ليس الفنان عادل إمام زعيما لدولة الكوميديا فحسب، لكنه فنان مهموم بقضايا وطنه وبكل ما يؤرق شعبه من هموم ومشاكل, ما يفسر سر حماسته لأحد أكثر القضايا حساسية، أي العلاقة الشائكة التي تربط قطبي الأمة، المسيحيين والمسلمين، من خلال أحدث أفلامه «حسن ومرقص» الذي يخوض سباق الصيف السينمائي. عن علاقته بـ» حسن ومرقص» ولقائه بالنجم عمر الشريف كان هذا الحوار.ما هو شعورك بعدما اجتمعت مع عمر الشريف في فيلم واحد؟لم أكن أتوقع أن يجمعني عمل درامي واحد مع النجم العالمي عمر الشريف, كانت مشاركتي البطولة معه بمثابة حلم بالنسبة إلي، إنه رمز من رموز السينما المصرية والعالمية, لهذا أسعدني جداً هذا اللقاء.من هو صاحب فكرة ترشيحه للمشاركة في بطولة الفيلم؟ابني محمد. كنا نخشى عدم موافقته, إلا أننا فوجئنا بها حتى قبل أن يقرأ السيناريو, لهذا سعدت أن يجمعني عمل فني معه. عمر الشريف فنان ملتزم ومتعاون جدا، كان دائم الحضور أثناء التصوير حتى في الأيام التي لم يكن له عمل فيها. كنا نتشارك الآراء, وإذا رأى أحدنا الآخر يجسد مشهداً معيناً ويشعر أن أداءه يجب أن يكون أفضل، كنا نتناقش ويعرض كل منا تصوُّره, إنه شخص رائع ومحبوب, وأتمنى أن يجمعنا لقاء آخر قريباً لأنني استمتعت جدا بالعمل معه.ما الذي حمَّسك لفيلم «حسن ومرقص»؟مناقشته قضية مهمة في المجتمع وهي الوحدة الوطنية والعلاقة بين المسلم والمسيحي, وعبقرية يوسف معاطي في كتابة السيناريو وتجسيد القضية في صورة كوميدية وبسيطة يسهل وصولها إلى المشاهد البسيط ، هذا هو دور الفن وهو ما أحرص عليه في مجمل أعمالي. هل نستطيع القول إن هذا الفيلم خطوة جديدة في مشروع أفلامك لمحاربة التطرُّف الديني؟هو مختلف عن أفلامي السابقة، لأنه يناقش قضية الوحدة الوطنية بكل معانيها، وهي قضية شديدة الحساسية، نطرح من خلالها نبذ العنف والتطرف الديني من خلال إيصال رسالة واضحة تتعلق بضرورة التعايش بين المسلمين والمسيحيين في مصر بعيداً عن مثيري الفتنة من الطرفين، الذين يسعون إلى الإيقاع بين الجانبين لتستفيد جهات أخرى خارجية، وهذه الرسالة كانت واضحة جداً في نهاية الفيلم. تناولنا الفتنة الطائفية بموضوعية من خلال الصداقة التي نشأت بين حسن ومرقص, وركزنا على الوحدة الوطنية وهي أمر أساسي في مصر. استطاع الفيلم أن يجسد هذه الرسالة ببساطة شديدة وجرأة لم تشهدها السينما من قبل, لذا أرى أنه سيكون له تأثير جيد، ومتفائل لأننا استطعنا أن نقول كلمة مفيدة تجاه بلدنا ونقرب بين الناس والأديان ، وهو ما شعرت به منذ العرض الأول، حيث بكى الحضور سواء من المسلمين أو المسيحيين متأثرين بأجواء الفيلم التي تخللتها مشاعر من الود والحب والشجن والحزن لما وصلت إليه الحال، يحاول فيه المسلم المصري مع المسيحي أن يتشبثا بأيدي بعضهما في مواجهة أي عنف يهدد وحدتهما، يجب أن يتحديا الأخطار ويظلا معاً في وطن يجمعهما، وطن لهما كما كان وسيكون دائماً، لأن «الدين لله والوطن للجميع». هل صحيح أنك راهنت على أن يحقق هذا الفيلم أعلى الإيرادات؟كل ما يهمني الآن هو أن تصل رسالة الفيلم بوضوح إلى الجمهور، أما مسألة الإيرادات فلا تعتبر مقياساً وليست مهمة بالنسبة الي، ومع ذلك أعتقد أنه سيحقق ذلك لأنه يتناول قضية مهمة وحساسة مثلما ذكرت, وبالطبع وجود النجم العالمي عمر الشريف الذي عاد أكثر تألقاً وإبداعاً, بالإضافة إلى سيناريو رائع للكاتب يوسف معاطي, هذا كله سيسهم في تحقيق أعلى الإيرادات, وأتمنى ذلك.هل أنت راض عن أداء محمد ورامي؟ رامي مخرج متميز له بصمته الواضحة، أدركت ذلك منذ أن شاهدت للمرة الأولى مسرحيته «جزيرة القرع» التي أخرجها في مسرح الهناجر, أعجبت بالجو بينه وبين زملائه في العمل, وهو ما شجعني للإستعانة بهذه المجموعة في أعمالي السينمائية والمسرحية لإضافة جيل جديد صاعد.قدم رامي أعمالاً كثيرة، بعد ذلك أكدت أنه مخرج جيد ، كذلك اجتهد محمد كثيراً. عموماً، يرفض أبنائي العمل معي كي لا يقال إنني أفرضهم على أفلامي, خصوصاً محمد, استغرقت وقتاً طويلاً في إقناعه وشجعه وجود رامي على القبول, شارك معي من قبل في فيلم «عمارة يعقوبيان» وأدى دور إرهابي مسلم, أما هنا فدوره كوميدي. أتفق ورامي ونختلف ونعمل كأي ممثل ومخرج, وبعد الصورة التي ظهر عليها العمل، اتضح مجهودهما وتعبهما، فهما يحبان الفن وتفرض موهبتهما نفسها على كل شيء. في النهاية، هما ولداي وكأي أب، راض عن عملهما طالما يبذلان فيه مجهودا وأتمنى أن يحققا مزيداً من التقدم والنجاحات.إذا عدنا إلى الوراء.. هل كنت تتوقع كل هذا النجاح لعادل إمام؟في طفولتي، لم يكن أحد يتوقع أن أصل إلى هذا النجاح وأن أكون ممثلا كوميدياً من الأساس, بالإضافة إلى أنني كنت شقياً جداً, إلا أنني تمكنت بالاجتهاد والعمل الدؤوب من تحقيق النجاح. هل شعرت بالظلم أو الانكسار يوماً؟كثيراً، لكنني لم أستسلم للظلم وكان هذا في الماضي، اليوم لا أعتبر الهجوم الذي أتعرض له من البعض ظلماً لأنني لا أنظر إليه في الأساس. أما بالنسبة إلى الانكسار، فهذا ليس من طبعي حتى في أحلك الظروف الصعبة.ماذا عن الندم؟منحني الله أموراً كثيرة لم أكن أحلم بها على الإطلاق، من حب جماهيري جارف وشهرة ونجاحات متتالية, ولم يكن في أعمالي أو حياتي ما أندم عليه أو أخجل منه.إذن أنت تشعر بالرضا؟ما دمت راضياً عن أعمالي فهذا يكفيني ويجعلني أنام مرتاحاً على الرغم من أنني لا أتذوق طعم النوم بسبب التحضير لأعمالي السينمائية الجديدة والتركيز على أن يخرج العمل بمستوى جيد أكون راضياً عنه.
توابل - مزاج
حسن ومرقص رسالة بسيطة وجريئة الزعيم عادل إمام: سعادتي لا توصف بالعمل مع عمر الشريف!
15-07-2008