لا يمكن للمستشار فيصل عبدالعزيز المرشد أن يترك القضاء أو يتركنا، فنحن، قبل القضاء، بحاجة إلى فكر وعقل هذا الرجل الذي يشغل القضاء وهموم رجاله كل تفكيره، ولم يمل يوما عنهما، كما لا يرضى أن يسيء الغير الظن في القضاء، ويرى في القضاء بيته الأول والأخير.

Ad

قبل أن يتولى القضاء وهو يحمل شخصية قضائية حتى تدرج وترأس المحكمة الكلية، ومن بعدها محكمة الاستئناف، وفي طريقه إلى الأعلى، إن شاء الله.

إن الحديث عن هذا الهرم القضائي ليس سهلا أو بسيطا، فهذا الرجل لم يفتح بابه فقط للكافة بل فتح قلبه وأذنه لتسمع، وإن استشعر وقوع خلل سارع إلى حله بميزان العدالة، الذي يستعين به دائما في حديثه الذي لا يخلو من آيات وأحاديث وقصص من حياة النبي، عليه الصلاة والسلام، او حتى صحابته الأخيار، بل ان الاسلوب الذي يتبعه في نقد من هو أمامه يكون بصيغة استخدامه لأحد القصص التي لا تخلو من العبرة والعظة حتى لا يجرح من هو أمامه.

فيصل المرشد إنسان لن يتكرر تتعلم منه الكثير، تستمتع وأنت تنصت إليه، ويحرص دائما على أن يسمعك الكلام المفيد والموزون والمسؤول، ويحرص دائما على استقبال كل طالبيه ويستمع إليهم، ولا يتردد على فعل الخير، ودائما همه الأول والأخير القضاء، يعشق عمله لدرجة انه لا يعرف العطل يسارع في مناقشة هموم وطلبات رجال القضاء، ويستمع إلى ملاحظاتهم وينجز حلها على الفور، فهذا الرجل لا يعرف التأجيل.

لا يمكن لفيصل المرشد أن يقرر تركنا، فنحن بانتظار المزيد والمزيد منه لكونه بالفعل قياديا قضائيا محضا همه القضاء ورجاله، وليس شيئا آخر؛ لأن ذلك فيه مصلحة للكويت.

يقول عنه رجال القضاء إنه «دينامو القضاء» لكونه من أكثر المحركين للمشاريع داخل البيت القضائي، وذهنه وفكره حاضر مع القضاة والمستشارين منذ أن تولى رئاسة المحكمة الكلية، وهو يعمل بصمت إلى جانب زملائه في مجلس القضاء بكل نشاط.

أخيرا لا تذهب يا بوغازي، فنحن بحاجة إليك، والقضاء بحاجة إليك ورجاله المخلصون في مجلس القضاء لقيادة السلطة القضائية نحو الأمام وأعانكم الله على المسؤوليات الملقاة على عاتقكم، وأطال الله في أعماركم لخدمة هذا البلد المعطاء والذي ينتظر منكم الكثير.