أعرب الرئيس النمساوي هاينز فيشر عن تطلعه إلى زيارة الكويت العام المقبل، تلبية لدعوة تلقاها من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، مشيداً في الوقت ذاته بالعلاقات النمساوية-الكويتية.أعرب الرئيس النمساوي هاينز فيشر عن أمله في زيارة دولة الكويت العام القادم، مشيرا إلى عمق الروابط التي تجمع بين بلاده والكويت منذ عقود من الزمن. وقال فيشر في مقابلة لـ (كونا) على هامش حفل الاستقبال، الذي أقامه في قصر الهفبورخ التاريخي، تكريماً لنخبة كبيرة من قادة وممثلي الجالية المسلمة بمناسبة حلول عيد الفطر السعيد، إن العلاقات النمساوية-الكويتية قطعت شوطا طيبا، حيث تطورت في مختلف المجالات.وأشار الى أنه تلقى دعوة من حضرة صاحب السمو امير البلاد للقيام بزيارة رسمية الى الكويت، معرباً عن امله في تحقيقها العام القادم.ورداً على سؤال بشأن علاقات بلاده مع العالم العربي، أشاد فيشر بعلاقات النمسا التقليدية مع الدول العربية، التي ارساها المستشار النمساوي الراحل برونو كرايسكي، مشيرا إلى أنه قام أخيراً بزيارة الى مصر ويعتزم زيارة عدد من الدول العربية في شمال افريقيا أيضا خلال الاشهر القادمة.وعن دلالات حفل الاستقبال الذي اقامه للعام الخامس على التوالي تكريما لممثلي الجاليات العربية والاسلامية في النمسا، أكد الرئيس النمساوي ان بلاده تحافظ على التقليد الذي ارسته باعتبارها مركزاً للحوار مع الدين الاسلامي، معتبرا أن حفل الاستقبال يمثل نموذجا من التعايش الحضاري واندماج المسلمين في المجتمع النمساوي.وعن مدى انعكاسات الفوز الملحوظ الذي سجله اليمين المتطرف في الانتخابات العامة، التي جرت في النمسا يوم الاحد الماضي على مستقبل الجالية المسلمة ومخاوفها من فقدان امتيازاتها في البلاد، طمأن الرئيس النمساوي المسلمين في النمسا ودعاهم الى عدم الشعور بالقلق او الخوف، مؤكداً حرصه شخصيا على تطبيق الدستور الذي يحترم حقوق الانسان.وفي هذا الخصوص أشار فيشر الى انه أعرب مراراً خلال اجتماعه مع رؤساء الاحزاب اليمينية النمساوية عن استيائه العميق من توجهاتهم، التي لا تخدم مصالح البلاد وتضر بسمعة النمسا ومكانتها على الصعيدين الاقليمي والدولي. وتابع الرئيس النمساوي قائلا «ان السلطات النمساوية التي تستمد قوتها من اسس قانونية راسخة وعادلة لن تسمح بالتطاول على حقوق الجالية المسلمة أو أي أقليات أخرى في بلادنا».وأشار الى أنه وبعيد انتخابه رئيسا للبلاد عام 2004 وجه اول دعوة الى المسلمين للاحتفال معهم بالمناسبات الدينية. وأعرب عن سعادته لكون هذه الدعوة التي تتكرر للمرة الخامسة على التوالي لاقت صدى ايجابيا من قبل المسلمين، وباتت تقليدا راسخا في النمسا يؤكد ان الدين الاسلامي في البلاد هو دين معترف به رسميا، ويحظى بنفس الاحترام والحقوق التي تحظى بها بقية الاديان السماوية على قدم المساواة.وذكر الرئيس النمساوي أن أوروبا اليوم باتت تنظر الى النمسا كدولة نموذجية للتعايش بين معتنقي الديانات السماوية، مذكرا بأن بلاده اعترفت بالدين الاسلامي منذ عام 1912، معرباً عن ارتياحه البالغ لعدم وجود عزلة بين الاقليات العرقية المقيمة في البلاد بفضل الحوار البنَّاء الذي تحرص النمسا على اقامته مع جميع الاطراف.من جهته، أقر رئيس الهيئة الاسلامية في النمسا البروفسور انس الشقفة، بأن نتائج الانتخابات النمساوية الاخيرة التي سجلت فيها الاحزاب اليمينية المتطرفة تقدما ملحوظا، بسبب نقمتها من اداء الائتلاف الحكومي الموسع تبعث على القلق، خصوصا ان التوجه العام في اوروبا بما فيها النمسا يميل الى اليمين بعد هذه الانتخابات.غير ان الشقفة وفي تصريح مماثل لـ«كونا» اعتبر ان النظام القانوني النمساوي يستوعب هذه النتائج، ولن تكون لها تأثيرات مباشرة في الاقليات بالبلاد عموما، وعلى الجالية المسلمة بشكل خاص.وأضاف الشقفة قائلا «ان الدستور والنظام القانوني في النمسا يكفلان حقوق الانسان، ويحافظان على وحدة البلاد، ويضمنان عدم انعكاس التأثيرات السلبية المقلقة للانتخابات على الأجانب ومختلف الأقليات العرقية والدينية الموجودة في النمسا». وأكد الشقفة ان حرص الرئيس النمساوي على مشاركة المسلمين الاحتفال بعيد الفطر للعام الخامس على التوالي يؤكد الوضع النموذجي، الذي يعيشه المسلمون في النمسا بما يعزز طبيعة التعايش الحضاري والثقافي بين التركيبة السكانية المتنوعة المشارب للمجتمع النمساوي.وبشأن دلالات واهمية المقبرة الاسلامية الاولى من نوعها المخصصة للمسلمين، والتي افتتحت يوم الجمعة في فيينا قال رئيس الهيئة الاسلامية في النمسا، إن هذه الخطوة تحمل معاني ودلالات عميقة جدا من بينها ان المجتمع النمساوي في طريقه لاعتبار المسلمين جزءا لا يتجزأ من نسيجه.ورأى ان افتتاح المقبرة الاسلامية سيجعل الجالية المسلمة المقيمة في النمسا تنظر الى هذا البلد ليس كعابر سبيل بل كوطن ومكان استقرار، مشيرا الى انه عندما تكون هنا في هذه البلاد قبور للاباء والاجداد فإن الاسلام سيتجذر اكثر فأكثر فيها.واعتبر الشقفة أن افتتاح المقبرة الاسلامية في النمسا يعتبر أداة فعالة وشكلا من اشكال المساعي المبذولة للاندماج في المجتمع النمساوي، وبالتالي يمكن ان تكون هذه اللفتة الكريمة والشجاعة من بلدية فيينا مثالا يحتذى به في بقية دول أوروبا، باعتبارها احدى الخطوات البنَّاءة في سبيل دمج الاقليات في مجتمع هذه الدول، مع الحفاظ في ذات الوقت على العقيدة والدين والشعائر.وعن امكان عقد مؤتمر للأئمة في النمسا على غرار المؤتمرات التي عقدتها الهيئة الاسلامية قبل عامين، كشف الشقفة النقاب عن ان الهيئة الاسلامية ستسعى خلال العام المقبل لعقد مؤتمر موسع للائمة من كل انحاء اوروبا، وسيكون المؤتمر الثالث للائمة والمرشدات الدينيات.وكشف النقاب ايضا عن ان وزارة الخارجية النمساوية تعكف على التحضير لعقد مؤتمر للحوار بين الأديان والثقافات، مشيرا إلى أن هذه المساعي تتم بالتشاور مع الهيئة الاسلامية الرسمية في النمسا.
محليات
الرئيس النمساوي: العلاقات النمساوية - الكويتية قطعت شوطاً طيباً في مختلف المجالات طمأن المسلمين في النمسا ودعاهم إلى عدم الشعور بالقلق أو الخوف
05-10-2008