أنتج وليد التابعي في بداية مشواره السينمائي «قلب جريء» و{90 دقيقة» وعدداً من المسلسلات التلفزيونية، ثم اتجه الى الإخراج أخيراً، وانتهى من تصوير أول أفلامه «أزمة شرف» من بطولة غادة عبد الرازق وأحمد فهمي. حول أعماله ومشاريعه المقبلة كان الحوار التالي.

Ad

رغم نشأتك في أسرة فنية لم تنتج سوى فيلمين وبعض الأعمال التلفزيونية!

صحيح، فأنا أهتم بالعمل الذي أنتجه، ويهمني أن يأتي متميزاً. ثمة أعمال كنت أنوي إنتاجها، لكن صورتها اختلفت عند التنفيذ فتوقفت عن إتمامها.

لماذا اتجهت من مجال الإنتاج الى الإخراج؟

الإخراج طموحي منذ البداية، وقد حاولت الالتحاق بقسم الإخراج في معهد السينما, لكن والدي رفض وأصر على أن ألتحق بقسم الإنتاج كي أستكمل مسيرته وقد رضخت لرغبته، إلا أن الحلم ظل يراودني إلى أن جاءت الفرصة لتحقيقه.

لماذا تأخرت كثيراً في تحقيق هذا الحلم؟

كنت انتظر العثور على نص مختلف كي أقدم عملاً متميزاً، وأبحث عن فيلم مضمونه لافت أستطيع من خلاله تقديم وجهة نظري.

يرى البعض أن أموالك هي التي ساهمت في تحويلك الى مخرج.

ليس صحيحاً، فلو كانت الأموال هي السبب لكنت أخرجت الأفلام منذ فترة طويلة. عموماً، دراسة الأخراج ليست مهمة بقدر قيمة الرؤية الإخراجية ومدى إمكان تنفيذها.

لماذا لم تحاول دخول عالم الإخراج من خلال العمل كمساعد مخرج أولاً كي تكتسب الخبرة اللازمة؟

لا أعتقد أن العمل مع مخرجين آخرين كان سيفيدني بشيء، والدليل أن مخرجين كثيرين ظلوا يعملون سنوات طويلة كمساعدي مخرج وعندما قدموا عملاً منفرداً لم ينجحوا في تأسيس رؤية خاصة بهم.

هل شجعتك تجارب المخرجين الجديدة على خوض تجربتك الخاصة في هذا التوقيت تحديداً؟

عناصر نجاح العمل تبدأ بالنص الجيد والحبكة الدرامية اللافتة بالإضافة الى الرسالة المتوخاة من العمل, لكن نجاح تجربة بعينها لا يعني نجاح التجارب المشابهة والدليل أن نجاح «أوقات فراغ» لم يؤدي الى نجاح الأعمال التي عالجت موضوع الفيلم نفسه.

لماذا اخترت «أزمة شرف» تحديداً؟

استفزني «أزمة شرف» بمجرد قراءته وجدت فيه مضموناً لافتاً ورؤية مختلفة، وعندما بدأنا جلسات العمل عرفت أنه يتطلب دقة متناهية في التنفيذ، لأنه يناقش قضايا واقعية ويعالج الحياة اليومية.

لماذا اخترت زوجتك غادة عبد الرازق للمشاركة في الفيلم؟

غادة عبد الرازق نجمة كبيرة وأعمالها تشهد على ذلك ولا تحتاج الى مجاملة من أحد، وقد اخترتها للدور لأنها مناسبة له تماماً.

ربما وافقت غادة على المشاركة في «أزمة شرف» لأنها تجاملك في أول أفلامك كمخرج؟

وصلت غادة الى مرحلة لا يمكن أن تجامل فيها أحداً على حساب فنها وسمعتها كفنانة.

ماذا عن المشاكل التي لا تنتهي بينكما؟

هذه المشاكل انتهت منذ فترة طويلة وعندما نسمعها نضحك.

ذكرت أن «الريس عمر حرب» لم يعجبك رغم أن غادة كانت بطلته, هل يعني ذلك أنك لا تتدخل في اختياراتها؟

نعم لم يعجبني فيلم خالد يوسف لأنه لم يطرح أي قضية، لكني لا أتدخل في اختيارات غادة لأنها فنانة وتستطيع اختيار أعمالها من دون أي تدخل مني.

وما رأيك في المشاهد المثيرة التي قدمتها في أعمالها الأخيرة؟

لدي بعض التحفظات عليها فعلاً، لكني في الوقت نفسه أحترم اختيارات زوجتي لأنها فنانة ومن حقها أن تؤدي هذه المشاهد طالما اقتنعت بها كفنانة. عموماً، غالبية مشاهد الإثارة في الأفلام ليست حقيقية تماماً كما مشاهد الحركة، إذ يستطيع المخرج التقاط المشهد من زاوية معينة واستخدام كاميرات محددة لهذا الغرض تعطي إيحاء بأن البطل يحضن البطلة مثلاً فيما الحقيقة ليست كذلك.

هل تقبل كزوج أن تؤدي زوجتك تلك المشاهد الساخنة وترتدي الملابس المثيرة؟

المقبول وغير المقبول كزوج وزوجة هو في صميم الحياة الشخصية, ولا يجب للصحافة أن تتدخل في الحياة الخاصة.

هل يمكن أن تقدم أفلاماً تحتوي على مشاهد إثارة؟

أرفض تقديم هذا النوع من الأفلام لأن أي فكرة قد تنفذ بشكل راق وغير مبتذل، بالإضافة الى أن المشاهد الجنسية لم تعد مفتاح نجاح الفيلم وتحقيقه الإيرادات بعد أن أصبحت مواقع الإثارة متوافرة دائماً.

ما رأيك في حالة السينما المصرية الراهنة؟

رغم تقدّم السينما المصرية في الفترة الأخيرة، خصوصاً تكنولوجياً، إلا أنها ما زالت متأخرة مقارنة بالمستوى العالمي.

والرقابة؟

تطورت كثيراً بسبب الانفتاح الذي شهدته القنوات المفتوحة والصحافة.

من يلفتك من المخرجين؟

بدا رامي إمام في فيلم «حسن ومرقص» واضحاً ويملك نضجاً فنياً، كذلك مروان حامد في «عمارة يعقوبيان»، وشريف عرفة في «الجزيرة» وخالد يوسف في «هي فوضى؟» الذي ناقش قضية حساسة تمس غالبية عظمى من الشعب المصري.

هل تتمنى مشاركة فيلمك الأول في المهرجانات؟

أتمنى تقديم عمل متميز، والنجاح الجماهيري أهم من المهرجانات بالنسبة إلي.