أرجع بعض طلبة جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا تدني درجاتهم إلى سوء تعاطي بعض الأساتذة معهم بالإضافة إلى لامبالاة الإدارة الجامعية بما يشكون منه.أثارت نتائج امتحانات جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا استياء الطلبة بشكل كبير، حيث اعلنوا عدم اقتناعهم بالنتيجة النهائية وبأنهم مظلومون، محملين الادارة وبعض أعضاء هيئة التدريس المسؤولية في ذلك. وأكدوا أن مستقبلهم مهدد بالخطر وإدارة الجامعة ترفض اسقبالهم لسماع شكاواهم. «الجريدة» أجرت تحقيقاً حول هذه المشكلة لتبيان رؤية الطلبة في هذا الشأن وهو ما يتضح من خلال السياق التالي:أكد الطالب عبدالله السنافي أن الاساتذة يتحملون جزءا كبيرا من المسؤولية في هبوط درجات بعض الطلبة، مستشهدا بما حدث معه حيث إنه سافر إلى معسكر رياضي بعد حصوله على موافقة ادارة الجامعة والاساتذة، وغاب عن الجامعة شهرا كاملا وعندما عاد درس بجد لتعويض ما فاته، ولكنه لم يحصل على درجات مرتفعة بل نجح بتقديرات ضعيفة مما أثر في معدله التراكمي. واستنكر السنافي موقف الاساتذة والادراة لعدم مراعاة ظروفه حيث إنه كان مسافرا ليمثل الكويت في الخارج وليس لشيء آخر، مبينا أن أقل ما كان يستحقه هو المراعاة.سوق جمعة واتفقت معه الطالبة أسماء الشمري حين نحت باللائمة على الاساتذة الجدد في الجامعة قائلة «أول ما أريد التحدث عنه هو الاساتذة الجدد الذين لا يؤهلهم مستواهم للتدريس بجامعة مثل جامعة الخليج مما يدل على أن مستوى الجامعة بدأ في الهبوط وأؤكد على اني لا أقصد الكل بل بعضهم، فبعض الاساتذة باتوا يزرعون الحقد في قلب الطلبة لأنهم يبحثون عن مصلحتهم وكأننا في «سوق جمعة» لا في مكان أكاديمي»، متسائلة «أين الادارة منهم؟... لا أذن تسمع ولا عين ترى».وعلى المنوال السابق نفسه أكدت سفانة الشواف أن «معظم الاساتذة أصبحوا لا يراعون الطلبة اطلاقا ومعظمهم يعطي درجة الامتياز لطالبين أو ثلاثة كحد أقصى حتى ان استحقها غيرهم»، معربة عن استغرابها «عدم مراعاة الطلبة عامةً الذين يمرون بظروف صعبة، فلو نلاحظ لوجدنا أن رسوب الطلبة في هذا الفصل الدراسي زاد بشكل خيالي فتجد طالبا رسب في مادتين والآخر في ثلاث مواد»، مرجعة السبب إلى صعوبة الامتحانات إذ بينت أن «الامتحانات صعبة وتحسب عليها الكثير من الدرجات، ويجب أن تتوزع الدرجات بطريقة مختلفة لمنح الطلبة فرصة للتعويض»، مضيفة «ما يحدث الآن يضر الطلبة بشكل كبير خاصة الذين يعانون انخفاض معدلاتهم ولديهم انذارات، فثالث انذار يحصل عليه الطلبة يليه طردهم من الجامعة»، وطالبت الادارة الجامعية بـ«النظر في هذا الموضوع وتفهم وضع الطلبة» الذي وصفته بـ«الحرج جدا».ومن جانبها بينت نورة الحجي أن هناك مواد صعبة وضربت المثال بمادة «Microeconomics» منتقدة الأساتذة لعدم تبسيطهم المادة حين قالت «لا هم يبسطون المادة لنا ولا هم يُسهلون الامتحانات علينا ولا يساعدوننا برفع الدرجات عن طريق الـ«Curve» ففيم إذا تفرق الجامعة عن الثانوية؟ أين ذهب التفهم الذي كان متبادلا بين المدرسين والادارة والطلبة؟»، ولفتت الحجي إلى وجود ظلم كبير في تصحيح الامتحانات ووضع الدرجات من قبل بعض المدرسين، مستطردة «من الغريب جدا أن هناك مجموعة من الطلبة ينقل بعضهم الواجبات من بعض وجميع حلولهم للأسئلة هي نفسها ويأخذ أحدهم درجة كاملة في حين يأخذ الآخر نصفها وغيره يأخذ ربعها، فإلام يشير ذلك؟ وإلام تشير نسبة الرسوب الهائلة في هذا الفصل الدراسي بالذات؟ أيعقل أن يكون مستوى عدد كبير من الطلبة قد هبط فجأة وتحديدا الآن؟».وتابعت الحجي «زميلة لي انسحبت من إحدى المواد وبلغت الاستاذ بذلك فقال لها بأنه سيسجل انسحابها من المادة في «السيستم» وإذا بها تفاجأ في شهر فبراير عندما ظهرت النتائج بأن الاستاذ لم يسجل انسحابها فأصبحت راسبة في المادة، وعندما ذهبت إليه وجدته سافر وكلما توجهت إلى الإدارة لا تجد أحدا فمنهم من لم يحضر ومنهم من أخذ إجازة في الوقت الذي يحتاجهم فيه الطلبة».أسباب متعددةأما وسام مطر فقد لاحظت في الآونة الأخيرة الانحدار الملحوظ والمفاجئ لمستوى طلبة الجامعة، ووضحت أن «ذلك يأتي من عدة مسببات أبرزها عدم مراعاة الاساتذة للطلبة والأهم من ذلك مستواهم حيث يفترض أن تكون جامعة الخليج أرقى الجامعات في الكويت ولكن للأسف من ناحية المبنى والتقنيات الحديثة فقط!»، وتساءلت «كيف للإدارة أن تتجاهل مستوى التعليم الأكاديمي للطلبة؟ وكيف لها أن تستهين باختيار المدرسين المناسبين لطلبتها؟»، مشيرة إلى أنه «من المهم أن يكون التركيز والاهتمام الأول والأخير هو الطلبة وما ينقصهم من اساتذة لهم خبرة جيدة في تعليم طلابهم، وليس فقط من الناحية الأكاديمية إنما أيضا من الناحية المعنوية للطالب حتى يكون هناك احترام متبادل بين الطالب والأستاذ». وأضافت مطر «ما هو جدير بالذكر أن المواد الاختيارية التي كان يعتبرها الطلبة مواد سهلة وتساعد في رفع معدلاتهم أصبحت لا تفرق عن مواد التخصص من ناحية الصعوبة».أوامر بالترسيبواستغرب عبدالعزيز الشارخ ظلم اعضاء هيئة التدريس لبعض الطلبة الذين يحاولون بذل أقصى جهودهم في سبيل الحصول على أعلى الدرجات فيقومون برفع درجات بعض الطلبة الذين لا يظهرون إلا في الامتحانات، وقال «لو كان هناك «Curve» أو زيادة في الدرجات أتمنى المساواة وأن تتم زيادة الجميع»، مشيرا في ما يخص تدني درجات أغلب الطلبة إلى أنه «أصبح من الطبيعي الآن أن نجد فصلا يخلو من طلبة الامتياز ونسبة الرسوب فيه عالية«رابطة الخليج» تخفض النسبة اللازمة للنجاح في «تمهيدي الإنكليزي»بعد محاولات رابطة طلبة جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا الكثيرة الوقوف مع الطلبة وبعد خمسة أيام من إقفال باب الادراة الجامعية دونهم ومنع رجل أمن الطلبة من الدخول، بحجة اجتماعات الإدارة المتكررة لحل المسألة، استطاعت الرابطة حل مشكلة «تمهيدي الإنكليزي» المتمثلة في خفض النهاية الصغرى التي يحتسب الطالب الحاصل على درجة أقل منها راسبا.وأعرب رئيس اللجنة الأكاديمية في الرابطة محمد الصانع عن سعادته الكبيرة باستجابة الادراة الجامعية للشكاوى التي طرحت، ومنها قضيه تمهيدي الانكليزي، «فبعد عدة اجتماعات ومخاطبات تم تخفيض النهاية الصغرى التي يحتسب الطالب عندها ناجحا لتمهيدي الانجليزي للفصل الدراسي، علماً بأن العديد من الطلبه سينجحون في الفصل الدراسي من جراء هذا القرار الذي سيصب في مصلحتهم. وبين الصانع أنه سيكون هناك زيادة في المقاعد المسموحة في الشعب الدراسية في أسبوع السحب والاضافة، وستكون هناك آلية عمل لتسجيل الطلبة وهي «سجل شعبتك عبر رابطتك» وسيتم استقبال الطلبات لفتح شعب اخرى، مشيدا بجهود د. صباح قدومي ود. فهد الزميع.يذكر أن قرارات الجامعة التي صدرت أخيرا تمخضت عن قرار يفصل الطالب فصلا نهائيا إذا ما تلقى ثلاثة انذارات بانخفاض معدله، وأيضا هناك لوائح داخلية تمنع «الطالب الموظف» من التسجيل في أكثر من ثلاث مواد، الأمر الذي جعل الطلبة يتوجهون إلى الادارة أملا في حل مشاكلهم، واحتشد الطلبة أكثر من مرة أمام مبنى الإدارة بسبب مشاكل أخرى، مثل الشعب المغلقة وعدم توافر مواد تخصص لبعض الطلبة.
محليات - أكاديميا
طلبة الخليج لـ الجريدة : مستقبلنا مهدد بالخطر... والإدارة ترفض استقبالنا بعض الأساتذة سبب هبوط درجاتنا وحارس أمن يمنعنا من الشكوى
15-02-2009