحصر خاصيات الـ 4G بتوفير تجربة استماع موسيقية فريدة من نوعها، إذ يشكل حافظة صور ومشغل أفلام متطوراً جداً قادراً على تخزين الصور الرقمية الساكنة وفق أنماط JPEG، PSD TIF ،GIF، وBMP القياسية للصور وعرضها على شاشته بوضوح شديد وألوان طبيعية خلابة، ويمكن مشاهدة الصور وسماع الموسيقى في الوقت نفسه.

يمكن لمشغل شركة أبل المحمول هذا عرض الأفلام ومقاطع الفيديو والأغاني المصورة المخزنة على ذاكرته الصلبة وهو متوافق مع طرق MPEG4 وH.264 لضغط الأفلام وفق أنماط MOV أو MP4 أو M4V القياسية بدقة قصوى تبلغ 640×480 بكسل وجودة ثلاثين إطاراً في الثانية. يوفر نظام التشغيل القدرة على عرض هذه الأفلام أفقيا أو عمودياً مستفيداً بهذه العملية من كل مساحة الشاشة المتوفرة لضمان جودة العرض، وتؤمن مخازن iTune الإفتراضية على شبكة الإنترنت الخاصة بشركة أبل شراء ما يستسيغك من موسيقى وأفلام وتحميلها إلى جهاز الكمبيوتر، ومن ثم نقلها إلى مشغل الموسيقى هذا بواسطة برنامج iTune 8. يمكن إضافياً الاستفادة من هذا البرنامج وتحويل أفلامك الخاصة إلى نمط متوافق ونقلها إلى Nano 4G.

زود الـ Nano 4G بالقدرة على تشغيل الألعاب ويحتوي قياسياً على ثلاث منها: Klondike

وVortex وMaze التي تستفيد من قدرة الـNano على استشعار وضعيته في الفضاء أثناء اللعب للتحكم بمجرياتها، ويمكن تحديث تلك الألعاب وإضافة ما يحلو بعد شرائه من مخازن itune عبر شبكة الإنترنت.

يتمتع الـiPod Nano 4G بأداء جيد جداً من ناحية جودة الصوت ونقاوته، فهو يؤمن صوتاً جهيراً (Bass Sound) ممتازاً. في ما يخص باقي الطبقات في الأغاني، العليا منها واضحة جداً أما المتوسطة فهي دافئة. ومن الأفضل استبدال سماعات الأذن القياسية المتوافرة بأخرى احترافية قادرة على تفعيل التجاوب مع الطبقات السفلى للأغاني للإستمتاع بجميع مقدرات هذا الجهاز الموسيقية.

البطارية

يعتمد الـiPod Nano 4G على بطارية ليثيوم أيون قابلة للشحن تؤمن أربع وعشرين ساعة من لعب الموسيقى أو أربع ساعات من عرض الأفلام أو عرض الصور المستمرّ وذلك من دون الحاجة إلى إعادة شحنها، ما يوفر لمشغل الموسيقى هذا استقلالية كبيرة ستلاقي استحسان المستخدمين. يمكن إعادة شحنها لغاية 80% خلال ساعة ونصف أو كلياً خلال ثلاث ساعات فحسب وذلك وفق تصنيف الشركة المصنعة.

الرأي

عندما تم الكشف عن الإصدار الثالث من مشغل iPod Nano اعتقد الجميع أنه منتج متكامل لا مجال لتحديثه إلا إن شركة أبل أثبتت خطأ هذه النظرية في الجيل الرابع من هذا المشغل، إذ فعّلت أكثر مبدأ «إصنعه جميلاً واجعله سهل الاستعمال» وقدمت لنا منتجاً أجمل واستخدامه أسهل من سابقه.