«الباش مهندس حسن» تحوّل إلى «المش مهندس حسن» عنوان الفيلم الذي أخرجته منال الصيفي وكتبه الثلاثة أصحاب التجارب المشتركة السابقة: سامح سر الخاتم، وليد سيف، محمد النبوي.

أحد أهداف الفيلم تشجيع الممثل محمد رجب، على رغم فشل محاولات سابقة في تحقيق الهدف نفسه («1/8 دستة أشرار»، «كلاشنكوف»)، و{المش مهندس» أفضلها في هذا المجال.

Ad

أمام الممثل الشاب الكثير كي يثبت إمكان تحوّله إلى نجم، وقد اتجه في فيلمه الأخير إلى «تطعيم» أدائه بطابع مرح وفكاهي، على العكس تماماً من بداياته، حينما قدّمته السينما المصرية في أدوار أقرب إلى التجهّم، وأحياناً كـ{عزول» ثقيل الظل يحاول التفرقة بين حبيبين! يبدو المش مهندس رجب أخف ظلاً هذه المرة، ولعله يحاول محاكاة تجربة أحمد عز وكريم عبد العزيز اللذين يمزجان الجدية والفكاهة.

طالب الهندسة حسن (محمد رجب) البطل في الفيلم والحبيب، الذي تعانده الظروف في جامعته، فيعيد السنة النهائية له في الكلية (إلى جانب اضطراره للعمل في أحد الـ{كباريهات» لذلك يتحوّل إلى «مش» مهندس)، فيما يصبح الشاب «المسنود» من أحد الأساتذة معيداً في الكلية (أحمد سعيد عبد الغني). هذا الشاب هو «العزول» هذه المرة، يخطف «كرسي» التدريس كمعيد من حسن، ويحاول الحصول على كرسي «الكوشة» من حسن في فرح الأخير وزميلته «مها» (دوللي شاهين)... وينجح الغريم في تحقيق هدفه، ويراه حسن إلى جوار مها في زفافها، بعد أن حاول بالطرق كافة واستطاع إبعاد الحبيبين عن بعضهما، لكن المحاولة أو المؤامرة الأخيرة والأقسى تنكشف في دقائق الفيلم الأخيرة، وتعود مها إلى حسن، وينتهي الفيلم بنهايته السعيدة المرتقبة. الفيلم أبسط، بعناصره الفنية كافة ومعالجته الدرامية من أن يحتمل تحليلاً أو تأملاً.

حفل موسم السينما خلال الـ 2008 بأفلام لم تحظَ بمثلها السينما المصرية منذ عام 2000. 47 فيلماً جاء معظمها على شاكلة «المش مهندس»، وربما أكثر هزالاً أحياناً، فهي أفلام مطلوبة من الفضائيات وليس المطلوب منها تحقيق نجاح نقدي أو حتى مادي، لأن الفضائيات تضمن لمنتجيها أنهم لن يخسروا.

وهذا يذكرنا بظاهرة عُرفت بأفلام «سينما المقاولات» قبل ربع قرن، ومثلت سيلاً من أفلام قليلة التكلفة، قابلة للتوزيع والكسب حتى من دون أية عناية بأولويات السينما حرفياً وفنياً.

اللافت والمؤسف أيضاً أن مخرجة «المش مهندس حسن» كانت واعدة بتجربتها الأولى «منتهى اللذة»، الذي حظي باهتمام واسع ونقاش نقدي، بصرف النظر عن أي رأي أو تقييم آخر للفيلم وأفكاره.

نتمنى أن تؤكد منال بتجربة سينمائية تالية الانطباعات الإيجابية التي تركتها بعد فيلمها الأول.