تحدثت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس عن دقة تغطية «الجريدة» للتطورات داخل إسرائيل، متسائلة عن كيفية نجاح صحيفة كويتية حديثة النشأة نسبيا في تجاوز الصحف الإسرائيلية والحصول على انفرادات.

وفي تقرير موسع أعدته «هآرتس» عن الصحافة والحريات في العالم العربي، أكدت أن على القارئ العربي، الذي يبحث عن الانفرادات الخبرية وحرية الرأي والتعبير، اللجوء إلى وسائل الإعلام الخليجية دون غيرها؛ فعلى صفحات الجرائد الخليجية سيجد تناولاً محايدا للقضايا العربية عامة، بالإضافة إلى معلومات عسكرية حساسة من الصعب العثور عليها في مطبوعة عربية أخرى.

Ad

ونشرت «هآرتس» شعار «الجريدة» في صدر موضوعها، إلى جانب صورة أخرى لقارئ خليجي يطالع الزميلة «الوطن» القطرية. وأفردت مساحة واسعة لمسألة حرية الرأي وتدفق المعلومات في الصحف الكويتية، ففي بداية التقرير الذي كتبه محرر الشؤون العربية «يوآف شتيرن» أشارت الصحيفة إلى أن القارئ العربي أو الأجنبي الذي يريد أن يعرف معلومات وافية عن طبيعة الموقف السوري من تعيين هيلاري كلينتون وزيرة للخارجية الأميركية مثلاً، أو عن السلاح الذي تخشى إسرائيل وصوله إلى حزب الله، أو عن الجهة المسؤولة عن اغتيال عماد مغنية القيادي في حزب الله، هذا القارئ مضطر إلى البحث عن إجابة لأسئلته في الصحف الخليجية، فرغم أن هذه الصحف تتابع ما يحدث في فلسطين وإسرائيل عن بُعد، فإنها تنفرد دائماً بمعلومات خاصة بشأن آخر تطورات الصراع العربي- الإسرائيلي.

ويشير محرر الشؤون العربية في «هآرتس» إلى قضية خطيرة، تتمثل في أن بعض الصحف الخليجية صارت ساحة للقتال بين عدة دول مهمة، تأتي سورية وإسرائيل في مقدمتها. ففي صحيفة «الوطن» القطرية من الصعب أن تجد هجوماً ضد دمشق والرئيس السوري بشار الأسد، خصوصاً أن «الوطن» تتطلع إلى احتلال مكانة قناة «الجزيرة» في فضاء الصحافة المطبوعة، على عكس صحيفة «السياسة الكويتية» التي لا تفوت فرصة لشن هجومها العنيف على سورية وحلفائها.

وفي نهاية التقرير انعطفت «هآرتس» إلى استعراض سوق الصحافة المزدهر في الكويت، وقالت: «يشهد سوق الصحافة في الكويت تطورا وازدهارا ملحوظا، فإلى جوار الصحف الحكومية، نشأت في السنوات الأخيرة صحف مستقلة وشبه مستقلة، وتتمتع هذه الصحف بميزانيات مفتوحة تسمح لها باستخدام مراسلين من عدة دول، سواء من سورية أو لبنان أو حتى إسرائيل، لاسيما أن الأخيرة تشغل بال صناع القرار والقراء العرب أيضا، ومنذ عامين ظهر في سماء الصحافة الكويتية نجم جديد يحمل اسم «الجريدة»، وتتمكن هذه الصحيفة من نشر معلومات مهمة عن الداخل الإسرائيلي، فعلى سبيل المثال انفردت «الجريدة» عقب اغتيال عماد مغنية بنشر تقرير تعترف فيه مصادر إسرائيلية بأن العملية هي الحلقة الأولى ضمن سلسلة اغتيالات مخططة سلفا لتصفية كبار القادة في حزب الله، وأن إسرائيل تستعد لتصفية قادة إيرانيين أيضا، وتشير «هآرتس» إلى أن هذه التصريحات لم تنشر في إسرائيل نفسها، ولم يتكرر نشرها في وسيلة إعلامية أخرى إلا نقلاً عن «الجريدة». وفي أكتوبر الماضي انفردت «الجريدة» بأن الرئيس الأميركي جورج بوش اقترح على سورية استعادة الجولان مقابل إعلانها فض التحالف مع طهران، وفي فترة لاحقة نشرت «الجريدة» أن الاستخبارات التركية ساعدت إسرائيل في هجومها على المفاعل النووي السوري».

وينتهي التقرير الإسرائيلي إلى أن هذه المعلومات تتمتع بمصداقية نتيجة حرية الصحافة التي عرفت طريق الاستقرار في الإعلام الخليجي.