فجأة أصبح عاصي «ابن» زياد الرحباني أو عاصي «ابن أبيه» في الواجهة الاعلامية، نجماً على مائدة صديقه الاعلامي زياد نجيم، ومن قبله على صفحات مجلة «الجرس»، فجأة أيضاً تقدّم الموسيقي زياد عاصي الرحباني بدعوى أمام محكمة الدرجة الأولى في المتن الشمالي في منطقة جبل لبنان، المسجلة برقم 910/2008 وموعد النظر فيها في 23/4/2009 وموضوعها «إنكاره أبوته لعاصي زياد الرحباني وطلب شطبه من خانته ومنعه من استعمال شهرة الرحباني وتدوين خلاصة الحكم في سجلّ النفوس».

وبين الخبرين نعرف براثن الواقع الاجتماعي والفني والسياسي في لبنان، فالوسائط الاعلامية تعمل على الحسب والنسب، من اطلالة واحدة على شاشة التلفزيون أصبح عاصي «ابن أبيه» رقماً صعباً، وصار كأن عمره سنوات في السينما من دون السؤال عن رصيده في الإخراج، كأن الذين استضافوه يستضيفون رصيد الرحابنة في المسرح والموسيقى والغناء، هذه هي المحنة في لبنان.

Ad

أطلّ عاصي في برنامج «ضد التيار» مع زياد نجيم، الذي ركز على دور آل الرحباني والسيدة فيروز في حياة عاصي الصغير، وبدا رافضاً التعريف عنه كابن لزياد، وذهب إلى رفض الحديث عن والده في أكثر من مقابلة أجريت معه بمناسبة فوزه بجائزة عن فيلمه الأول الذي عرض في زغرتا، قائلاً: «الأمر يتوقف على موضوع المقابلة، فإذا كانت المناسبة عيد الأب نحكي قد ما بدّك لكن الفيلم هو محور اللقاء حالياً. لا يستفزني الحديث عنه، لكنه في غير موضعه، الموضوع بحد ذاته ليس محرّماً عندي».

أوضح عاصي أن «عائلة الرحباني من دون استثناء عملت في المسرح وعالم الأغنية، أما أنا فهدفي الإخراج السينمائي، لكن ضمن نمط جديد، بحيث لا يقال إنني أقلد فلاناً أو علاناً، خصوصاً أن ظاهرة تقليد الأبناء لآبائهم منتشرة بكثرة في لبنان».

هكذا بقصد أو بغير قصد يغرف عاصي «ابن أبيه» من بئر الرحبانة ويرمي فيه الحجارة، لا يريد عاصي أن يكون من آل الرحباني لكنه لم يفكّر لحظة أن سنده في كل مشروعه أنه من هذه العائلة، أما زياد ابن عاصي فهو كما قيل «فتى الموسيقى المدلل»، لا يحتمل أحداً غيره في أي شيء، سواء في الموسيقى أو السينما، إنه مزاج في مزاج، يتّهم أنور ابراهام بأنه يهودي لمجرد أن اسمه يشبه اسماء اليهود وهو في الحقيقة من عائلة مسلمة، هذا نموذج عن تفكرات فتى الموسيقى المدلل.

بعد صعود الابن المفترض على شاشة التلفزيون استيقظ شبح «الـ دي أن إيه» في رأس زياد الرحباني وراح يبحث عن الجينات، إنه يشبه الافلام المكسيكية، المفارقة أن هذه القضية اتت في خضمّ موجة تكفير الفنانة صباح لأنها تحدثت عن خيانتها لأزواجها معتبرة أن الخيانة تحصل دائماً في المجتمع الفني.

بين زياد الرحباني وطليقته دلال كرم التي قدّم لها أغنية «مربى الدلال» قصة طويلة من الاتهامات المتبادلة، مرة بالخيانة ومرة بسوء التربية، ففي العام 2002، أطلّت دلال في مقابلة مع مجلة لبنانية فنية اسمها «كوكتيل»، وتحدثت عن علاقتها بزياد ونشرت رسالة كان طليقها أرسلها الى عاصي، وفيها تحذير من طريقة والدته في تربيته، التي تعتمد اسلوباً ارستقراطياً لا يليق بتاريخ الرحابنة المتواضع. بعدها علم زياد أن دلال تكتب مذكراتها معه، فقال بما يشبه السخرية : {تكتب مذكراتها معي. هل تعتقد أنها إيفا براون وأنني هتلر؟!»

هكذا تختلط الكوميديا بالدراما في علاقة زياد بزوجته السابقة، كان الزواج ملتبسا منذ البداية، الزوجة كالت الاتهامات لزياد بشأن علاقته بكارمن لبّس وزياد قال إنه عاش مع هذه الاخيرة وكانت خطيبته، لكن حين صعد نجم كارمن في المسلسلات والسينما لم تعد في «كانتون» زياد، أكثر من ذلك حين كانت علاقة زياد بدلال بحكم المنتهية كانت تتهمه بإقامة علاقة مع الفنانة ليال ضو، وبين ليال ودلال ولد شاب اسمه عاصي فرض عليه القانون الشرقي أن يبحث عن أبيه.

يمكن أن يشكّل هذا المشهد سيناريو لمسلسل درامي يتحدث عن كواليس العائلة الرحبانية، بل عن كواليس فتى الموسيقى المدلل في بلد اللبن والعسل.