لم تثن حرارة الجو ناخبي الدائرة الرابعة عن ممارسة حقهم الانتخابي مخالفين بذلك أغلب التوقعات التي كانت قد اشارت إلى ان غالبية الشعب الكويتي قد يعزف عن المشاركة في العملية الديمقراطية.

Ad

على عكس التوقعات بضعف المشاركة الانتخابية، سجلت مراكز الاقتراع في الدائرة الرابعة نسب تصويت عالية، في ظل تنظيم جيد للعملية الانتخابية.

وفاق حضور الناخبين في هذه الدائرة التي تضم 99882 ناخبا منهم 43552 ذكور و56330 إناث، توقعات اكثر المتفائلين إزاء نسب المشاركة في ظل حالة الاحباط وعدم الاكتراث التي سادت أجواء الحملات الانتخابية.

وبدأ لافتا نسب الحضور العالية في الفترة الصباحية التي تشهد غالبا عزوفا من الناخبين، وهو ما شكل مفاجأة للمرشحين ورؤساء اللجان الانتخابية على السواء.

وقال رئيس اللجنة الاصلية في مدرسة أم البراء بنت صفوان الابتدائية في منطقة القصر والمخصصة للناخبين الذكور جمال مبارك العنيزي، ان نسب الحضور كبيرة وغير متوقعة، خصوصا في الفترة الصباحية التي يقتصر فيها التصويت في الغالب على كبار السن والعاجزين، واعداد قليلة من الشباب.

واكد العنيزي في تصريح لـ»الجريدة» ان عملية التصويت بدأت منذ الصباح واستمرت بلا توقف، وسط اقبال كبير من الناخبين.

وأشار الى ان عدد المقترعين الى وقت الظهيرة في اللجنة الاصلية بلغ 180 ناخبا من اصل 672 ناخبا، وكذلك في بقية اللجان الثماني الفرعية في هذه المدرسة كانت النسب مرتفعة. وذكر ان عدد المقترعين في الفترة الصباحية كان كبيرا ثم انخفض في فترة الظهيرة، قبل ان يعود الى الارتفاع في الفترة المسائية.

وأشاد العنيزي بوعي الناخبين ومعرفتهم بالاجراءات وعملية التصويت، مشيرا إلى انه لم يتم ابطال اي ورقة اقتراع في الفترة الصباحية.

وتفقد سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد مدرسة أم البراء، واطلع على سير عملية الاقتراع واجراءات التصويت.

ومثلما كان اقبال الناخبين كبيرا على التصويت في مراكز الاقتراع في الجهراء، انطبق الأمر كذلك على اللجان الانتخابية في مناطق الفروانية والفردوس والاندلس وجليب الشيوخ وغيرهم، غير ان نسبة مشاركة الناخبات الاناث في التصويت في الفترة الصباحية كانت ضعيفة مقارنة بالنسب العالية من الناخبين الذكور.

وقال رئيس اللجنة الاصلية في مدرسة سلمان الفارسي المخصصة للناخبات الاناث في الاندلس المستشار انور العنزي، ان الامور تسير بشكلها الطبيعي وحسب القوانين التي تنظم العملية الانتخابية، متمنيا ان تستمر الفترة القادمة على نفس الوتيرة حتى نهاية اقفال باب الاقتراع واعلان النتائج النهائية، موضحا ان عدد الناخبات اللاتي ادلين بأصواتهن حتى الساعة الثانية عشرة 65 ناخبة من اصل 666 ناخبة في هذه اللجنة.

بدوره، أكد رئيس اللجنة الاصلية في مدرسة الوليد بن

عبدالملك المخصصة للاناث في الفردوس المستشار جمال الشامري أن نسبة المقترعين سترتفع في الفترة المسائية، مشيرا إلى أن ارتفاع درجة الحرارة ساهم بشكل كبير في خفض اقبال الناخبات الذي لايزال هادئا حتى الثانية عشرة ظهرا، موضحا أن عدد من أدلين بأصواتهن وصل إلى 30 ناخبة من أصل 721، وهي نسبة ضعيفة مقارنة ببعض اللجان الأخرى، مؤكدا أن الأمور تسير بكل يسر دون وجود أي معوقات تعكر صفو الجو العام للانتخابات.

من جهته، لفت رئيس اللجنة الاصلية في مدرسة اروى بنت عبدالمطلب في منطقة الاندلس المستشار عماد الحويل الى ان الاقبال بدا ضعيفا في الساعات الاولى، الا انه ارتفع تدريجيا وبشكل ملحوظ، مبينا ان عدد الذين ادلوا باصواتهم حتى الساعة الثانية عشرة بلغ 150 من اصل 812 ناخبا، لافتا إلى أن هناك بعض الاستيضاحات القانونية تم الاجابة عنها لبعض المقترعين، مشيدا بوعي الناخبين وحسن تعاونهم مع رجال القضاء.

ويعزو البعض نسب المشاركة العالية في عملية التصويت، رغم مشاعر الاحباط التي سيطرت على أجواء الحملات الانتخابية، والتوقعات بعزوف الناخبين عن الادلاء بأصواتهم واحجامهم عن المشاركة الانتخابية، الى القوائم والتحالفات التي شكلت لخوض الانتخابات ما شكل عوامل اضافية لدفع الناخبين إلى مراكز الاقتراع، فضلا عن الرسائل التي أراد البعض إيصالها من خلال اختيار نوعيات معينة من المرشحين، إضافة إلى ترتيبات اللحظات الاخيرة التي تسبق عملية التصويت.

وقال المرشح طلال منيزل العنزي ان عملية الاقتراع سارت بهدوء من دون اي اشكالات وسط تنظيم جيد وتعاون بين رجال الامن والسلطة القضائية لضمان انجاح عملية التصويت. وأوضح ان المشاركة العالية نوع من الالتزام برسالة سمو أمير البلاد التي وجهها الى الناخبين بالحرص على المشاركة وحسن الاختيار، فضلا عن عوامل اخرى.

اما المرشح مبارك الوعلان فأكد ان «العملية الانتخابية تسير على افضل ما يرام، لاسيما مع وجود حذر كبير من المسؤولين على الانتخابات من عدم الوقوع بأي خطأ كما حصل في المرة السابقة»، معربا عن «سعادته بالتفاعل الكبير الذي أبداه الناخبون مع بداية فتح باب الاقتراع، ما يشير إلى الاهتمام الكبير من قبل المواطنين بضروة المشاركة بالعرس الديمقراطي الذي تعيشه البلاد»، متمنيا من الناخبين ان «يمتثلوا لتوجيهات سمو الامير في اختيار الانسب والافضل لتمثيل الامة خلال المرحلة المقبلة».

من جانبه، قال المرشح محمد هايف المطيري ان حسن الاختيار يبشر بحياة سياسية هادئة ومتعاونة بين المجلس والحكومة، مؤكدا «أنه على أتم الاستعداد للتعاون مع الحكومة التي يتطلب ان تكون على قدر المسؤولية وتعمل وفق برنامج عمل وخطة واضحة، تفي بمتطلبات واحتياجات الدولة لتحريك عجلة التنمية المتوقفة منذ سنوات دون مبرر». وتمنى «ان يصوت الناخب بكل امانة للمرشح الاكفأ القادر على العمل وفق ما تقتضية المصلحة العامة»،

اما المرشح سعد رويشد العازمي فقال ان «العملية الانتخابية تسير بشكل جيد، لاسيما مع الاقبال الكبير من الناخبين، خصوصا من كبار السن الذين توافدوا في ساعات مبكرة»، مشيدا «بدور وزارة الداخلية الواضح من خلال كثافة القوة الامنية في مراكز الاقتراع»، مشددا على «ضروة ان يحرص الناخبون على اختيار ممثليهم الاقدر على العمل بالشكل المطلوب والذي تقتضيه المرحلة المقبلة».

وتوقع بدوره المرشح علي الدقباسي ان تكون نسبة التغيير في المجلس القادم خمسين في المئة، متمنيا ان يأتي مجلس يعبر عن طموحات الشعب ويدفع بإيجاد مناخ للعمل المشترك لتحقيق الانجازات ودفع عجلة التنمية في الدولة. وأمل ان تأتي حكومة تنهض بالبلد وتعزز الوحدة الوطنية للقضاء على العواصف السياسية التي مرت بها البلاد في الفترة الاخيرة.

من جهته، أشاد المرشح مبارك الخرينج بالاجواء الديمقراطية التي صاحبت الساعات الاولى من العرس الديمقراطي، مشيرا إلى الدور الكبير الذي تقوم به وزارة الداخلية ووزارة العدل، بالاضافة تعاون المواطنين لاخراج هذا العرس بالشكل الذي يطمح اليه الجميع، متمنيا ان تفرز هذه الانتخابات نتائج قادرة على اعادة الانجازات التي افتقدناها منذ سنوات على مختلف الصعد.

بدوره، أعرب المرشح شعيب المويزري عن سعادته بهذا الاقبال والتجاوب الكبير من قبل الناخبين في الفترة الصباحية، مشددا على ضرورة ان تكون مخرجات هذه الانتخابات بمستوى طموحات الشعب الكويتي وبما يخدم التنمية في البلد، متمنيا ان يستمر الاقبال من قبل المواطنين على المشاركة خلال الفترة المسائية حتى يكتمل العرس الديمقراطي.

الحلو والقهوة... لجذب ناخبات «الرابعة»!

إذا كانت الانتخابات البرلمانية في الكويت تزخر بالمفاجآت السارة للبعض والحزينة للبعض الآخر، فإنها بكل تأكيد تحمل أفكارا و«فناتك» جديدة تلفت الأنظار والانتباه،

لاسيما أن هذه الانتخابات غالبا ما تكون مصحوبة بأساليب متطورة لجذب الناخبين إلى هذا المرشح أو ذاك، وهو حق مشروع للجميع طالما كانت المنافسة شريفة وفي أطر قانونية لا تغضب أحدا ولا تميز بين مرشح وآخر.

من الابتكارات الحديثة في انتخابات 2009، ما قامت به المفاتيح الانتخابية النسائية لمرشحي الدائرة الرابعة من وسائل وطرق يمكن وصفها بالمغرية لجذب الناخبات وإقناعهن بالتصويت للمرشح المطلوب، إذ لم يخل مقر للاقتراع النسائي من أطباق الحلو ذات الأشكال والأحجام والأصناف المتنوعة، بما يتناسب مع الحالة الصحية لكل ناخبة، إذ يوجد ما هو مخصص للمصابة بالسكر، وآخر لمن تعاني الضغط والكوليسترول، وغيره من الأطباق المميزة للناخبات اللاتي يتمتعن بصحة جيدة، ومن الطبيعي أن تكون كل هذه الأنواع من الحلويات مجاورة لدلة القهوة التي تعتبر من الأساسيات المصاحبة لأطباق الحلو في كثير من المناسبات الاجتماعية، إذ باتت عنصرا أساسيا لا يمكن الاستغناء عنه في جميع مجالس النساء، بل ان الأمر تطور كثيرا إلى أن وصل إلى دواوين الرجال، لكن اللافت للنظر في مراكز الاقتراع المخصصة للنساء هو كيفية تعاطي المفاتيح الانتخابية النسائية مع الناخبات الراغبات في الدخول إلى هذه المراكز لأجل التصويت، إذ «تنقض» جموع المفاتيح الانتخابية لكل مرشح للوصول أولا إلى الناخبة التي تريد التصويت وكأنها فريسة جديدة، من خلال التسابق لإقناعها أولا في الجلوس وتناول الحلو وفنجان القهوة وبعد ذلك يمكنها التوجه للإدلاء بصوتها، إلا ان هذه الخطوة وفي كثير من الأحيان لم تجدِ نفعا مع العديد من الناخبات اللاتي فضلن عدم الالتفات إلى أي من المفاتيح الانتخابية، لعدم التأثير فيها وتغيير أحد الأصوات الأربعة التي يحق لها التصويت عليها، سواء كان ذلك وفقا لقناعة شخصية أو بتوصيات من «سي السيد» أو ولي الأمر الذي يرغب في تنفيذ الوعود التي قطعها لمرشحه المفضل، بغض النظر عما ترغب فيه الناخبة التي وجدت نفسها في غالب الأحيان مرغمة على التصويت لمن يراه الأب أو الأخ أو الزوج مناسبا!

وبما أن الدائرة الرابعة من أكبر الدوائر بالنسبة لأعداد النساء الناخبات، فمن البديهي أن تتحول مراكز الاقتراع النسائية إلى لوحات فنية غاية في الجمال، لاسيما أن المرأة تبدو أكثر حرصا من الرجل على إظهار الجانب الدعائي والاعلاني للمرشح بشكل إيجابي يخلو من أي شائبة، ما ادى إلى ابتكار وسائل وطرق لجذب الناخبات، سواء عبر القمصان والقبعات والأهازيج و»الشيلات» التي تؤكد أن وجود المرأة كعنصر فاعل في الانتخابات أصبح من الأمور التي يصعب الاستغناء عنها في الانتخابات البرلمانية القادمة، لاسيما أنها تعمل بشكل منظم ومدروس يلفت الانتباه، بحيث لا تشوه صورتها بالدرجة الأولى، ومن ثم حرصها الشديد على ألا تترك انطباعا سيئا لمشاركتها كعضو مؤثر في العملية الانتخابية، علما بأن هذه الأجواء الجميلة لم تكن موجودة في السابق، ما يجعلها محل اهتمام وسائل الاعلام المحلية والعربية والعالمية، خصوصا أنها تجربة قصيرة العمر وحديثة العهد على المجتمع الكويتي، الأمر الذي يؤكد أن حصول المرأة على حقوقها السياسية كان خطوة رائدة على الطريق الصحيح، لكن ما ينقص هذه التجربة الرائعة هو فوز إحدى المرشحات من الدوائر الخمس ووصولها إلى مجلس الأمة، ليكون ذلك تتويجا لرحلة بدأت قبل وقت قريب في الكويت.

باختصار، يبقى القول ان مشاركة المرأة في الانتخابات البرلمانية الحالية بعد تجربة ناجحة العام الماضي، أضافت رونقا وأناقة وجمالا للديمقراطية الكويتية التي كانت حكرا على الرجل سنوات طويلة، خصوصا أن العاملات كمفاتيح انتخابية لدى بعض المرشحين يتنافسن أيضا على الظهور بشكل أنيق من خلال الأزياء التي يخيل لكل من يشاهدها أنها بالفعل عرس جميل يعيشه الشعب الكويتي بكل أطيافه، بدليل أن مراكز اقتراع النساء تستقطب أكبر عدد من عدسات وكاميرات التصوير من مختلف وسائل الاعلام سواء صحافة أو فضائيات، في محاولة للحصول على لقطات وصور معبرة عن الأجواء الانتخابية لتكون هذه اللقطات طبقا آخر من «الحلو» إلى أطباق المفاتيح الانتخابية التي تزدان بها باحات هذه المراكز!

لقطات

كبار السن أولاً

كان لافتا وجود كبار السن في مقار الاقتراع في الدائرة الرابعة، لاسيما مع إصرارهم على الإدلاء بأصواتهم مع فتح أبواب مراكز الاقتراع في الثامنة صباحا.

مظلات

في ظاهرة جديدة وبدلا من الاحتماء بالسيارات تفاديا لحرارة الشمس الحارقة، تفتق ذهن بعض المفاتيح الانتخابية من الجنسين عن الاستعانة بمظلات ذات أشكال وأحجام مختلفة للجلوس تحتها، خصوصا أن درجة الحرارة وصلت إلى 40!

اعتراض «المتحدون»

اعترضت قائمة «المتحدون» على تصويت بعض الناخبات المنتقبات دون ان يتم التأكد من هوياتهن من قبل الجهة المعنية.

«الغبار أتلف ملابسنا»

غضب أحد الناخبين من عدم تنظيف الكراسي الموجودة أمام اللجان، خصوصا بعد العاصفة الترابية التي ضربت البلاد في وقت متأخر من ليلة الانتخابات، ما أثار استياءه وقال غاضبا «ليش ما نظفوا الكراسي؟».

تنظيم جيد

اتسمت العملية الانتخابية في مراكز الاقتراع بحسن التنظيم من قبل وزارة الداخلية، إذ تم تخصيص بوابة للدخول وأخرى للخروج بشكل منظم تفاديا للزحام والفوضى، قواكم الله.

استعانة بالأطفال

لوحظ أن بعض المرشحين لجأوا إلى الاستعانة بالأطفال كدعاية إعلانية لجذب انتباه الناخبين من خلال الزي الموحد والقبعات والبروشورات التي تحمل اسم وصورة المرشح.

ماء للصحافيين

حرصت احد المفاتيح الانتخابية للمرشح سعد الخنفور على تقديم الماء والعصائر إلى الصحافيين، إذ أكدت أن هذا العرس الديمقراطي فرحة للكويت بكل أطيافها.

«مكياج»

كانت السمة الأبرز في مراكز الاقتراع النسائية هي حرص المفاتيح الانتخابية على الظهور بأحلى زينة وكاملة الأناقة، خصوصا في ما يتعلق بالمكياج الذي كان لافتا بشكل كبير.