تفاعلا مع ما نشرته «الجريدة» حول وجود حالات تلوث في غرفة العلاج الكيماوي في مستشفى حسين مكي جمعة، فتحت وزارة الصحة تحقيقا في الموضوع لمعرفة الأسباب.

أكد وزير الصحة علي البراك أن «وزارة الصحة فتحت تحقيقا في الموضوع الذي أثارته «الجريدة» في عددها أمس الأول بوجود تلوث لـ15 حالة في غرفة العلاج الكيماوي، في مستشفى حسين مكي جمعة للجراحات التخصصية والأورام قبل نحو شهر»، وأوضح البراك أنه «طلب من وكيل الوزارة بالإنابة متابعة القضية والوقوف على أسباب حدوث ذلك». وبيَّن الوزير عقب تدشينه ورشة المسح التشخيصي لسرطان الثدي التي انطلقت في مستشفى الصباح أمس «أن الشائعات التي تشير إلى احتمال توليه حقيبة وزارة التربيةفي تدوير قادم تبقى تكهنات صحافية لا أكثر».

Ad

وقال البراك «إن مشروع المسح التشخيصي لسرطان الثدي يعد خط الدفاع الاول لمكافحة المرض، مؤكدا ان مرض سرطان الثدي يصيب كثيرا من النساء في مختلف انحاء العالم، لافتا الى ان هذه الحملة تعد حملة توعوية من اجل حث جميع النساء في الكويت سواء كن مواطنات او وافدات الى التقدم لعمل الفحص المبكر؛ كي تتم الوقاية من هذا المرض، مضيفا انه اذا تم اكتشاف اي حالة مرضية مصابة بهذا المرض في بدايته فإنه من السهل تقديم العلاج لها، مشيرا الى ان تنظيم حملة سرطان الثدي يعد جيدا للغاية وسيفيد ذلك في توعية النساء من اجل التقدم لعملية الفحص للعمل على الاكتشاف المبكر لهذا المرض الخبيث.

أجهزة متطورة

وأشاد البراك بالجهود التي بذلها القائمون على الحملة وبالأجهزة المتطورة التي تساعد في عملية الفحص والتشخيص، وشدد على أهمية التوعية بعملية الفحص بالقول إن ذلك سيؤدي إلى استقبال المركز لعدد كبير من النساء لإجراء عملية الفحص، خلال الاسابيع القادمة، مشيرا الى ان هناك استعدادا كبيرا وجهودا جماعية متضافرة من أفراد حريصين على مصلحة الكويت.

وأثنى الوزير في كلمته للصحافيين «ان الاجهزة المتطورة ستعمل على التشخيص المبكر للمرض، وبالتالي الحد من اللجوء الى العلاج، ومن ثم فإن الاشعة في المستشفيات تنبئ بكل الامراض ومنها السرطان.

وأشاد البراك بجهود القائمين على الحملة من الاطباء والمتطوعين والمتدربين الذين وفروا المناخ والتوعية الصحية، التي قلما تشاهد في كثير من الدول، مؤكدا ان هذا دليل على حرصهم وتفانيهم في العمل ودليل على التزامهم وعطائهم، مؤكدا انه سيدعم هذه الحملة بكل ما اوتي من صلاحيات، موضحا انه نصح بتمديد ساعات العمل لاستقبال اكبر عدد من النساء لعمل الفحص المبكر، متمنيا النجاح لهذه الحملة التوعوية المهمة.

وقال إنه سيتم تفادي اي عثرات اثناء العمل، وأوضح أن هناك جهودا تبذل داخل وزارة الصحة من اجل النهوض بمستوى صحة الفرد، على الرغم من وجود بعض الاخطاء في الوزارة، لكن سيتم علاجها واتخاذ الاجراءات اللازمة من اجل التخلص منها، وأوضح أنه يستشير القياديين في الدولة وفي الوزارة ويسمع آراء اعضاء مجلس الامة والمسؤولين بقطاعات الوزارة والاطباء انفسهم من اجل النهوض بمستوى الخدمات الصحية في الكويت.

وبدوره، قال وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون ضبط الجودة د. ابراهيم العبدالهادي إن برنامج فحص الثدي يعد تجربة فريدة وجيدة، متمنيا تعميمها في جميع المناطق الصحية في الكويت، موضحا أنها تفيد في تأهيل وتدريب العاملين في أقسام الاشعة.

ممارسة طبية متقدمة

وقالت رئيسة وحدة التشخيص الاكلينيكي للثدي في مستشفى الصباح د. نور الهدى كرماني «إن الارقام الحكومية تؤكد ان نحو 160 الف امرأة ما بين سن الاربعين والسبعين يمكن ان يستفدن من فحص الثدي، الذي قد يغير حياة كل واحدة منهن، مشيرة إلى أن الوحدة ستقوم تبعا لذلك بالكشف المبكر عن سرطان الثدي»

ووصفت الحملة بأنها أول ممارسة طبية متقدمة من نوعها في البلاد موضحة انها ستستمر حتى 29 الجاري.

واضافت «ان الورشة تهدف الى الكشف المبكر لاحتمالات الاصابة بسرطان الثدي مما يتيح امكانية توفير العلاج اللازم قبل فوات الأوان». واوضحت كرماني «ان وحدة التشخيص الاكلنيكي للثدي، وهي جهاز صحي متخصص، لا مثيل لها في بقية مستشفيات وزارة الصحة مع مستشفى

Kings College البريطاني وهي واحدة من المؤسسات الصحية العالمية المشهود لها في مجال البحث والتشخيص والعلاج على ايدي نخبة من افضل الاطباء ذوي الاختصاص بموجب اتفاق للتنسيق والتعاون بين الوحدة وادارة المستشفى البريطاني، وسيقوم فريق طبي من مستشفى الجامعة البريطانية العريقة بتدريب اختصاصي الاشعة واطباء الاشعة في وحدة التشخيص الاكلينيكي للثدي على مدى ثلاثة اسابيع مستفيدين من احدث تكنولوجيا توصل اليها الطب في هذا المجال».

وكشفت عن «ان الورشة تضمن تقليل نسبة العلاج المستعصي وبالتالي تقليل معاناة المرأة التي تصاب بهذا الداء العضال، الذي يمكن الشفاء منه اذا ما تم تشخيص الاصابة في وقت مبكر، وتوفر العلاج له من خلال استجابة المرأة للاجراءات الطبية والجراحية احيانا».

أهمية التشخيص المبكر

ومن جهته، قال رئيس قسم الأشعة السابق في مستشفى الصباح د. نجيب المرزوق إن الجهود الجماعية التي بذلت في هذا اليوم (أمس) مشرفة، مشيدا بفريق العمل المتكامل في برنامج المسح التشخيصي بقيادة د. نور الهدى كرماني، التي قال إنها حملت على عاتقها مهمة التدريب في أكبر المراكز المتخصصة في مجال فحص الثدي والسرطان في مراكز خارجية، والآن هي صاحبة فكرة هذا البرنامج المهم، كما أنها تسعى إلى تدريب وتأهيل الكوادر.

وأوضح أن هذا اليوم يعد نواة لبرامج أخرى سيتم افتتاحها في جميع محافظات الكويت لتغطية الكشف المبكر لسرطان الثدي لمنع هذا المرض الذي يفتك بنسائنا، مشيرا إلى أن السرطان مرض فتاك، لكن اذا تم اكتشافه في مراحل متقدمة فان نسبة علاجه تكون 100%، داعيا النساء إلى عدم الخجل من الفحص، وطالبهن بالمبادرة الى عمل هذه الفحوصات خصوصا من النساء اللائي تتراوح أعمارهن من الأربعين إلى الستين عاما.

وعن مشكلة إقصائه من رئاسة القسم قال المرزوق إن «المشكلة ليست رئاسة قسم، لكن ما حصل أن فئة من الوزارة رأت تصفية حساباتها عن طريق استغلال قرار تغيير رؤساء الاقسام، وهذا قرار غير سليم، موضحا أنه «لا توجد أسس ومعايير لاختيار رؤساء الأقسام، وبالتالي كان الاحتجاج على هذا القرار الذي تم العمل به للتخلص من أناس مقصودين، وانا من ضمنهم ووضع اشخاص في غير مكانهم».

وقال «على سبيل المثال رئيس قسم الاشعة في الولادة هو من الاختصاصيين في مجال التداخلات العلاجية الاشعاعية وأمراض الشرايين والقلب، ومكانه الاصلي في مستشفي الصدر، فكيف وضعوه في مستشفي الولادة؟ مشيرا إلى أن هذا القرار يمثل هدما للخدمات الصحية وتقديم الخدمة بشكلها الصحيح للمرضى، كما أن رئيس قسم الاشعة في مستشفى الصباح متخصص في اشعة الاطفال، وهناك قسم الاطفال في مستشفى ابن سينا والمكان الطبيعي له هو مستشفى «ابن سينا».

وطالب د. نجيب المرزوق «المسؤولين في وزارة الصحة بمحاسبة من قاموا بهذا العمل، مشيرا إلى أنهم غير مسؤولين ولا تهمهم مصلحة البلد»، مضيفا أن وزير الصحة متفهم للوضع وكلي قناعة بأنه سيحل الموضوع بموضوعية لما فيه مصلحة البلد والمرضى.

الدويري: افتتاحات جديدة

قال وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الرعاية الصحية د. قيس الدويري إنه سيتم افتتاح تشغيلي لمركز الشيخة فتوح السلمان في منطقة الشامية في 12 اكتوبر الجاري، وكذلك افتتاح مركز عبداللطيف المحري في منطقة الخالدية نهاية الشهر الجاري.

وقال الدويري لـ«الجريدة» إن مشروع التوسعة يسير على قدم وساق، وان هناك إنجازات تتم على مستوى كل المناطق والمستشفيات، وإن كان يشوبها بعض التأخير الذي نحاول تلافيه، مشيرا إلى أن هناك لجانا طبية تجول في عدد كبير من الدول من بينها مصر والهند لجلب أطباء لمشروعات التوسعة.