غريبة وخيالية هي الابتكارات التي تطالعنا بها الشركة الألمانية «بي أم دبليو» بين الفينة والأخرى. ولعل آخرها كان السيارة النموذجية «جينا» التي عرضت في متحف «بي أم دبليو» في ميونيخ والتي ارتدت «لباساً» مصنوعاً بالكامل من القماش.

Ad

ابتكرت شركة السيارات الألمانية «بي أم دبليو» سيارة جديدة تغير شكلها بلمسة زر. وهي تبدو للوهلة الأولى كأي سيارة رياضية أخرى لكن الواقع هو انها مصنوعة من القماش بدلاً من المعدن.

وقدمت شركة «بي أم دبليو» الألمانية للسيارات الفارهة النموذج التجريبي للسيارة «جينا» والذي صنع سطحه الخارجي بالكامل من القماش بدلا من المعدن، وذلك بمناسبة افتتاح متحف الشركة العصري تماما في قلب مدينة ميونيخ.

أجهزة كهربائية هيدروليكية

«جينا» هي التصميم المستقبلي المبتكر للشركة الألمانية بي أم دبليو. وقد عرضت في متحف بي أم دبليو في ميونيخ أخيراً. أبرز ما يميز هذا التصميم الجديد من بي أم دبليو هو الجلد الخارجي المصنوع كاملاً من أقمشة مشدودة حول هيكل مصنوع من المعدن وأسلاك من الألياف الكربونية. الهيكل الخارجي للسيارة يتم السيطرة عليه من خلال أجهزة كهربائية هيدروليكية التي يمكنها أن تتحرك وأن تؤدي فعلا الى تغيير شكل السيارة من تحت النسيج أو الجلد إذا صح التعبير. فعلى سبيل المثال، الأضواء الأمامية لـ«جينا» يمكن يكشف عنها أو إخفاؤها عبر جلد السيارة تماماً مثل عملية رمش العيون، ويفتح غطاء السيارة الأمامي من المركز حيث تتباعد أجزاء النسيج للكشف عن أجزاء المحرك.

«جينا» هو من تصميم كريس بانغيل رئيس المصممين في الشركة الألمانية بي أم دبليو وقد تم بناؤها قبل ست سنوات، ولكن بي أم دبليو أبقت التصميم تحت طي الكتمان.

تقول الشركة الألمانية بي أم دبليو أن نسيج الجلد (المصنوع من البولي يوريثين) هو مرن ودائم ومقاوم للماء. الجلد مشدود على مدى هيكل الألومنيوم التي تحركه محركات كهربائية هيدروليكية تسمح لقائد السيارة بتغيير شكل جسم السيارة.

وقال كريس بانغيل من «بي إم دبليو» ان «هذا الحل الثوري يفسح المجال أمام تصاميم جديدة وقدرات إنتاج كبرى».

وأضاف: «الهيكل الخارجي المصنوع من القماش يتحرك ويمكن أن يقوم بكل ما يمكن لهيكل معدني أن يقوم به».

يشار إلى ان الشركة الألمانية التي ابتكرت هذه السيارة استندت إلى شكل سيارة الـ «زد 8». وسيارة «جينا» فضية اللون استخدم فيها قماش قوي يمتد باتجاه الدواليب المعدنية التي يتم التحكم بها هيدروليكياً. ولا تحتوي «جينا» على غطاء محرك أو سقف أو صندوق وإنما كل ما فيها هو قطعة قماش تغطي مكان القيادة المتطور جداً.

لن تكون في صالات العرض

تقول بي أم دبليو أنه يمكن تغيير شكل الجسم من دون إرخاء أو إلحاق أي ضرر في النسيج. الجلد مصنوع من نسيج شفاف نسبياً لذلك يمكن رؤية الأضواء الخلفية من خلاله، والمحركات الصغيرة تشد نسيج الجلد لتكشف عن الأضواء الأمامية كما أسلفت سابقاً.

وأضافت ان السيارة الجديدة لن تكون في صالات العرض قريباً لكن «بي إم دبليو» تأمل في أن تطبق فلسفة هذا التصميم على كافة الموديلات في المستقبل، وفي المرحلة الراهنة يمكن مشاهدة هذه السيارة في معرض الشركة في ميونيخ.

وفي ما وصفته الشركة الألمانية بأنه «تحد» للاتجاهات الراسخة في صنع النماذج التجريبية من السيارات، جاء هذا النموذج المبتكر بسطح خارجي يمتد حول هيكل قاعدي قابل للحركة.

كما يظهر جناح خلفي إضافي من مؤخرة السيارة ذات الجسم الانسيابي دون الكشف عن الجوانب الميكانيكية لها.

وقالت الشركة في بيان صحفي إن مبدأ تصميم «جينا» قائم على توفير مزيد من الحرية في تصميم السيارات، فهو يتيح ابتكار منتجات بمجموعة متنوعة من التصميمات والوظائف التي تعبر عن التفرد وتلبي المزيد من احتياجات من يستخدمونها

وأضافت الشركة أن «حدود صفات المواد الحالية (المستخدمة في جينا) وعمليات التصنيع تستشرف المستقبل البعيد».

والسيارة مجهزة من الخارج والداخل بمجموعة متنوعة من المكونات التي تختلف اختلافاً كبيراً عن الحلول التقليدية، ليس في شكلها الخارجي فحسب بل أيضاً من حيث خصائصها الأساسية.

كما أن وظائف السيارة لا تعمل إلا عندما يكون السائق في حاجة إليها بالفعل.