بفرحة غامرة، استقبل الناس افتتاح مهرجان «هلا فبراير»، الذي استمرت فعالياته أربع ساعات، بمشاركة المواطنين والمقيمين من مختلف الأعمار، وشهد حفلَ الافتتاح حشدٌ كبير من الفنانين والإعلاميين، مع ما بدا من تنسيق واضح عند مرور عروض الإثارة التي تؤديها الفرق والهيئات الأهلية. وكان لافتاً في هذا العام قلة عدد الجمهور الذي حضر الافتتاح، ولعل ذلك راجع إلى تقلبات الوضع الاقتصادي الراهن، إضافة إلى الجدل الدائر بشأن إلغاء حفلات «هلا فبراير» أو تأجيلها إلى وقت لاحق، دون تأكيد أو نفي من الجهات الرسمية.وقد استطلعت «الجريدة» آراء عدد من الفنانين والإعلاميين بشأن حفل الافتتاح. أكد المذيع أحمد الموسوي أنه يعيش شعوراً مزدوجاً يجمع بين الفرحة والرهبة معاً، يقول: وجودي بين هذا الحشد من الجمهور يجعلني سعيداً بهذا الحدث، وتأتي الرهبة نتيجة لحرصي على اداء واجبي بقوة، ومحاولة تقديم نوع من الاثارة والفرحة من خلال المسابقات التي تقيمها قناة «الراي».اما مدير ادارة المنوعات في تلفزيون دولة الكويت محمد المسري فقال: لا شك أن لتلفزيون دولة الكويت دورا مهما في مهرجان «هلا فبراير» طوال السنوات العشر الماضية التي اقيم فيها المهرجان، إذ يقوم التلفزيون بتغطية فعاليات المهرجان ونقلها مباشرة إلى الجمهور، كما ان تلفزيون الكويت يوزع الادوار على الفضائيات الكويتية الاخرى التي تغطي المهرجان، ولم يستهجن المسري التنافس بين المحطات مادامت محصلته تصب في مصلحة الكويت وتحسين صورتها امام الشعوب الاخرى.من جانبه، أكد المذيع احمد الرفاعي أن المشاركة في «هلا فبراير» بحد ذاتها تمثل اضافة إلينا كمذيعين، «وبما أننا قادرون على تقديم الفرحة، وإضافة أجواء من المتعة إلى المهرجان فإننا لن نبخل بما نستطيع تقديمه». فنانون في فبرايرالفنان شهاب حاجية شارك الناس فرحتهم وسعادتهم بفبراير 2009، حيث قدم عرضاً مميزاً للمهرجان، تابعه العديد من الجمهور، واشاد حاجية بالكويتيين المشاركين فرحةً ببلدهم، وقال إن علينا جميعاً كمواطنين ووافدين المشاركة في أفراح هذا البلد الذي كان دائماً وابداً مصدر رزقنا ومحل عيشنا، موجها دعوة إلى كل الفنانين للمشاركة في المهرجان، لان هذا هو دور الفنان الحقيقي على حد قوله.الفنان مشعل الشايع شارك ايضاً في المهرجان، كمذيع هذه المرة، وقال إن وجوده في افتتاحية فبراير امر يجعله فخوراً بنفسه كمواطن وفنان، وتمنى الشايع للمهرجان مزيداً من التميز والرقي، داعياً الله تعالى ان يبلغنا فبراير المقبل بسعادة كما تعودنا دائماً على استقباله، ووجه الشايع نصيحة إلى الشباب للتحلي بالاخلاق والاحترام في هذا اليوم وألا يضايقوا أو يتعرضوا للنساء والعائلات، واثنى ايضاً على دور الشركات الراعية للمهرجان بالتنظيم والتفاعل.لم يختلف كثيراً رأي الفنان مصطفى اشكناني عن رأي زميله مشعل، حيث أكد ان دورهم في مثل هذه المهرجان غير مقتصر فقط على كونهم فنانين بل مواطنين ومحبين لهذا البلد.اما كلا الفنانين محمد الشعيبي ومحمد الحملي فهما مشاركان مع الشايع في تقديم برنامج المسابقات الخاص بالافتتاحية، واعرب الشعيبي عن فرحته بالتواصل مع الجمهور وتفاعلهم معه في هذا اليوم، متمنياً ان يرضى الجميع عن البرنامج، وان يسهم هو في زيادة روح الاثارة والتشويق بالمهرجان.وكان للفنان محمد اكوا دور مختلف كلياً عن زملائه، حيث قدم للجمهور نوعاً جديداً من الاغاني التي دخلت على الخط في المرحلة الحالية بقوة وهي الراب، واشار اكوا إلى ان الجمهور يحب هذه النوعية من الاغاني في مثل هذه المناسبات، حيث تزيد شعور الفرحة والبهجة عند الناس، وعندما يقدمها يشعر بأنه قد ساهم بدوره كفنان.مشاركات الجمهورأعربت امل النصار، وهي زائرة من مملكة البحرين، عن فرحتها بالمشاركة في مهرجان مجاور لبلدها، وقالت إن فرحة اهل الكويت تعني فرحة اهل البحرين، ودورنا كخليجيين يحتم مشاركة بعضنا في أفراحنا وأحزاننا، لاسيما ان مهرجان «هلا فبراير» من اهم المهرجانات بالوطن العربي، ويسعد جميع العرب المشاركة بفعالياته ونشاطاته.اما زينب عبدالله وهي اختصاصية نفسية بمدرسة المستقبل ثنائية اللغة فكانت تمثل مدرستها في المهرجان، حيث قدمت اعمال طلاب المدرسة من خلال فعاليات الافتتاحية، واعتبرت أن المهرجان وسيلة مهمة للترويج للمدرسة، ولعرض اعمال الطلاب الذين اجتهدوا فيها طوال السنة على الجمهور في هذا اليوم، وقالت إن من المهم مشاركة الهيئات التعليمية في مهرجان فبراير، فهو ليس مهرجاناً ترفيهياً فقط، بل ثقافي وتعليمي ايضاً.للديمقراطية وقفة أيضاًكان لتجمع «صوت الكويت» حضور لافت في الافتتاحية، إذ عرضوا أفكارهم ومبادئهم بصوت قوي هذه المرة، رافضين أن يكون للصمت محل بينهم، وقد تحدث احمد باقر وهو احد افراد التجمع، بأن هناك من يريد قمع الديمقراطية من بيننا، وسماهم بجماعة الظلام! وقال إن علينا كمواطنين من خلال هذا المهرجان التصدي لهؤلاء الناس الذين لا تهمهم مصلحة الكويت، بل يريدون فرض ارائهم ومعتقداتهم بالقوة علينا، وهذا مرفوض بتاتاً بدولة ديمقراطية كالكويت. وأشار إلى أن تجمع صوت الكويت موجود تحت مظلة الدستور، فالدستور كفل حرية التعبير و«الرأي» والديمقراطية، لذا هم يدعمون دور هذا الدستور بمشاركتهم تلك، اما عن رأي باقر في إلغاء حفلات فبراير الغنائية بسبب اوضاع بعض الدول الشقيقة، فقال إنه يجب على الكويتيين ان يفرحوا بمهرجاناتهم ومناسباتهم، وليس من حق أي شخص سلبهم هذه الفرحة، وذكر أنه يشعر بالمآسي التي يعانيها اخواننا في غزة، ولكن يجب على من ينادي بتوقيف المهرجان احترام فرحة الكويت واهلها قبل كل شيء!للشباب أيضاًوكانت هناك مشاركة لمجموعة من محبي الدراجات النارية، وذلك بعرض دراجاتهم أمام الجمهور، والسماح لهم بالتصوير بجانبها، والصعود عليها ايضاً، وتحدَّث ممثل هذه المجموعة، الشاب نواف الموسى، الذي اطلعنا على دوره بوصفه هاوياً، وقال: من حقنا كشباب ان نعرض مواهبنا امام الجمهور بشكل رسمي خلال هذا المهرجان، ومن المهم ان يعرف الناس أن قائد الدراجة النارية ليس بذلك الشاب المستهتر والخطير الذي انطبعت صورته في أذهان الناس، ودورنا نحن كمحبين حقيقيين لهذا النوع من الرياضة هو تصحيح هذه الفكرة، وتوضيح الصورة الحقيقية لقائد الدراجة.وبالاضافة الى الدراجات النارية، كان للسيارات الغريبة حضور ايضاً، فقد قام مجموعة من الشباب الكويتي بصف سياراتهم التي تُعدّ تُحفا معقدة وجاذبة للجمهور، وذلك لعرضها أمام الناس، واضفاء صورة مميزة وفريدة للساحة المقام بها المهرجان.الفرق المشاركة تعددت الفرق المشاركة في افتتاحية المهرجان، وأهمها فرقة دايم السيف الخليجية، وفرقة ادارة التأهيل المهني الخاصة للمعاقين، وكان للاطفال نصيب ايضا بين الفرق، فقد قامت فرقة الشخصيات بتقديم اشهر الشخصيات التي يعشقها الاطفال، وفرقة الهبان التي استمتع بها الكويتيون والاجانب، وفرقة السامري التراثية وفرقة بلال الشامي الكويتية، وكانت للدول العربية والاجنبية مشاركة مهمة من جانب الفرق، فقد شاركت كل من الفرقة السورية، وفرقة السيرك المصري- الاوروبي، والفرقة المصرية، والفرقة الهندية وفرقة الاركوز الروماني، والفرقة الرومانية والفرقة اليمنية.
محليات
فرحة عارمة في افتتاح هلا فبراير حضور إعلامي لافت وتساؤلات بشأن حفلات المهرجان
01-02-2009