حالة غريبة من الفوضى شهدتها سينما «سيتي ستارز» في مدينة نصر مع العرض الخاص لفيلم «الدادة دودي» والذي يعد بطولة ياسمين عبد العزيز الأولى في السينما المصرية. شهد عرض «الدادة دودي» الأول عدداً كبيراً من رجال الحراسة، التفوا حول صلاح عبد الله وياسمين عبد العزيز التي بدا التوتر واضحاً عليها.حضرت ياسمين متأخرة بعد بداية الفيلم واختفت قبيل انتهائه لتختبئ في إحدى الغرف بعيداً عن عيون الصحافيين والمصوّرين. وبعد إصرار المنتج المنفذ أحمد عبد العاطي خرجت ياسمين ليلتف المصورون حولها، لكنها هربت مجدداً من دون الإجابة عن أي سؤال، ما أثار غضب الصحافيين واندهاشهم.وبعيداً عن الأحداث التي سبقت الفيلم وتلته، أثار «الدادة دودي» تساؤلات وانتقادات حادة من النقاد الذين وجهوا أصابع الاتهام إلى صناع الفيلم باقتباس فكرته من رواية عالمية تم «تمصيرها» في منتصف السبعينيات بفيلم سينمائي بعنوان «حب أحلى من الحب» (سيناريو السيد بدير وحواره وإخراج حلمي رفلة) من بطولة محمود ياسين الذي قام بدور الأب، ونجلاء فتحي بدور الخادمة، وهي القصة نفسها التي ناقشتها في ما بعد مسرحية «مزيكا في الحي الشرقي» المقتبسة عن الرواية العالمية ذاتها، من بطولة سمير غانم وصفاء أبو السعود وجورج سيدهم.سارقة هاربةتدور أحداث «الدادة دودي» حول رضا التي تهرب من الإسكندرية الى القاهرة بعد أن تسرق مع شريك لها مبلغاً مالياً ضخماً من أحد رجال الأعمال. فتعمل مربيّة أطفال في منزل أحد ضباط الشرطة بعد انشغال المربية السابقة بطفلها الرضيع.تجد رضا نفسها في مواجهة مع ستة أطفال أشقياء يدبّرون عدداً من المقالب والمكائد بقصد «تطفيشها» من المنزل ليمرحوا ويلعبوا كما يشاؤون، لكنها تنجح في نهاية المطاف في كسب ثقتهم وتحوّلهم إلى أصدقاء لها.الفيلم قصة وسيناريو وحوار نادر صلاح الدين وإخراج علي إدريس، وبطولة ياسمين عبد العزيز وصلاح عبد الله وسامح حسين ومحمد شرف وستة أطفال يقفون أمام الكاميرا للمرة الأولى.حول «الدادة دودي» تقول الناقدة ماجدة موريس: «موضوع الفيلم مستهلك جداً، فقد قدّم في أكثر من عمل سينمائي ومسرحي. وإن أردنا وصفه بدقة فهو عبارة عن «قص ولزق» من أفلام عربية وأجنبية عدة أبرزها «حب أحلى من الحب» الذي قدمته الفنانة الجميلة نجلاء فتحي ومحمود ياسين خلال نهاية السبعينات وحقق آنذاك نجاحاً كبيراً».أما الناقدة ماجدة خير الله فتوضح: «قال الرئيس السادات في أحد المواقف إن أعضاء الاتحاد الاشتراكي يجب محاسبتهم بتهمة الغباء السياسي، وأنا اليوم أقول إن صناع هذا الفيلم يجب محاسبتهم بتهمة الغباء أيضاً، فهم لصوص أغبياء لأن قصة الفيلم مستهلكة، وقدِّمت مراراً».تضيف خير الله: «اقتبس السيناريست نادر صلاح الدين القصة عن الأعمال التي تناولتها تماماً من دون أن يغيّر ولا حتى تفصيل واحد فلم يخرج الجنين مكتمل الملامح وجاءت المعالجة سيئة للغاية. وبعيداً عن قصة الفيلم المسروقة فقد جاءت أدوار الممثلين سيئة. استظراف ياسمين عبد العزيز كان مبالغاً فيه الى درجة كبيرة، فهي لا تريد الاقتناع بأنها ليست ممثلة كوميدية وأن دمها ليس خفيفاً. كذلك جاء دور سامح حسين باهتاً. من ناجية ثانية أعتقد أن مشهد منى زكي كضيفة شرف لم يؤثر في أحداث الفيلم بتاتاً وجاء بلا معنى».في سياق متصل يصرّح الناقد رفيق الصبان: «سيطر الفنانون الذكور على السينما المصرية، لذا تحاول الفنانات الخروج من هذه السيطرة. وعلى رغم ضرورة ذلك، إلا أن محاولاتهن باءت بالفشل لأنهن لم يركزن في نوع الأدوار والشكل الذي يظهرن به. وتوضَّح هذا الواقع خلال الموسم الراهن الذي تسيطر عليه البطولة النسائية، وفي «الدادة دودي» أعتقد أنه كان بإمكان صناع الفيلم وفي مقدمهم بطلته ياسمين عبد العزيز تقديم رؤية أفضل لأن الفيلم يناقش قضية مهمة وهي إهمال الأب وسط زحمة الحياة وبعد وفاة الأم يضطر لاستقدام مربية. وعلى رغم أن السينما تناولت هذه الفكرة سابقاً منذ سنوات عدة في فيلم «سيب وأنا اسيب»، كان بإمكان السيناريست والمخرج وكذلك الأبطال تغيير معالجة الفيلم الدرامية، فلا يعتمدون كما الأعمال السابقة على مقالب الأطفال ولا يلعبون على ورقة هؤلاء لإنجاح الفيلم. بالإضافة الى أن بعض الخلل الذي صاحب أداء ياسمين عبد العزيز المفتعل بدا واضحاً، كذلك لم يقدّم سامح حسين أي جديد».
توابل - سيما
الدادة دودي... لماذا هاجمه النقّاد والصحافيون؟
19-12-2008