قال الاستشاري الاسري والمختص في اصلاح ذات البين محمد رشيد العويد ان الخلافات الزوجية أمر طبيعي، وحدوثها لا يعني ان الزوج لم يحسن اختبار زوجته أو أن الزواج سيشهد فشلا وإخفاقا. وأضاف العويد في لقاء مع «كونا» ان معظم المشكلات الزوجية ناجمة عن تصورات خيالية للحياة الزوجية وان التصورات الحالمة قبل الزواج أمر منتشر في العالم كله، مبينا ان علماء الاجتماع ودارسي الحياة الزوجية يحذرون من ذلك بعد أن ادركوا من خلال البحث والدراسة انه سبب رئيسي من أسباب ارتفاع معدلات الطلاق. ووجه نصائح إلى الزوجين لإدامة المودة بينهما منها الكلمة الطيبة التي يسمعها الزوج للآخر فتفعل الكثير لهما، ومن أمثلتها ثناء أحد الزوجين على الآخر أو الشكر لما يقدمه الآخر إليه من رعاية أو عمل أو تضحية فتزيد طاقة الزوجين على بذل المزيد من العطاء للآخر. وقال ان من مسببات ادامة علاقة المودة بين الزوجين هو أن يرى كل زوج في احسانه الى صاحبه سببا في نيل الثواب الاخروي، مضيفا ان الرجل يؤجر ان انفق على زوجته ويؤجر إن أسمعها كلمة طيبة والمرأة مثله تؤجر على اعمال مشابهة. ودعا الزوجين الى ان يفهم كل منهما الآخر، فيفهم الرجل طبيعة المرأة، إذ إنها تختلف عن طبيعته، فطبيعتها العاطفية تحتاج الى تعامل خاص من رفق ورقة، وكذلك المرأة تفهم طبيعة الرجل، إذ إنه مختلف عن طبيعتها. ونبه الزوجين الى أن الصلة بينهما ليست بين أي شخصين آخرين، فليس لأحدهما أن يجد غضاضة في موافقة الآخر واحتماله والصبر عليه. وعن تهرب بعض الازواج من المسؤولية والتخلي عن البيت والأولاد بقضاء معظم وقتهم خارجه، قال انه ينبغي للرجل أن يعلم أن قوامته على زوجته تسقط اذا لم يحقق لها أمرين أساسيين هما (الانفاق عليها وعلى أولادها) (وحمايتها وتوفير الأمن لها)، وانه متى عجز الزوج عن نفقتها لم يكن قواما عليها.ودعا الأزواج الى أن يقدروا قيمة ما تقوم به زوجاتهم من عمل داخل المنزل من رعاية وتربية وغيرها وعدم الاستخفاف بتعبها لاعتقاد بعض الازواج انه هو من يتعب ويخرج الى العمل لكسب لقمة العيش فيرى عمله ويحتقر ما تقوم به زوجته من أعمال في المنزل.وتطرق الى ما يسمى الزوجة النكدة، وقال ان مثل هذه الزوجات يتعين الصبر عليهن، اذا أراد الزوج نيل أجر عظيم وادامة الحياة الزوجية، وحين يدرك أن الدنيا ماضية قصيرة وأن رعايتها لأولادها تغفر لها وأن مثيلاتها من النساء كثيرات.ودعا الزوج المبتلى بزوجة نكدة الى الابتعاد على مجادلتها ومناقشتها حين تبدأ بممارسة نكدها على زوجها، وذلك باشغال نفسه بأمور مهمة للبيت وبالأذكار الخاصة ولا بأس من الانسحاب من أمامها، ولو اضطر إلى الخروج من البيت، وليس في هذا ضعف، ويعينه على ذلك قوله النبي الكريم (يغلبن الكرام).ونصح الزوج بالدعاء للزوجة النكدة من مثل (اللهم أصلحها واسلل سخيمة قلبها وانزع شرها وأنزل عليها السكينة واملأها رضا وقناعة وازرع فيها محبة لي).وقدم نصائح لإبعاد شبح الطلاق بين الزوجين منها الا ينبش الزوجان الماضي لان مَن ينبش الماضي كمَن ينكأ جرحا كاد يندمل، وكذلك مَن يجتر أخطاء الزوج القديمة وكلماته الجارحة التي قالها في ساعة غضب، والاخطاء التي ندم عليها فانه يشعل الخلاف من جديد ويجعل المودة بعيدة والوفاق الزوجي صعبا.ودعا الزوجين الى عدم التردد في الاعتذار، «فالاعتذار صابون القلوب يغسل ما فيها من مشاعر سلبية تجاه الزوج المعتذر».
محليات
استشاري أسري: إن كانت زوجتك نكدة... فاصبر عليها دعا الزوج المبتلى إلى الابتعاد عن المجادلة والمناقشة
28-07-2008