كشفت مصادر مطلعة لـ«الجريدة» أن مباحثات يتم التحضير لها حالياً بين الكويت والسعودية من جهة، وإيران من جهة أخرى، لاحتواء الأزمة التي تسببت فيها تهديدات قائد الحرس الثوري الإيراني بالسيطرة على مضيق هرمز وتقييد الحركة أمام ناقلات تصدير النفط من دول الخليج عبر هذا المضيق، في حين من المقرر أن تفرض قضية المضيق نفسها على طاولة مجلس الوزراء اليوم من خلال تقديم نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد الصباح ووزير النفط محمد العليم تقريرين حول البدائل المتاحة أمام الناقلات والسفن الكويتية الخاصة بتصدير النفط الى دول العالم، في حال تنفيذ طهران تهديداتها. وقالت المصادر إن المباحثات المزمع إجراؤها بين الأطراف الكويتية والسعودية والإيرانية تهدف الى الوصول الى صيغة توافقية تمهّد لجعل عمل مضيق هرمز بعيداً عن التوترات السياسية أو ما قد ينجم من توترات عسكرية بين الولايات المتحدة وإيران. وأضافت المصادر ذاتها أن الحكومة ستبحث بجدية البدائل التي من الممكن أن تتشارك فيها مع عدد من دول مجلس التعاون الخليجي للابتعاد عن هذا المأزق في حال استمرار لغة التصعيد العسكري بين طهران وواشنطن. وأشارت الى أن مجلس الوزراء سيجدد اليوم في بيانه التأكيد على رفض الكويت استخدام أراضيها لضرب إيران. الى ذلك، تفاعل مجلس الأمة مع قضية التهديدات الإيرانية بالسيطرة على مضيق هرمز. وأكد عدد من النواب أن من الوارد جداً الدعوة الى عقد جلسة برلمانية طارئة للمجلس للإطلاع على الاستعدادات الحكومية في التعامل مع الأزمات. وبينما أعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية النائب محمد الصقر في تصريح لـ«الجريدة» أمس انه «ستتم الدعوة الى عقد اجتماع قريب للجنة لبحث تطورات الأوضاع في المنطقة»، رأى النائب أحمد المليفي أن ردة الفعل الإيرانية لن تكون بمستوى التصريحات التي نسمعها من المسؤولين الايرانيين «لأن ثمة توازناً قوياً تدركه القيادة الإيرانية، لذلك فإن تصريحاتها لا تتعدى الاستهلاك المحلي»، مشدداً على ضرورة أخذ الحيطة والحذر من احتمالات نشوب الحرب في الخليج وانعكاس ذلك على الوضع في الكويت. ودعا النائب حسين قويعان الحكومة الى وضع خطة طوارئ دائمة على مدار العام ليس لمواجهة الحروب وحسب إنما الكوارث الطبيعية ومستجدات الاحداث. وقال إن عقد جلسة طارئة امر مطروح لمعرفة استعدادات الحكومة بشأن تطورات الأحداث. أمّا النائب روضان الروضان فقال إن لديه قناعة بعدم نشوب حرب. وأشار الى أن من السابق لأوانه الحديث عن جلسة خاصة للمجلس «لكن إذا ثبتت جدية في التهديدات الإيرانية فمن المهم معرفة استعدادات الحكومة». وشدد النائب عادل الصرعاوي على ضرورة التحرك الجماعي على مستوى دول الخليج لأخذ موقف موحد في التدابير الاحترازية تجاه ما قد ينجم عن تصاعد التوتر في المنطقة، فيما أشار النائب صالح عاشور الى أن ثمة مشكلة متوقع حصولها بين ايران وأميركا «والكويت دولة صغيرة لا تتحمل مثل هذه القضايا الكبيرة».
أخبار الأولى
الكويت والسعودية تبحثان مع إيران إبعاد هرمز عن التوترات
30-06-2008